الاشتباكات الإعلامية لغة التوافق والخلاف بين حزب الله وحلفائه

جمهور الأحزاب يتحرك حسب الطلب على مواقع التواصل.
الاثنين 2021/06/28
إعلام في خدمة السيد

لعب حزب الله دور الحكم في المناوشات الإعلامية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة بين جمهور حلفاء السلطة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، إذ تقتضي المصالح السياسية للأحزاب الثلاثة في المرحلة الراهنة توافق الخطاب الإعلامي.

بيروت - احتوى حزب الله الخلافات الإعلامية مع حلفائه السياسيين التي ظهرت إلى العلن في الآونة الأخيرة، وتمكن من التوصل إلى ما يشبه الهدنة الإعلامية بين الوطني الحر وحركة أمل، ومن إبعاد المناكفات السياسية عن وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يأتمرون بأوامر سياسييهم.

ويبدو أن الأحزاب السياسية سمحت للجمهور الموالي لها خلال الأزمة الحكومية التي أرهقت البلاد بمتنفس إعلامي والتعبير عن الرأي في ما آلت إليه الأوضاع وحتى الاشتباك مع الحلفاء لامتصاص الغضب، حيث تسببت التوافقات السياسية الأخيرة بالتوتر في صفوف مناصري الأحزاب اللبنانية.

وحدثت مناوشات إعلامية في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وطالت حزب الله على خلفية مواقفه الداعمة لرئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة أمل، على حساب حليفه الآخر التيار الوطني الحر وزعيمه جبران باسيل.

وانفجر الصراع الإعلامي بسبب دعم حزب الله لمبادرة بري لتشكيل الحكومة. وتفاجأ الحزب بهجوم حاد واتهامات من جمهور التيار الوطني الحر على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأحزاب السياسية سمحت للجمهور الموالي لها خلال الأزمة الحكومية التي أرهقت البلاد بمتنفس إعلامي والتعبير عن الرأي

وبعد الاجتماع الذي عقد بين قياديين من حركة أمل وحزب الله لضبط جماهيرهما انتقل حزب الله إلى احتواء المعركة الإعلامية مع جمهور التيار الوطني الحر وحزب الله، وتم عقد لقاء تنسيقي بين مسؤولي الإعلام في كل من التيار الوطني الحر وحزب الله بالإضافة إلى مديري الأخبار في وسائل الإعلام ‏والمسؤولين عن ملفات التواصل الاجتماعي لدى الطرفين السبت.

وأصدر الطرفان بيانا مشتركا أكدا فيه أن اللقاء كان “إيجابياً جداً وبحث في سبل تعزيز التنسيق والتعاون الإعلامي في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل كمّ ‏الإشاعات التي تطاول العلاقة بين ثنائي تفاهم مار مخايل وهي إشاعات مغرضة ومعروفة الأهداف”. ‏

وتحدث عن اتفاق الطرفين “على ضرورة التزام المحازبين والمؤيدين على وسائل التواصل الاجتماعي بأعلى معايير الانضباط ‏والتحلي بروحية التفاهم والعلاقة الوطيدة بين الطرفين”.‏

من جهتها طلبت حركة أمل من مناصريها وقف كل أشكال السجالات الإعلامية مع التيار الوطني الحر.

وقال بيان المكتب الإعلامي المركزي للحركة “كنا دوماً من الحريصين على عدم الدخول في سجال مع أي طرف داخلي”، مضيفا “كنا في موقع الرد على تصريحات وتغريدات تستهدف الرموز والقيادات”.

بدورها أصدرت اللجنة المركزية للإعلام في ​التيار الوطني الحر​ بيانا قالت فيه “إفساحا في المجال أمام الأمين العام لحزب الله​ ​ حسن نصرالله​ للنجاح في مسعاه الحكومي، ورغبة من التيار الوطني الحر في تأليف الحكومة​ في أسرع وقت ممكن، يطلب التيار من مناصريه وقف أي تراشق إعلامي مع ​حركة أمل​”.

وتشير البيانات الصادرة عن الأحزاب الثلاثة إلى أن وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي ليسوا إلا أدوات بيد الأحزاب لخدمة أجنداتها السياسية.

وسبق أن طلب نصرالله تدخل المجلس الوطني للإعلام بعد طول غياب عن القضايا والتهديدات التي يعانيها القطاع ودخل في سجال مع القنوات والإعلاميين الذين اتهموا حزب الله بالتسبب في الأزمات السياسية التي تعانيها البلاد في فبراير الماضي.

الصراع الإعلامي انفجر بسبب دعم حزب الله لمبادرة بري لتشكيل الحكومة وتفاجأ الحزب بهجوم حاد واتهامات من جمهور التيار الوطني الحر على مواقع التواصل الاجتماعي

وعلى إثر ذلك استدعت لجنة الإعلام والاتصالات النيابية في لبنان ممثلي وسائل الإعلام المحلية، في جلسة كانت أشبه بـ”مذكرة جلب لتوبيخ المؤسسات الإعلامية على هامش الحرية الذي انتهجته مؤخراً”، حسب توصيف المسؤول الإعلامي في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية في مؤسسة سمير قصير “سكايز” جاد شحرور.

وقال ممثلو الوسائل الإعلامية في تصريحاتهم بعد الجلسة إن رئيس اللجنة، النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن، خلال مؤتمره الصحافي بعد الجلسة لم يجهد في إخفاء النوايا حيث برر قطع بث القنوات المحلية المعارضة لحزب الله في مناطق نفوذه، مقدماً مطالعات عن دور اللجنة النيابية الرقابي على الإعلام من أجل تبرير محاولة التدخل في المحتوى الإعلامي لتحقيق مصلحة حزب الله في ضبط الانتقادات الإعلامية التي تطاله تحت مسميات فضفاضة كـ”حماية السلم الأهلي من المحتوى الفتنوي والتحريض الطائفي”، وهي مسميات يمكن تطويعها لتشمل أي مادة إعلامية تخالف مزاج اللجنة ومن خلفها أحزاب السلطة.

وشهدت جلسة المناقشة مع اللجنة النيابية محاولة لتطويع القانون في خدمة مآرب أحزاب السلطة، حيث تم طرح إعادة العمل بالتوقيف الاحتياطي للصحافيين الذي سبق أن أوقف العمل به بحجة ازدياد “التجاوزات الحاصلة”.

وأكد شحرور أن “حزب الله يمثل رأس حربة فريق سلطته والنظام الحاكم، هذا الحزب العسكري يتهم الإعلام بالاعتداء عليه ويتوعد بالرد على المحتوى الإعلامي الذي لا يناسبه. لا نعرف ما هو رده ولا نستطيع أن ننسى أنه حزب عسكري أيضاً، فيما السلاح المقابل له هو الكلمة، خلاصة القول إن أي أحد سيتكلم بعكس مزاج حزب الله سيتعرض له بطريقته، ولديه سوابق في ذلك، (…) والضعيف يزداد شراسة أكثر، ولن نستغرب مهما بلغ العنف والأساليب المتبعة فكله وارد في هذه المرحلة”.