الانتباه إلى تفاصيل الحياة المشتركة ضمانة لراحة الزوجين

خبراء ينصحون الأزواج بالتخلي عن النقاشات الحادة في غرفة النوم، وبعدم أخذ الهاتف أو الكمبيوتر المحمول إلى الفراش.
الأحد 2019/04/07
الانسجام يجلب الراحة في كل مكان

غرفة النوم تعدّ المكان الأكثر خصوصية لدى الأزواج، وهي أكثر غرف البيت أهمية بالنسبة إليهم. يعتبرها البعض المكان المخصص للراحة البدنية والنفسية والمساحة التي تمنح الاستقلالية للعلاقة الزوجية، فيما يراها آخرون ممن لديهم مشكلات في حياتهم الأسرية المساحة التي تفض فيها الخلافات، وتطرح فيها مشاكل الزوجين ومشاكل البيت والأبناء، غير أن الخبراء يؤكدون أنها الغرفة التي يجب أن يعمّها الهدوء والتفاهم لكي يتمكن كلا الزوجين من التخلّص من أعباء وضغوط الحياة اليومية.

لندن – يطرح العديد من الأزواج تساؤلات عن كيفية مشاركة غرفهم وأسرّتهم مع شخص آخر دون الحرمان من الهدوء والاستمتاع بالخصوصية والراحة.

ويقول خبراء في الحياة الزوجية وعلماء النفس إن غرفة النوم يجب أن تكون المكان الأكثر هدوءا في المنزل، ويحتل فيها السرير قمة التناغم بين الزوجين. ويجب ألاّ يصبح السرير ساحة للمعارك. وينصحون الأزواج بتجنّب الصراعات والخلافات في غرفة النوم، وذلك عبر إيقاف جميع المحادثات التي يمكن أن تثير نقاشا حادا.

في الأسبوع الماضي، أثار أحد مستخدمي تويتر جدلا عندما ذكر تناوبه على جانبي السرير مع شريكته “في بعض الليالي أريد النوم بجانب النافذة، وفي بعض الليالي أريد أن أكون أقرب إلى الباب. إنه ليس أمرا غريبا، أليس كذلك؟”.

وبالنسبة إلى خبراء الحياة الزوجية فإنه يجب وضع قواعد بين الشريكين لكي تظل غرفة النوم مساحة مخصصة لكليهما لكي ينعما بالراحة، وأهم هذه القواعد عدم أخذ الهاتف أو الكمبيوتر المحمول إلى الفراش. وقد دعا الدكتور البريطاني جاي ميدوز مؤسس كلية النوم ومؤلف كتاب “النوم”، الناس إلى عدم استخدام هواتفهم المحمولة كمنبهات.

 وتحدث عن السبب وراء دعوته قائلا “حتى لا ينظروا إلى هواتفهم في منتصف الليل… يحتوي جهازك المحمول على كل جوانب حياتك طوال النهار، وليس مصمما ليكون بجوارك في غرفة النوم. نحن نحمل هذه الخلايا الحساسة للضوء في أعيننا والتي يمنع تعرضها إلى الضوء إطلاق الميلاتونين (هرمون مسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي في كل من الإنسان والحيوان) وتفعيل إطلاق الكورتيزول (هرمون ستيرويدي يفرز استجابةً للإجهاد)، ليعيق القدرة على النوم”.

عادات نوم الزوجين تتغير بمجرد أن يرزقا بطفل يشاركهما غرفة النوم، وتبدأ المناوشات بالظهور خاصة في أوقات النوم وعندما يستيقظ الرضيع باكيا، ويُطرح تساؤل من يجب أن يستيقظ لتهدئته

من جانبه لا يرى الأكاديمي في جامعة أوكسفورد ومؤلف كتاب “ساعات الجسم” الدكتور بول كيلي، أيّ مانع من حيث المبدأ لتناول الطعام في السرير، حتى وإن تفتفت، لكنه يذكر “بعدم تناول الطعام في وقت متأخر جدا من الليل، لأن الجسم سيركّز على الهضم بدلا عن النوم”. ولا يرى خطورة في تناول فطور الصباح أيضا في غرفة النوم.

المهم في المسألة ألاّ يكون الأكل في الفراش من الممارسات المزعجة للشريك. أما عن الغطاء فهناك من الأزواج من يفضلون أن يكون لهم غطاء منفصل، خاصة إذا كانوا لا يحبذون مشاركة كل شيء في البيت.

وتقول مستشارة العلاقات الزوجية البريطانية بولين ريني بيتون “لن يجد أحد الشريك المثالي للنوم”، وبما أننا نعرف ذلك، فإننا نميل إلى البحث عن حل وسط. وتوضح بيتون “عادة ما يظهر هذا عندما يمر أحد الأطراف بصعوبات في مجالات أخرى من الحياة. أحيانا، إذا كان أحد الطرفين ينام أفضل من الآخر، فغالبا ما يشعر الشخص الآخر بالغيرة. هذا تافه وغير مثمر مثل حسد شخص ما لأن شعره أحمر”.

ولا تنصح بولين، وفق صحيفة الغاردين البريطانية، بالنوم في مكان آخر، مخافة أن يؤدي ذلك إلى انفصال عاطفي أعمق بين الزوجين. ولا يتفق معها كيلي الذي يحمل وجهة نظر بديلة ومختلفة ويقول “نشأ البشر مختلفين عن الكائنات الأخرى… لذلك فإن على أحد الطرفين النوم في مكان آخر، إذا ما كانت عادات نومه تشوش الطرف الآخر”، ويفسر ذلك بأن الناس ليسوا مشفرين للنوم في نفس الموعد.

وتتغير بعض قواعد وعادات نوم الزوجين بمجرد أن يرزقا بطفل يشاركهما غرفة النوم، وتبدأ المناوشات بالظهور، خاصة في أوقات النوم وعندما يستيقظ الرضيع باكيا، ويطرح تساؤل من يجب أن يستيقظ لتهدئته ورعايته لكي يتوقف عن البكاء.

 وينصح المختصون الآباء والأمهات الجدد بوضع قواعد تقوم على المداولة والتناوب أو تستند إلى السماح للطرف الأكثر تعبا في نهاية اليوم بالراحة طوال الليل. ويشيرون إلى أنه من الأسهل أحيانا قبول أن المستيقظ سيكون دائما صاحب النوم الأخف.

النوم لـ5 أو 10 دقائق بعد إغلاق المنبه قد يزيد التعب
النوم لـ5 أو 10 دقائق بعد إغلاق المنبه قد يزيد التعب

ويعتمد غالبية الناس على المنبه لإيقاظهم من النوم صباحا لمباشرة أعمالهم ومهامهم اليومية، ويحدث هذا الأخير بعض الخلافات ويحدث صوته اضطرابا في النوم والراحة، ويحذّر خبراء في علم الأعصاب من خطورة عدم الاستجابة للمنبه، مؤكدين أن النوم لـ5 أو 10 دقائق بعد إغلاق المنبه يمكن أن يزيد التعب، إذ لا تمنح هذه الفترة القصيرة ما يكفي من الوقت ليغط الشخص الذي يريد الاستيقاظ في نوم عميق، مما قد يسبب تشويشا لعقله ويحدث خللا في ساعة الجسم البيولوجية. وبالتالي يؤثر على الشريك خاصة إذا كان موعد استيقاظ الزوجين الشريكين في غرفة النوم ليس موحدا.

ومن بين النقاط التي تثير بعض النقاشات بين الأزواج هي من الذي يقرّر موعد إطفاء الضوء، وبالرغم من أنها تبدو تفصيلا صغيرا إلا أنها قد تشكل مصدر إزعاج لأحد الطرفين، وينصح خبراء الحياة الزوجية بعدم جعل التفاصيل الصغيرة مثل هذه تصبح مصدر إزعاج أو قلق بين الزوجين، لذلك فإن قرار إطفاء الضوء يتخذ باحترام متبادل وبهدوء، وأحيانا يتخذ الشخص الأكثر كسلا القرار من جانب واحد عبر إغلاق عينيه.

ويعدّ شخير الشريك مصدر إزعاج وأحيانا سببا للمشكلات والخلافات إذا لم يعرف الطرف الذي لا يشخر كيف يتعامل مع شريكه، ويمكن تخفيف الشخير المنتظم عادة عن طريق تحريك الطرف الآخر دون إيقاظه. وفي الوقت ذاته يجب أن يكون الزوج الذي لا يشخر متعاطفا مع شريكه إذا كان الشخير مرتبطا بالزكام، لأنه قد يصاب بنفس الحالة يوما ما.

تتحدث ريني بيتون عن انتشار ثقافة اللّوم عندما تتعلق القضية بالشخير، وتدعو إلى البحث عن حل يناسب الطرفين إذا أصبح الأمر لا يطاق. ويمكن للشريك السليم أن يحث ويشجع شريكه على زيارة الأطباء المختصين لإيجاد حل لمشكلة الشخير دون لومه أو جعل ذلك مصدر خلاف وسببا في النوم في مكان آخر غير غرفة النوم، وقد يكون تلك بداية الانفصال العاطفي.

21