الاستيطان الإسرائيلي في 2022 الأسوأ منذ 1967

تحذيرات من تسارع وتيرة البناء الاستيطاني واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وأن العام 2023 سيكون أصعب.
السبت 2022/12/31
بوادر انتفاضة ثالثة في الأفق

القدس - دعا الاتحاد الأوروبي الجمعة إلى حماية الوضع الراهن والأماكن المقدسة في القدس الشرقية، بما في ذلك المسيحية منها، فيما كان العام 2022 من أسوأ السنوات منذ 1967 التي مرت على الشعب الفلسطيني جراء تصاعد الاستيطان، ويبدو أن العام 2023 سيكون أصعب.

وحذر مدير معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" جاد إسحاق من الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة. وأضاف أن "العام 2022 شهد تسارعا في البناء الاستيطاني واعتداءات المستوطنين على السكان (الفلسطينيين)، والعام القادم سيكون أصعب".

وشدد إسحاق، وهو باحث مختص في الاستيطان، على أن "إسرائيل ماضية في مخططها التوسعي في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة، وتعمل على تنفيذ مشاريع خطيرة أبرزها ما يُسمى بـ 'القدس الكبرى' وتشمل التجمعات الاستيطانية معالية أدوميم، بسغات زئيف، وغوش عتصيون". وأوضح أن "إسرائيل بدأت بعمل تسوية الأراضي في مدينة القدس الشرقية، بهدف السيطرة على أراضي الفلسطينيين في الخارج تحت مسمى 'أملاك الغائبين'''.

والفلسطينيون يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمها إليها في 1981. وبحسب إسحاق، فإن إسرائيل تسيطر على 75 في المئة من الأراضي المصنفة "ج"، حسب اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، أي أن تل أبيب أبقت جزءا قليلا من "ج" بالإضافة إلى مناطق "أ" و"ب".

جاد إسحاق: إسرائيل ماضية في مخططها التوسعي في الضفة الغربية
جاد إسحاق: إسرائيل ماضية في مخططها التوسعي في الضفة الغربية

واتفاقية أوسلو 2 لعام 1995 صنفت أراضي الضفة الغربية 3 مناطق: "أ" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و”ب” تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"ج" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية.

وأضاف إسحاق أن "المناطق "أ' و'ب' أصبحت مستودعات بشرية لا توجد فيها مساحات زراعية ومفتوحة.. وإسرائيل غضت الطرف عن البناء العشوائي في عدد من المناطق في القدس ومحيطها مثل الرام والعيزرية وأبوديس كفر عقب وبيت جالا ودار صلاح".

ووفق إسحاق، "وصلت الكثافة السكانية في تلك التجمعات إلى 50 ألف نسمة للكيلو متر مربع، وتفتقر إلى البنية التحتية". وأردف "استجابة لمتطلبات الحياة والتوسع العمراني اضطر أهالي القدس إلى البناء خارج حدود بلدية القدس الإسرائيلية، ما قد يفقدهم حق البطاقة المقدسية.. وهذا سيؤدي إلى تناقص نسبة السكان الفلسطينيين في القدس من 37 في المئة إلى أقل من 20 في المئة".

وشهد عام 2022، بحسب رصد لمعهد "أريج"، العشرات من الأوامر العسكرية، بينها أوامر بتوسيع نفوذ المستوطنات (المساحات التي يمكن البناء عليها) وبناء جسور وشق طرق تهدف إلى ربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها البعض وربطها بإسرائيل. وتابع أن نفوذ المستوطنات تضاعف من 3.1 من مساحة الضفة إلى 9.1 في المئة.

وفي الضفة الغربية 179 مستوطنة إسرائيلية، فيما يبلغ عدد المستوطنين في الضفة بما فيها مدينة القدس الشرقية المحتلة 950 ألف مستوطن. وتؤكد الأمم المتحدة عدم مشروعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحذرت مرارا من أنه "يقوض" مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

ومفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متوقفة منذ أبريل 2014، جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان والإفراج عن معتقلين قدامى، بجانب تنصلها من مبدأ حل الدولتين. ولفت إسحاق إلى أن "إسرائيل اهتمت في السنوات الأخيرة بالبؤر الرعوية التي تتمثل في إقامة مزارع للماشية تسيطر على أراض رعوية شاسعة يمنع على الفلسطينيين استثمارها واستغلالها.. وفي الأغوار شرقي الضفة الغربية تنتشر 20 بؤرة رعوية".

وأفاد إسحاق بأن "الكثافة السكانية في المناطق المصنفة 'أ' و'ب' وصلت إلى 3 آلاف نسمة في الكيلو متر الواحد". وتوقع أن "تصبح تلك المناطق بعد 15 عاما أشبه بمخيمات لا توجد بها مناطق زراعية أو مفتوحة.. والأمر إذا ما استمر سيدفع بالعديد من الفلسطينيين إلى التفكير في الهجرة".

2