الالتزام المؤنث يفتتح المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة بتونس

حفل مشترك للفنانتين التونسية بديعة بوحريزي والفرنسية فلوي كروشي، في افتتاح المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة.
الأربعاء 2019/02/06
بديعة بوحريزي تفتتح المهرجان بـ"كهرو موسيقى"

بمجموعة من العروض التونسية والعربية والأجنبية انطلق، مساء الاثنين، المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته التأسيسية بالعاصمة تونس، والذي تتوزع عروضه على مجموعة من الفضاءات الثقافية بتونس العاصمة تحت إشراف وتنظيم دار الثقافة ابن رشيق.

تونس - انطلق المهرجان العربي للموسيقى الملتزمة في دورته التأسيسية، مساء الاثنين، بحفل مشترك للفنانتين التونسية بديعة بوحريزي والفرنسية فلوي كروشي، في العاصمة تونس، تحديدا بدار الثقافة ابن رشيق.

وتتواصل فعاليات الدورة، التي تنظمها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس (حكومية)، في دار الثقافة ابن رشيق ودار الثقافة المغاربية ابن خلدون والنادي الثقافي الطاهر الحداد وفضاء كارمن، حتى 8 فبراير الحالي، بمشاركة 19 عرضا موسيقيا.

وبدأ حفل الافتتاح، الذي يمكن تسميته بحفل الالتزام المؤنث، بالفنانة الفرنسية فلوي كروشي التي حلقت بالجمهور إلى العالم المهمّش المليء بالمآسي والهموم لتبعث فيه رسائل المقاومة والصمود في وجه العنف والدمار.

وكروشي، التي انطلقت تجربتها الفنية سنة 1994 مع مجموعة “مافوكاج” كعازفة على آلة القيثارة، أبدعت خلال الحفل بعزفها الممتع، وهي التي تشتغل على التقاط الموسيقى التوثيقية التي تمزج بين خلط النصوص والشهادات والموسيقى لتعبر عن مفهوم الهوية أثناء الحروب.

وتعمل الفنانة الفرنسية على دمج النصوص الشعرية باللغة العربية وموسيقاها الخاصة، حيث تعاملت مع الشاعرة الفلسطينية كاميليا جبران من خلال قصيدتها “سجن النسيان”.

أما الجزء الثاني من الحفل فكان من نصيب الفنانة التونسية بديعة بوحريزي التي عبرت عن فخرها بالمشاركة في المهرجان الذي يؤمن بالحرية كقضية أساسية.

وقدمت الفنانة التونسية مجموعة من أغانيها التي ارتبطت بالثورة التونسية والتي هزت مشاعر مواطنيها آنذاك إثر إزاحة نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في يناير 2011.

وتُعالج أغاني بوحريزي قضايا اجتماعية وسياسية تروي معاناة المُهمشين الذين كان كل همهم البحث عن رغيف الخبز المفقود، ومعاناة أولئك الذين دخلوا عوالم النسيان كأن شيئا لم يكن.

الفنانة الفرنسية فلوي كروشي بعثت في الجمهور رسائل المقاومة والصمود في وجه العنف والدمار
الفنانة الفرنسية فلوي كروشي بعثت في الجمهور رسائل المقاومة والصمود في وجه العنف والدمار

وقدّمت بوحريزي، خلال الحفل، مجموعة من أغانيها الهادفة التي تؤسّس لموسيقى بديلة عما هو موجود ومن بينها “صرخة حرية” و”الأشواق” و”لاباس” (لا بأس) و”حر يولد الإنسان”، وخاصة أغنيتها الشهيرة “من سلمى” للشاعرة الفلسطينية  فدوى طوقان.

وتجمع بوحريزي -أو “نياستو” كما يحلو لعشّاقها مناداتها- في أغانيها بين موسيقى الجاز والروك والريغي والهيب هوب، لتغني الحرية باللغة العربية والعامية التونسية مع تشبث شديد بهويتها الأفريقية والتونسية البربرية، والتي تترجمها من خلال نمطها الموسيقي المميز وفستانها.

وغصت مدارج دار الثقافة ابن رشيق بالجمهور الذي تفاعل مع أغاني بوحريزي الثورية والتي ولدت من رحم المعاناة وحفرت في الذاكرة، وهي التي قدّمت آخر إنتاج من إنتاجاتها الموسيقية والمعنون بـ”كهرو موسيقى”.

وقال سفيان القاسمي مدير المهرجان “إن هذه التظاهرة تهدف إلى إحياء مسيرة فنانين ملتزمين وفرق برزت في عقود الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات في تونس مثل الراحلين الهادي قلة والزين الصافي ومجموعة الحمائم البيض وغيرهم”.

والمهرجان العربي للموسيقى الملتزمة مختلف تماما عن المهرجان الذي وعد به وزير الشؤون الثقافية التونسية، محمد زين العابدين، في مايو الماضي والذي من المتوقع أن يحمل اسم الراحل الهادي قلة وسيتزامن مع ذكرى وفاته، 14 مارس، من كل سنة.

وتواصلت العروض الثلاثاء مع عرض من مصر لمجموعة “اسكندرلا” بدار الثقافة ابن رشيق، في حين قدمت دار الثقافة المغاربية ابن خلدون في اليوم نفسه العرض الموسيقي لمجموعة “أجراس” التونسية، وفي النادي الثقافي الطاهر الحداد التقى محبّو هذا اللون الموسيقي بمراد جاد ومحسن حمد في عرض ثنائي، في حين عاش عشاق الكلمة الملتزمة، الثلاثاء أيضا، مع عرض لزهر الشتاوي بفضاء كارمن.

وتقدّم، اليوم الأربعاء، فرقة “الحمائم البيض” عرضا بدار الثقافة ابن رشيق، في حين تقدّم فرقة “البحث الموسيقي” عرضا بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون، وفي الإطار نفسه يكون لمجموعة نادي “الشيخ إمام” لقاء موسيقي بفضاء الطاهر الحداد، أما فضاء كارمن فسيقترح على جمهوره عرضا ثنائيا على آلتي الكمان بين أنيس القليبي وزكريا القبي.

ويقدّم، الخميس، ياسر الجرادي رفقة مجموعته “ديما ديما” عرضا موسيقيا بدار الثقافة ابن رشيق، ويكون جمال قلة في لقاء مع جمهوره بالنادي الثقافي الطاهر الحداد، فيما يقدّم إحسان العريبي آخر إنتاج من إنتاجاته الموسيقية “ريحانة” بفضاء كارمن.

وتختتم فعاليات المهرجان، الجمعة، بدار الثقافة ابن رشيق مع عرض لمجموعة “نرستان” من المغرب.

ويحتوي البرنامج أيضا على عدّة ورشات وندوات فكرية تنتظم بفضاء دار الثقافة ابن رشيق وتتناول عدة جوانب من هذا اللون الموسيقي.

16