الانتخابات التشريعية تفرز تحولات في الخارطة النيابية لكردستان العراق

الحزب الديمقراطي الكردستاني يحصد الأكثرية بحصوله على 39 مقعدا ما يؤهله لقيادة الحكومة الإقليمية والجيل الجديد يعزز تموضعه في البرلمان.
الأربعاء 2024/10/30
نتائج نهائية لكنها ليست قطعية

بغداد - أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اليوم الأربعاء أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق شبه المستقل بحصوله على 39 مقعدا، مما يؤهله لقيادة الحكومة الإقليمية المقبلة.

وقال رئيس مجلس المفوضية عمر أحمد محمد في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إن النتائج تشمل 7070 محطة اقتراع، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة بلغت 72.06 بالمئة.

وأكد أن "المفوضية اتخذت سلسلة من الإجراءات لضمان نزاهة الانتخابات بأجواء آمنة"، مضيفا "عملنا بشكل دؤوب لإنجاز هذه المهمة الوطنية".

وأشار إلى أن "41 ألفاً من موظفي اقتراع عملوا في انتخابات كردستان وبمشاركة 43 مراقبا من وكلاء الأحزاب والتحالفات والكيانات السياسية بإشراف 1800 مراقب دولي و10 مراقبين محليين".

يتشكل برلمان كردستان العراق من 100 مقعد، خمسة منها مخصصة للأقليات.

ووفقا للنتائج النهائية المعلنة فقد حل الاتحاد الوطني بالمرتبة الثانية بـ23 مقعدا، والجيل الجديد بالمرتبة الثالثة بـ15 مقعدا، فيما جاء الاتحاد الاسلامي الكردستاني بالمرتبة الرابعة بـ7 مقاعد، وتيار الموقف الوطني بالمرتبة الخامسة بـ4 مقاعد، وجماعة العدل الكردستانية بالمرتبة السادسة بـ3 مقاعد، وجبهة الشعب بالمرتبة السابعة بمقعدين، وحركة التغيير بالمرتبة الثامنة بمقعد واحد، والتحالف الكردستاني بالمرتبة التاسعة بمقعد واحد.

وتُظهر هذه النتائج تغيّرات ملحوظة مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث خسر الحزب الديمقراطي 6 مقاعد، بينما حقق الجيل الجديد زيادة بـ6 مقاعد وشهدت الأحزاب الأخرى تغييرات متفاوتة في عدد مقاعدها.

وبحسب النتائج النهائية المعلنة، فقد حل الاتحاد الوطني في المرتبة الأولى بمحافظة السليمانية التي تعد معقله الرئيسي بحصوله على 15 مقعدا من مجموع 38 مقعدا، وتمكن الجيل من تحصيل 8 مقاعد، بينما تحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 3 مقاعد والاتحاد الاسلامي الكردستاني 3 مقاعد بفارق الأصوات عن الديمقراطي الكردستاني، وحلت جماعة العدل الكردستانية العراقية خامسا بحصولها على مقعدين، وجاء تيار الموقف الوطني سادسا بمقعدين بفارق الأصوات أيضا عن جماعة العدالة، وجبهة الشعب حصلت على مقعد واحد، والتحالف الكردستاني أيضا تحصل على مقعد واحد، والمكونات حصلت على مقعدين.

وفي دهوك تحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 18 مقعدا من مجموع 25 مقعدا، وحقق الجيل الجديد تقدما بحصوله على مقعدين، وكذلك تحصل الاتحاد الاسلامي الكردستاني على مقعدين، بينما لم ينل الاتحاد الوطني الكردستاني إلا مقعدا واحدا، وهي نفس النتيجة بالنسبة إلى جماعة العدل، وتيار الموقف الوطني وجبهة الشعب بحصول كل منها على مقعد واحد.

وفي محافظة أربيل تصدر الديمقراطي الكردستاني النتائج  بحصوله على 17 مقعدا من مجموع 34 مقعدا، بفارق كبير عن الاتحاد الوطني الذي لم يحصل إلا على 6 مقاعد، بفارق مقعد واحد عن الجيل الجديد (5 مقاعد)، بينما ذهبت بقية المقاعد الستة إلى كل من الاتحاد الاسلامي الكردستاني، وجماعة العدل، وتيار الموقف الوطني، وجبهة الشعب، وكوتا المسيحيين، والتركمان.

وفي حلبجة ذهبت المقاعد الثلاثة إلى الاتحاد الوطني، الاتحاد الاسلامي الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بحصول كل منها على مقعد واحد.

وأكد رئيس مجلس المفوضين خلال المؤتمر، إن هذه النتائج نهائية ولكنها ليست قطعية ويمكن للأحزاب والكيانات السياسية الطعن فيها خلال 3 ايام.

وكان تفوق الحزب الديمقراطي الكردستاني، معلوما بالنسبة لبقية الأحزاب، لأنه يسيطر على الحكومة، لكن الجديد هو دخول الاتحاد الوطني على المنافسة الشرسة على المناصب الحساسة في الحكومة الجديدة.

ويرى مراقبون أن الاتحاد الوطني سيحاول الضغط على الديمقراطي الكردستاني، لتعديل سياسته وتعامله مع بغداد، حيث أن بافل الطالباني يعتبر أقرب إلى بغداد من نيجيرفان ومسرور بارزاني، فإن شكل العلاقة مع بغداد يأخذ جانباً جديداً بعد تشكيل حكومة الإقليم.

وجرى التصويت وسط تنافس انتخابي بين مختلف قوى الإقليم السياسية، خصوصاً الحزبين التقليديين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، والاتحاد الكردستاني بزعامة بافل الطالباني، إذ يملك الأول قاعدة شعبية واسعة في دهوك وأربيل، بينما يملك الثاني شعبية في مدينة السليمانية وضواحيها، بوصفها معاقل تقليدية للحزب.

وكانت السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي، قد دعت الأحزاب في كردستان إلى دعم الانتقال السلمي للسلطة وتشكيل الحكومة الجديدة من دون أي تأخير. وذكرت رومانسكي، في بيان، أن "الولايات المتحدة تتقدم بالتهنئة لمواطني إقليم كردستان العراق وجميع القوى السياسية على إتمام انتخابات برلمان الإقليم بنجاح"، مبينة أن "موظفي البعثة الأميركية في العراق راقبوا العملية الانتخابية في مختلف مراكز الاقتراع بالإقليم خلال يومي 18 و20 أكتوبر".

وأضافت أن "بلادها تثني على مواطني إقليم كردستان العراق لالتزامهم بالديمقراطية"، مشيرة إلى أن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أقرت بأنها واجهت صعوبات في عملية التحقق من البصمات خلال العملية الانتخابية، ويجب معالجة هذه القضية قبل الانتخابات البرلمانية العراقية في عام 2025".

وتأجلت الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان، 4 مرات منذ قرابة عامين بسبب الخلافات السياسية، إذ كان من المزمع إجراؤها في عام 2022.

ويتقاسم أكبر حزبين في إقليم كردستان، الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني السلطة منذ أكثر من 3 عقود.