الاستخبارات التركية تلاحق قادة الوحدات الكردية داخل سوريا

دمشق – اختطفت الاستخبارات التركية مسؤولا بارزا في وحدات حماية الشعب الكردية الذراع العسكرية للاتحاد الديمقراطي داخل سوريا، واقتادته إلى تركيا، في تحول خطير على مستوى أسلوب تعاطي أنقرة مع التنظيم السوري المدعوم غربيا.
وذكرت وكالة أنباء “الأناضول” التركية أن عناصر من الاستخبارات التركية ألقت القبض على إبراهيم بابات الذي قُدم على أنه قائد لواء في وحدات حماية الشعب، بينما كان يقود سيارته في مكان لم يتم تحديده في سوريا.
وبحسب الوكالة، نقل بعد ذلك إلى تركيا حيث تم استجوابه، وأشارت إلى أن الموقوف وهو من أبناء مدينة القامشلي قدم معلومات حول خطط لمهاجمة مواقع عسكرية تركية على الحدود مع سوريا.
وسبق أن كشفت تسريبات عن قيام الاستخبارات التركية الناشطة بقوة في شمال سوريا باختطاف نشطاء أكراد ونقلهم إلى الداخل التركي، ولكن أن يتم اختطاف قيادي سوري فهذا تطور غير مسبوق.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة على أنه منظمة “إرهابية”. لكن هذه القوات الكردية كانت أيضا رأس حربة المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.
ويرى مراقبون أن استهداف أنقرة لقيادات عسكرية لتنظيم الوحدات قد يضع تركيا في صدام مع الإدارة الأميركية التي سبق أن أعربت عن التزامها بدعم التنظيم الذي تعتبره “شريكا استراتيجيا” داخل سوريا.
وكانت أنقرة نفذت منذ عام 2016 ثلاث عمليات عسكرية ضد وحدات حماية الشعب، ونجحت عبر مقاتلي الفصائل السوريين الذين تدعمهم في السيطرة على مناطق تزيد مساحتها عن ألفي كيلومتر مربع في شمال سوريا، ولاسيما مدينة عفرين، أحد أقاليم “الإدارة الذاتية” الكردية التي أُعلن عنها في 2016.
وأدت العمليات العسكرية التركية التي استهدفت وحدات حماية الشعب إلى توتر العلاقات بين أنقرة وبعض الدول الغربية، لاسيما الولايات المتحدة وفرنسا.