الالتزام بإنهاء الموسم يزيد الضغوط على الأندية الإنجليزية

تجد الأندية الإنجليزية نفسها تدور في حلقة مفرغة، حيث أنها من جهة تأمل في استكمال الموسم بأسرع طريقة ممكنة، ومن جهة أخرى تجد نفسها مجبرة على الحرص على تطبيق العديد من القرارات الصحية لتجنب كارثة قد تعيدها إلى نقطة الصفر، والأهم من ذلك كيفية تجهيز اللاعبين لاستئناف النشاط.
لندن - كشفت كارن بريدي المديرة التنفيذية لنادي وست هام يونايتد الإنجليزي أن تاريخ عودة نشاط الدوري الممتاز لا يزال غير واضح على الرغم من الآمال المتزايدة بإمكانية استئنافه في منتصف يونيو المقبل.
وكتبت بريدي في عمودها في صحيفة “ذي صن” السبت تقول إن “أسئلة كثيرة تطرح نفسها ويجب إيجاد حلّ لها أوّلا لاسيما ما يتعلق بالتدريبات الفحوص على اللاعبين والبروتوكول الطبي الذي يجب اتباعه”.
وقالت “احتفظ اللاعبون بمعدل جيد من اللياقة البدنية في منازلهم. لكن إذا استمرت إجراءات التباعد الاجتماعي فإنه لن يسمح بمعاودة التدريبات الجماعية التنافسية لأنك لا تستطيع إجراء أيّ تلاحم من مسافة مترين”.
وأضافت “بالتالي كيف ستكون لياقة اللاعبين إذا عاد النشاط المحلي كما نأمل في منتصف يونيو؟”.
ويلفت محللون رياضيون إلى أهمية الأسئلة التي تطرها بريدي مؤكدين أنها تقريبا نفس الأسئلة التي تراود مسؤولي الأندية في مختلف البطولات الأوروبية.
ويستدل هؤلاء بمثال الدوري الألماني الذي سمح بعودة اللاعبين إلى التدريبات، في الدرجتين الأولى والثانية، وفق برنامج شديد الحذر وتطبق خلاله إجراءات صحية صارمة.
لكنّ هؤلاء المحللين يؤكدون على شيء مهمّ وهو أن ألمانيا تسجل أدنى معدل للإصابة بوباء كورونا المستجد في أوروبا، قياسا بإنجلترا و إسبانيا و إيطاليا، ما يؤزّم الوضع أكثر بالنسبة إلى الأندية واللاعبين ويدفعهم إلى الخوف من عدم التزام البعض بالإجراءات التي تفرضها الجهات الصحية في حال تقررت عودة النشاط. وتساءلت بريدي كيف ستقوم أندية الدوري الممتاز بإخضاع لاعبيها بصورة دائمة إلى فحوص للكشف عن فايروس كورونا في الوقت الذي لا يحصل هذا الأمر مع العاملين في خدمة الصحة الوطنية؟
وأشارت إلى غياب العدالة في حال تعرض عدد من لاعبي أحد الفرق للحجر الصحي لدى عودة المنافسات.
وقالت المديرة التنفيذية “يتعين على رجال الشرطة التواجد في الملاعب حتى لو أقيمت المباريات وراء أبواب موصدة لأن أنصار الفرق سيتوجهون إلى الملاعب حتى لو كانوا محرومين من التواجد في المدرجات”.
وتابعت “سيتواجد في الملعب، في حال إقامة المباريات من دون جمهور، ما بين 300 و500 شخص من بينهم أعضاء في جهاز الأمن، الجهاز الطبي، العاملون في النادي، المراقبون، الحكام، اللاعبون ورجال الإعلام، فجميع هؤلاء سيخضعون لفحص درجة حرارتهم، وملء استمارات طبية والالتزام بالتباعد الاجتماعي”.
وكرّرت أسئلتها “في حال إصابة لاعب ما، إلى أيّ جهة سنرسله؟ لا يمكن إرساله إلى المستشفيات التابعة لمراكز الخدمة الصحية الوطنية التي تعاني من ضغوط أو المستشفيات الخاصة التي لن تستقبل لاعبي كرة قدم مصابين. وبالتالي ماذا سيحصل في هذه الحالة؟”.
وكشف تقرير صحافي بريطاني السبت عن تطور جديد بشأن استئناف مباريات البريميرليغ هذا الموسم. ووفقا لشبكة “سكاي سبورتس” فإن عودة مباريات البريميرليغ يوم الـ8 من يونيو القادم يعد السيناريو الأفضل لاستئناف الموسم مرة أخرى في إنجلترا.
وأشارت إلى أنه عُرض على الأندية نماذج مختلفة لإعادة خوض المباريات، في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، لكن الرابطة أكدت مجددا أن الموسم لن يستأنف حتى تعلن الحكومة أن الوضع بات آمنا.
وأوضحت أن الخطة تهدف لإنهاء الموسم خلال 5 أسابيع فقط، حيث يتبقى لكل نادٍ إما 9 أو 10 مباريات وهناك اعتقاد أن فترة الأسابيع الخمسة ستكون كافية لخوض كل اللقاءات. وذكرت أن أندية البريميرليغ ستجتمع يوم 1 مايو المقبل من أجل تقييم الوضع مرة أخرى.
وكانت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أعربت عن التزامها باستكمال الموسم الحالي في حين لم يتطرق ممثلوها إلى إمكانية إنهائه في الـ30 من يونيو المقبل كما كان مرجحا في اجتماعهم الجمعة.

وانحصر الحديث خلال الاجتماع الذي تم عبر تقنية الاتصال بالفيديو عن السيناريوهات المختلفة لإنهاء الموسم.
ولم يتطرق أيّ ممثل لأيّ ناد إلى إمكانية إنهاء الموسم في الـ30 من يونيو المقبل كما أفادت تقارير صحافية الخميس عن عدد متزايد من الأندية تطالب بذلك من أجل تفادي الإشكالية المتوقع أن تثار بشأن عقود اللاعبين التي تنتهي في هذا التاريخ في حال امتد الموسم لما بعد هذا الموعد ما يثير قلق العديد من الأندية.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أوصى بتمديد العقود، سواء أكانت طويلة الأمد أم تلك المبرمة على سبيل الإعارة، إلى ما بعد نهاية يونيو في حال لم يكن موسم 2019 – 2020 قد بلغ نهايته، فإن أندية إنجلترا تخشى من أن يرحل اللاعبون عن صفوفها بمجرد حلول ذاك التاريخ.
كما لم يتطرق المجتمعون إلى مسألة تقليص رواتب اللاعبين أو موعد فتح سوق الانتقالات.
وقال متحدث باسم الدوري الإنجليزي الممتاز “ندرك تماما الحزن الذي يتسبب به وباء كوفيد – 19 وأفكارنا مع جميع هؤلاء الذين تأذوا منه”. وأضاف “نعمل على سيناريوهات معقدة مع مختلف شركائنا وبينهم شبكات النقل التلفزيوني وهدفنا أن نكون في وضع نستطيع فيه أن نلعب بأمان بمساندة كليّة من الحكومة”.
وتابع “صحة اللاعبين والمدربين والعاملين في النادي وسلامتهم هي أولوية بالنسبة إلينا وسيعاود الدوري نشاطه فقط عندما تسمح الأجهزة الطبية بذلك”.
وتتخوف الأندية من أنه في حال عدم إنهاء الموسم الحالي ستتكبد خسائر ضخمة قدرت بحوالي مليار جنيه إسترليني (2.1 مليار دولار).
ولا تزال أندية الدوري الممتاز تجري محادثات بشأن التخفيف من التداعيات الاقتصادية وقد طلبت من لاعبيها التخلي عن 30 بالمئة من أرباحهم ما بين خفض رواتب وتأخير في دفعها. إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.