الاقتصاد العالمي يواجه خطر ركود أقسى في 2023

صندوق النقد الدولي لا يستبعد إمكانية حدوث ركود عالمي في العام المقبل في ظل المخاطر الضخمة القائمة.
الجمعة 2022/07/08
انتشار أكبر للتضخم ينتظر

واشنطن - أطلق صندوق النقد الدولي تحذيرات مخيفة من أن الاقتصاد العالمي يواجه خطر ركود أشد قسوة خلال العام المقبل، ما يزيد الضغوط على الحكومات من أجل التفكير في مخرج جماعي من أزمة قد تطول أكثر مما هو متوقع.

وأكدت كريستالينا جورجيفا مديرة الصندوق أن توقعات الاقتصاد العالمي “ساءت كثيرا” منذ أبريل الماضي، وأنها لا يمكنها استبعاد إمكانية حدوث ركود عالمي في العام المقبل في ظل المخاطر الضخمة القائمة.

وقالت جورجيفا في مقابلة مع وكالة رويترز إن الصندوق “سيخفض خلال الأسابيع المقبلة توقعاته لنمو نسبته 3.6 في المئة في الاقتصاد العالمي لثالث مرة هذا العام”، مضيفة أن الاقتصاديين في الصندوق ما زالوا يعدون النسب الجديدة النهائية.

كريستالينا جورجيفا: التوقعات منذ آخر تحديث لنا في أبريل باتت أكثر قتامة

ومن المتوقع أن ينشر الصندوق توقعاته المحدثة لعامي 2022 و2023 في أواخر يوليو الجاري بعد أن قلص توقعاته بنسبة تقترب من واحد في المئة في أبريل الماضي.

وعلى الرغم من قيود الإغلاق المنجرة عن الأزمة الصحية فإن الاقتصاد العالمي حقق نموا بنهاية العام الماضي معدله 6.1 في المئة.

ويراقب المحللون تسارع وتيرة انتشار الأخطار التجارية والاستثمارية والمالية بفعل الأزمة الروسية – الأوكرانية لتصل إلى كل مفاصل الاقتصاد العالمي في تجربة تعيد إلى الأذهان التكاليف الباهظة التي خلفها الوباء.

ومنذ اندلاع الحرب في شرق أوروبا أواخر فبراير الماضي صبت الترجيحات في أن يتجاوز رد الفعل القوي من الغرب ضد موسكو حدود الكارثة على روسيا لتصل تداعياته إلى الاقتصاد العالمي والأسواق المالية وتجعل الحياة أكثر خطورة على الجميع من العمال المهاجرين إلى المستهلكين وحتى الأسر الجائعة.

وقالت جورجيفا إن “التوقعات منذ آخر تحديث لنا في أبريل أصبحت قاتمة بشكل كبير”.

وأشارت إلى انتشار أكبر للتضخم على مستوى العالم، والمزيد من الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة، وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، والعقوبات المتصاعدة المتعلقة بالحرب الروسية في أوكرانيا.

وأضافت “نحن وسط أمواج متلاطمة”. وردا على سؤال عما إذا كان بإمكانها استبعاد حدوث ركود عالمي قالت جورجيفا “المخاطر تتزايد لذا لا يمكننا استبعاد ذلك”.

وترى جورجيفا أن البيانات الاقتصادية الأخيرة أظهرت أن البعض من الاقتصادات الكبيرة، بما في ذلك اقتصادات الصين وروسيا، قد انكمشت في الربع الثاني من هذا العام، مشيرة إلى أن المخاطر ربما تكون أعلى في عام 2023.

ومضت تقول “سيكون عام 2022 صعبا، لكن ربما يكون عام 2023 أكثر صعوبة.. مخاطر الركود ستزيد في العام القادم”.

وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) جيروم باول قد أعلن الشهر الماضي أن البنك لا يحاول هندسة الركود، لكنه ملتزم تماما بالسيطرة على الأسعار حتى لو أدى ذلك إلى خطر حدوث انكماش اقتصادي.

وقالت جورجيفا إن “من شأن تشديد السياسات المالية لفترة أطول أن يزيد من تعقيد آفاق الاقتصاد العالمي”، لكنها أضافت أنه “من الضروري السيطرة على ارتفاع الأسعار”.

10