الاستدامة تطبع سمة ثاني حدث دولي للسيارات في الهند

احتلّت المركبات الكهربائية مركز الصدارة في معرض السيارات الرائد في الهند، باهرات موبيليتي إكسبو 2025، بما في ذلك معرض المكونات الذي افتتح الجمعة الماضي بإطلاق أو الكشف عن مجموعة من النماذج الجديدة، معظمها في مجال المركبات الصديقة للبيئة.
نيودلهي- يسلط معرض الهند للسيارات، الذي يقام في مركز المؤتمرات والمعارض الدولي في دواركا بالعاصمة نيودلهي، الضوء على صناعة السيارات المتنامية في البلد، مع التركيز على التقنيات المستقبلية مثل البطاريات والقيادة الذاتية والاستدامة والشحن.
ويضم الحدث أكثر من 100 إطلاق في مجال السيارات والمكونات والتكنولوجيا مع عرض نماذج من الشركة الفيتنامية فينفاست، إلى جانب العلامات التجارية المحلية ماروتي وماهيندرا آند ماهيندرا، بالإضافة إلى المنافسين العالميين بي.واي.دي وتويوتا وهيونداي.
ومن ماروتي سوزوكي اليابانية إلى أم.جي موتورز البريطانية، وتاتا موتورز إلى أشوك ليلاند الهنديتان، عرضت الشركات طموحاتها للهيمنة على مساحة المركبات الكهربائية في قطاعاتها الخاصة، مما يشير إلى اشتداد المنافسة.

بارث جيندال: وندسور أصبحت أكبر سيارة كهربائية في الهند هذا الشهر
واستغلت معظم شركات القطاع المعرض، الذي اختتمت فعاليته الثلاثاء بعد خمسة أيام من التشويق، للكشف عن خطط طموحة لتوسيع شبكة شحن السيارات الكهربائية لمعالجة القضايا التي تمنع المستخدمين من التحول إلى هذه الفئة من المركبات.
كما شهد المعرض اختراقا في دبلوماسية السيارات، فقد سمحت الهند لكبار المديرين التنفيذيين الصينيين بالمشاركة بعد سنوات من التأشيرات المقيدة. وكان من بين الحضور البارزين المسؤولون في شركتي أم.جي إنديا وبي.واي.دي إنديا.وافتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي المعرض، الذي يُشاد به باعتباره ثاني أكبر معرض للسيارات في هذا العام. وسعى إلى جذب المستثمرين، معربًا عن تفاؤله بأن مبيعات المركبات الكهربائية في الهند يمكن أن تنمو ثمانية أضعاف بحلول نهاية العقد.
وبينما أكد على شعاره “صنع في الهند، صنع للعالم”، قال مودي إن “الهند وجهة ممتازة للمستثمرين الذين يحلمون بالنمو في قطاع التنقل. والحكومة معكم.”
وارتفعت شحنات السيارات من الشركات المصنعة في الهند إلى التجار بنسبة 12 في المئة العام الماضي، مقارنة بعام 2023، ليصل إجمالي المبيعات إلى 25.5 مليون دولار، وفقًا لبيانات جمعية مصنعي السيارات الهندية.
وأكد مودي على هذا النمو وتأثيره على الصادرات، مشيرًا إلى أن “العديد من البلدان لديها عدد سكان أقل من عدد المركبات المباعة في الهند كل عام. ولهذا السبب، عندما يتعلق الأمر بالتنقل في المستقبل، يُنظر إلى الهند بتوقعات عالية.”
ومع ذلك، لا تزال السيارات المستهلكة للوقود تهيمن على طرق الهند، مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية، لكنها لا تزال تمثل 2.5 في المئة فقط من المبيعات السنوية.
ورحبت تاتا، التي تقود حاليا قطاع السيارات الكهربائية في الهند، بالمنافسة المتزايدة، حيث تتلمس هذه الدولة طريقها نحو وضع بصمتها في مجال التنقل النظيف والذكي.
وتوقع شايلش تشاندرا، رئيس أقسام الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية في الشركة، طفرة “هائلة” في سوق السيارات الكهربائية، مدفوعة بثقة المستهلك المتزايدة بسبب وجود جميع شركات صناعة السيارات الكبرى.

فيكرام باواه: إكس 1 لونغ وييلباس تبشر بعصر جديد من الإبداع والتميز
وقال بارث جيندال مدير شركة جي.أس.دبليو – أم.جي للصحافيين إن “وندسور أصبحت أكبر سيارة كهربائية في الهند هذا الشهر.”
وفي الوقت نفسه، أعلن المدير الإداري والرئيس التنفيذي لماروتي هيساشي تاكيوتشي عن طموح لتصبح شركته أكبر مُصنّع للسيارات الكهربائية في غضون عام.
وتستعد أول سيارة كهربائية من ماروتي، وهي إي – فيتارا للسير على الطرقات، حيث ظهرت كعامل جذب رئيسي في اليوم الأول من المعرض، بينما أطلقت هيونداي إصدارها الجديد من سيارتها سيريتا.
وتفكر ماروتي أيضا في خدمة تأجير البطاريات لمعالجة ما يراه الكثيرون عقبة رئيسية أمام تبني السيارات الكهربائية في الهند. وقال تاكيوتشي في المعرض”سنستفيد من شبكتنا الواسعة لتوفير دعم الشحن السريع.”
وتأتي هذه الخطوة بعد أن بدأت شركة تاتا موتورز الهندية العام الماضي في جذب المستهلكين بشحن مجاني وخصومات كبيرة، في حين أطلقت أم.جي موتور المنافسة أيضًا خطة لتأجير البطاريات.
وتخطط ماروتي لتثبيت نقاط شحن سريع في أفضل 100 مدينة في الهند، واحدة كل ما بين 5 و10 كيلومترات والنظر في إطلاق خدمة تأجير البطاريات، في حين أكدت تاتا موتورز وهيونداي أنهما ستنشئان 500 و600 شاحن عام على التوالي.
كما أعلنت الشركة اليابانية عن خطط لتوسيع شبكة الشحن في المدن وتوفير المساعدة على جانب الطريق في جميع أنحاء الهند إذا نفدت البطارية.
وأحد النماذج التي أزيح الستار عنها تلك التي قدمتها فينفاست، حيث ستدخل شركة صناعة السيارات الكهربائية الفيتنامية السوق الهندية بسيارتين دفع رباعي كهربائيتين فاخرتين، لمواجهة منافسيها المحليين ماهيندرا آند ماهيندرا وبي.واي.دي. وكشفت فينفاست عن سيارتيها في الدفع الرباعي في.أف 6 وفي.أف 7، حيث تأمل في جذب المشترين إلى سياراتها الكهربائية والمساهمة في أهداف الهند في القضاء على انبعاثات الكربون على أساس صافٍ.
وقال فام سان تشاو الرئيس التنفيذي لشركة فينفاست في آسيا للصحافيين “نحن نحول تركيزنا إلى الهند التي تعتبر حدود نمونا التالية.”
ويجمع طرازا في.أف 6 وفي.أف 7 بين عناصر الأناقة والتكنولوجيا المتقدمة في حزمة فعالة وممتعة، من صنع فينفاست ومصمم السيارات الشهير عالميا، تورينو ديزاين، حيث سيطرح كلا الطرازين بإصدارات إكو وبلاس.
كما عرضت ماهيندرا المحلية ثقيلة الوزن، والتي كانت متفائلة بشأن السيارات الكهربائية، نموذجين تم الكشف عنها حديثا وهما بي.أف 6 وإكس.إي.في 9 إي.
وتأمل الشركة الهندية أن تساعدها السيارات “المولودة بالكهرباء،” والتي تتميز بلغة تصميم مستقبلية، في إنشاء سوق كبيرة للسيارات الكهربائية.
وفي حين ركزت المنافسة على السيارات الكهربائية، عرضت تويوتا سيارات مفهومية تعمل بالهيدروجين والوقود المرن في جناحها.
وزعم نائب الرئيس التنفيذي للشركة اليابانية ماناسي كيرلوسكار أن تويوتا تركز على زيادة حصة السيارات النظيفة والكهربائية في محفظتها. وقال “نحن متوافقون مع تركيز الحكومة على تعزيز التنقل المستدام.”
وعلى الجانب الفاخر، عرضت شركات مثل مرسيدس – بنز وبي.أم.دبليو أيضا سياراتها الكهربائية، حيث قدمت بي.أم.دبليو أول سيارة رياضية متعددة الاستخدامات إكس 1 لونغ وييلباس “صنع في الهند.”
وقال الرئيس التنفيذي للشركة فيكرام باواه “باعتبارها أول سيارة كهربائية صنعت في الهند من بي.أم.دبليو، فإن هذا الطراز يبشّر بعصر جديد من الإبداع والتميز.”
وقدمت مرسيدس المنافسة سيارتها الكهربائية جي – كلاس التي تم إطلاقها حديثًا. وقال المدير الإداري والرئيس التنفيذي للشركة سانتوش آير “لقد نفد مخزوننا بالفعل حيث تم بيع أول دفعة مكونة من 85 سيارة.”