الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشارا في تونس

انتشار الأمراض النفسية يعود أساسا إلى التغيرات المناخية التي تعيشها البلاد والتي تؤثر سلبا على شريحة واسعة من التونسيين.
السبت 2023/11/18
متابعة الأخبار الحزينة تؤثر سلبا في النفوس

تونس ـ أثرت التغيرات المناخية المتتالية والضغوط اليومية التي يعيشها التونسيون على صحتهم العقلية وزادت الأوضاع المتأزمة التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب على القطاع من منسوب الاكتئاب والقلق اللذين يعاني منهما التونسيون.

وأفادت الأستاذة في الطب النفسي ورئيسة قسم في مستشفى الأمراض العقلية “الرازي” ماجدة شعور بأن الاكتئاب وأمراض القلق يعدان من بين الأمراض النفسية الأكثر انتشارا في تونس.

وقالت في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، على هامش ورشة عمل انتظمت حول الإستراتجية الوطنية متعددة القطاعات للصحة النفسية، إن انتشار مثل هذه الأمراض يعود أساسا إلى التغيرات المناخية التي تعيشها البلاد والتي تؤثر سلبا على شريحة واسعة من التونسيين، بالإضافة إلى تواتر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية خاصة بعد الثورة التونسية وما يعيشه المواطنون من ضغط يومي متواصل.

ما يعيشه التونسيون من ضغط يومي متواصل إضافة إلى تواتر الحروب والنزاعات تسبب في المزيد من انتشار الاضطرابات النفسية لديهم

واعتبرت أن تواتر الحروب والنزاعات في عدد من بلدان العالم، وآخرها الحرب التي يشنها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قد تسبب كذلك في المزيد من انتشار الاضطرابات النفسية لدى التونسيين.

وأوضحت أن ما يمارسه جيش العدو الإسرائيلي من أعمال إبادة وظلم على الشعب الفلسطيني يؤثر سلبا على نفسية المتابعين للقضية الفلسطينية، خاصة في ظل تواطؤ الصحافة الغربية في تلميع صورة المستعمر.

وأكدت الطبيبة النفسية أن مشاهدة الفيديوهات الدموية بصفة متكررة ومتواصلة تتسبب في أثر نفسي كبير، حيث يشعر المتابع بالعجز الشديد بسبب عدم قدرته على ردع هذه المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني.

ودعت إلى ضرورة زيارة طبيب نفسي إذا ما أحس المتابع بمشاكل نفسية أو صعوبات في ممارسة الحياة اليومية.

ما يمارسه جيش العدو الإسرائيلي من أعمال إبادة وظلم على الشعب الفلسطيني يؤثر سلبا على نفسية المتابعين للقضية الفلسطينية

ومن أعراض الاكتئاب الحزن والشعور الدائم بالقلق، وفقدان الاهتمام أو الرغبة في القيام بأي نشاط، والتعب، إضافة إلى فقدان الثقة في النفس، واضطرابات في النوم أو الشهية، بحسب المتخصص في الأمراض النفسية والعصبية سفيان الزريبي الذي أكد ارتفاع عدد التونسيين الذين يلجؤون إلى عيادات الأطباء النفسيين، ويستهلكون الأدوية المهدئة للأعصاب، مشيرا إلى أن نسبة المصابين بالاكتئاب في تونس في ارتفاع مستمر.

وبحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، ترتفع نسبة التونسيين الذين يعانون من الاكتئاب.

وأكدت الدراسة أن تونس احتلّت المرتبة الثالثة أفريقيا، إذ يعاني 518 ألف تونسي من الاكتئاب، بعد كل من جيبوتي وجمهورية الرأس الأخضر، مشيرة إلى أن عدد الأفارقة الذين يعانون من اضطرابات نفسية مرتبطة بشكل أساسي بالاكتئاب يقدر بنحو 19.29 مليون شخص، بينما يقدر عددهم في العالم بنحو 322 مليون شخص.

ويبيّن الزريبي أنّ الأرقام التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية قد تكون واقعية لأسباب عدة، منها فقدان الأمل والقلق المتزايد والإحساس بالخوف والضغط النفسي المستمر نتيجة ضغوط الحياة وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب ضبابية المشهد السياسي. بالتالي، فإنّ التونسي مكتئب، والأرجح أن الاكتئاب المقصود بالدراسة ليس النوع الحاد منه.

وأوضح الزريبي أنّ للاكتئاب درجات، فهناك الاكتئاب الخفيف الذي يستمر بضعة أيام ويكون نتيجة ظرف أو موقف معين وسرعان ما يزول. ويمكن للشخص تجاوز هذا الشعور.

15