الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تكرس الانقسام الفلسطيني

القاهرة تقود جهودا لتوحيد الصف الفلسطيني عبر استضافتها مؤتمرا لأمناء الفصائل الفلسطينية لم يخرج بأي نتائج عملية لرأب الصدع.
الاثنين 2023/07/31
إلى متى سنظل نحزم حقائبنا

بيروت - تعكس الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان حجم الانقسام السياسي الداخلي، في وقت تقود فيه القاهرة مساعي لتوحيد الصف الفلسطيني عبر استضافتها مؤتمرا لأمناء الفصائل الفلسطينية الأحد، لم يخرج، حسب مراقبين، بأي نتائج عملية لرأب الصدع. وقتل ستة فلسطينيين بينهم قائد عسكري في حركة فتح في اشتباكات اندلعت ليلة السبت وتجددت الأحد في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.

وقتل القائد العسكري في فتح مع أربعة من رفاقه في كمين الأحد، وفق ما أفاد القيادي في الحركة منير مقدح. وجاء ذلك بعد معارك ليلية داخل المخيم بين عناصر من فتح وآخرين من مجموعات إسلامية. ونعت حركة فتح في بيان "القائد اللواء أبوأشرف العرموشي ورفاقه الشهداء مهند قاسم وطارق خلف وموسى فندي وبلال عبيد الذين اغتالتهم أيادي الغدر والإجرام والإرهاب بعملية آثمة جبانة".

نجيب ميقاتي: توقيت الاشتباكات في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه
نجيب ميقاتي: توقيت الاشتباكات في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه

وكان مصدر فلسطيني في المخيّم طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنيّة أشار إلى اشتباكات بين عناصر من حركة فتح وجماعة “الشباب المسلم” في المخيّم الواقع قرب مدينة صيدا الساحليّة تسبّبت بمقتل عنصر في الجماعة وجرح ستة أشخاص. وبين الجرحى قيادي إسلامي. وتأتي هذه المواجهات بعد نحو شهرين على اشتباكات مماثلة أسفرت عن مقتل عضو في فتح داخل المخيم نفسه.

وأعلن الجيش اللبناني إصابة أحد عناصره في سقوط قذيفة هاون مصدرها الاشتباكات في المخيم "داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة".

واعتبر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في بيان الأحد أن "توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".

وأضاف أن “تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".

وطالب ميقاتي "القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية". وخلال اجتماع للفصائل الفلسطينية ضم ممثلين لحركة فتح، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار، وحضر الاجتماع أيضا ممثلون لحركة أمل وحزب الله.

وقال المتحدث باسم حركة حماس جهاد طه إن حركته “ومنذ اللحظة الأولى للإشكال الذي حصل قبل أيام في مخيم عين الحلوة بذلت جهودا كبيرة مع كافة القوى والفصائل الفلسطينية، إلى جانب المعنيين في الدولة اللبنانية (..) من أجل معالجة ذيول الحادثة المؤسفة وبما يخدم الوجود الفلسطيني في الأراضي اللبنانية".

ودعا طه إلى “التحلي بروح الصبر والمسؤولية العالية من أجل تفويت الفرصة على أي مشروع يخطط هنا أو هناك يسعى لضرب حالة الاستقرار الأمني في المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم عين الحلوة عاصمة الشتات الفلسطيني".

◙ تزامن الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية يأتي في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها

والاشتباكات بين مجموعات مُتنافسة أمر شائع في مخيّم عين الحلوة الذي يؤوي أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مُسجّلين، انضمّ إليهم في السنوات الأخيرة الآلاف من الفلسطينيين الفارّين من النزاع في سوريا.

وبموجب اتفاق ضمني يعود إلى سنوات طويلة، لا يدخل الجيش اللبناني المخيّمات الفلسطينيّة، تاركًا مهمة حفظ الأمن فيها للفلسطينيين أنفسهم داخلها. ويُعدّ مخيّم عين الحلوة أكبر المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، ويُعرف أنّ متطرّفين وفارّين من العدالة يحتمون فيه.

ولا تزال مساحة المخيم كما هي بحدوده عند نشأته، رغم تضاعف أعداد سكانه مرات عديدة، حيث تمنع السلطات اللبنانية البناء الجديد فيه، ولا تسمح إلا بترميم المباني القديمة، بحجة منع توطين الفلسطينيين خارج بلادهم الأصلية، وأي مشروع سكني تقوم به “الأونروا” (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين) في المخيم لا بد أن يكون بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني.

وثمّة أكثر من 450 ألف فلسطيني مسجّلين لدى "الأونروا" في لبنان. ويعيش معظمهم في 12 مخيّمًا رسميًّا للاجئين، غالبا في ظروف بائسة، ويواجهون مجموعة من القيود القانونية.

2