الاستحواذ على نيوكاسل الإنجليزي استثمار بعيد المدى للسعودية

هل يقارع رجال المدرب بروس الكبار بعد الاستحواذ العربي.
الأحد 2021/10/10
الألوان تختلف والهدف واحد

أتمت رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم عملية بيع نادي نيوكاسل يونايتد، وذلك بعد إنهاء بعض الأمور الخاصة بالكيان الجديد الذي سيستحوذ على النادي الإنجليزي. وأوضحت الرابطة أن النزاعات القانونية تمحورت حول الكيانات التي سوف تملك النادي أو تكون لديها القدرة على إدارته أو كليهما معا عقب عملية الاستحواذ. وتابعت الرابطة أنها تلقت تأكيدات ملزمة قانونا بأن السعودية لن تكون لها أي سيطرة على نادي نيوكاسل.

لندن- منحت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مجموعة استثمارية تضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي الضوء الأخضر للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، وذلك على رغم تحذيرات منظمة العفو الدولية الخميس من أن الصفقة تمثل عملية “تلميع رياضي” لسجل حقوق الإنسان في المملكة الخليجية.

وقالت الرابطة في بيان “قامت رابطة الدوري الممتاز، نادي نيوكاسل لكرة القدم وشركة سانت جيمس القابضة، بتسوية النزاع حول انتقال ملكية النادي إلى تحالف ‘صندوق الاستثمارات العامة السعودي’، ‘بي.سي.بي كابيتال بارتنرز’ و’أر.بي سبورتس أند ميديا”.

وأضافت “بعد انتهاء رابطة الدوري الممتاز من اختبار المالكين والمديرين، تم بيع النادي إلى التحالف بمفعول فوري”. وجاء في بيان لصندوق الاستثمارات العامة أن هذا التحالف أكمل “عملية الاستحواذ بسنبة مئة في المئة” على نادي نيوكاسل.

وأضاف “يتماشى الاستحواذ مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، أحد أهم صناديق الثروة السيادية والأكثر تأثيرا في العالم، حيث تركز استراتيجيته على قطاعات رئيسية، بما فيها قطاعا الرياضة والترفيه، حيث سيسخر الصندوق إمكانياته وخبراته الاستثمارية للمساهمة في نجاح النادي، مع الاستفادة من إمكانيات النادي وتاريخه وإنجازاته، مما سيسهم في بناء فريق ناجح ينافس بانتظام للحصول على البطولات الكبرى”.

الملاك الجدد سيرغبون في تغيير الفريق، وربما إعادة النظر في مستقبل المدرب ستيف بروس الذي بدوره، تباينت آراء المشجعين حول قيادته

فيما قال ياسر بن عثمان الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة “نشكر بهذه المناسبة جماهير نيوكاسل على إخلاصهم لهذا الكيان العريق على مرّ السنين. ونتطلع للعمل معهم لما فيه مصلحة النادي”.

وفي أبرز ردود الفعل، غرّد أسطورة النادي ألين شيرر “نعم! بإمكاننا أن نبني الآمال مجددا”. وكانت هذه المجموعة الاستثمارية الثلاثية قدمت عرضا قيمته 300 مليون جنيه إسترليني (408 ملايين دولار) للاستحواذ على نيوكاسل من مالكه مايك آشلي، في أبريل 2020.

وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة في بريطانيا ساشا ديشموخ في بيان، إنه “منذ بدأ الحديث عن هذه الصفقة للمرة الأولى، قلنا إنها تمثل محاولة واضحة من قبل السلطات السعودية لتلميع سجلها المروع في مجال حقوق الإنسان بسحر كرة القدم”.

ومنذ بداية الموسم الحالي، لم يحقق نيوكاسل الذي يشرف عليه مدافع مانشستر يونايتد السابق ستيف بروس، أي فوز في سبع مباريات (خسر 4 وتعادل في 3)، ويحتل المركز ما قبل الأخير في جدول الترتيب.

قال متحدث باسم رابطة مشجعي الفريق إنه “في ظل هذه الملكية، لم يكن هناك طموح، ولم يكن هناك استثمار فعلي، ولا أمل لكيان رياضي لم يكن أبدا كيانا رياضيا. هو موجود من أجل البقاء لا أكثر”. وأظهر استطلاع أجرته رابطة المشجعين مؤخرا أن 93.8 في المئة من المشجعين يؤيدون الاستحواذ.

ولم يفز نيوكاسل بأي لقب كبير منذ العام 1969، كما أن آشلي لم يحظ بشعبية كبيرة خلال فترة توليه منصبه على مدى 13 عاما، هبط خلالها النادي مرتين من الدوري الممتاز.

وقد يشكل الاستثمار السعودي في النادي الشمالي قلقا للأندية الكبرى التي تنافس غالبا على لقب الدوري. فمن أبرز الأندية في إنجلترا التي حققت صعودا صاروخيا بعد استحواذ مستثمرين خليجيين على ملكيتها، مانشستر سيتي الذي بات مملوكا منذ العام 2008 من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي.

وقبل هذا الاستحواذ، فشل النادي الأزرق في تحقيق أي لقب منذ العام 1976، لكنه عزز سجله بـ11 لقبا في الأعوام التسعة الأخيرة، أربعة منها في الدوري الممتاز، بينما لا يزال يبحث عن لقب دوري أبطال أوروبا.

عرض أكبر

مايك آشلي: أشعر أن العرض الذي قبلناه من الملاك الجدد الحاليين سيحقق مصالح النادي بصورة أفضل

قال مايك آشلي مالك نيوكاسل يونايتد إنه رفض عرضا أكبر من العرض الذي انتقلت بناء عليه ملكية النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى مجموعة بقيادة السعودية، لكن يعتقد أنه تصرف لتحقيق المصلحة الأكبر للنادي.

وقال آشلي في مقابلة مع صحيفة صن “أود أن يعرف الجميع أنني تلقيت عرضا أكبر لبيع النادي من العرض الذي قبلته”، وتابع “لكني أشعر أن العرض الذي قبلناه من الملاك الجدد الحاليين سيحقق مصالح النادي بصورة أفضل. المال لم يكن الأساس بالنسبة لي لأنني في بعض الأحيان تدخلت ماليا من أجل إنقاذ نيوكاسل يونايتد والحفاظ على استمراره”.

وأضاف آشلي “حرصنا على ضمان دفع الأجور عندما هبطنا إلى الدرجة الأدنى أملا في العودة والصعود من جديد. وكنت أسعد شخص لدى صعودنا من جديد مباشرة بعد ذلك”. وأشار آشلي إلى أنه كان من الضروري بيع النادي لضمان استمراره في المنافسة على المستوى الأعلى.

من جانبه قال آلان شيرر لاعب نيوكاسل يونايتد الكبير في تسعينات القرن الماضي، إنه يتفهم حماس الجماهير عقب استحواذ اتحاد بقيادة السعودية على النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز. واحتفل مشجعو نيوكاسل في نهاية عهد المالك السابق مايك آشلي الذي استمر 14 عاما ولم يحظ بشعبية. وقال شيرر، الذي أحرز 206

أهداف في 10 مواسم مع نيوكاسل، إن النادي يمكنه أن يحلم مرة أخرى. وأبلغ شيرر هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي، “لم يهتم أحد بجماهير نيوكاسل لمدة 14 عاما. لم يتم استثمار أموالهم ولم تتمّ استشارتهم. ليس من الجيد أن يكون لديك ناد يحظى بهذا الدعم العاطفي ولكن لا يتمتع بهذا المستوى من الاستشارات”.

وتابع “هناك الآن ملاك يستثمرون ومن المهم للمشجعين أن يروا ذلك. نحتاج الصبر وهذا جيد. لا نتوقع الفوز بالدوري في السنوات القليلة المقبلة أو الفوز بدوري الأبطال، نتوقع القليل من الأشياء التي نسعى إليها”.

ويستضيف نيوكاسل، الذي لم يحقق أي فوز هذا الموسم ويحتل المركز قبل الأخير، توتنهام هوتسبير في الدوري يوم 17 أكتوبر في المباراة المنتظر أن تكون رقم ألف في مسيرة المدرب ستيف بروس البالغ من العمر 60 عاما، رغم أنه قال إنه يتوقع إقالته قريبا بعد صفقة الاستحواذ.

في الطرف المقابل تلقى نجوم الوسط الرياضي السعودي، نبأ الاستحواذ الرسمي للمجموعة التي يقودها صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، بسعادة وإشادة كبيرة.

وقد تم الحصول على جميع الموافقات اللازمة من الدوري الإنجليزي الممتاز واكتمل الاستحواذ في 7 أكتوبر 2021. وغرد سامي الجابر أسطورة الهلال عبر تويتر “النادي الإنجليزي العريق نيوكاسل والفريق الإنجليزي السابع الأكثر تتويجا بالألقاب سيكون بإذن الله على موعد مع عودته للتوهج وصناعة تاريخ جديد يليق بمكانته ومالكه الجديد. نيوكاسل سعودي”.

وقال صفوان السويكت رئيس نادي النصر السابق “عذرا أرسنال، نيوكاسل يونايتد السعودي سيكون بإذن الله كبير إنجلترا”. وسيصبح محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ياسر بن عثمان الرميان، رئيسا غير تنفيذي لمجلس إدارة نيوكاسل.

من جانبه، قال سلطان اللحياني قائد الوحدة السعودي السابق “بعد الاستحواذ على نيوكاسل ستكون الخطة إعادة هذا الفريق العريق وتطويره، في ظل النظام المالي الجديد”.

وأكد أن “فرحة جمهور نيوكاسل أكبر دليل على أن الاستحواذ يعبّر عن طموحات أكبر مع هذا النادي الكبير”. وتحدث محمد الشيخ الناقد والكاتب الرياضي للبرنامج نفسه فأكد أن “الاستحواذ على نيوكاسل هو استهداف استثماري من الدرجة الأولى”.

وتابع “أما من الجانب الرياضي فنسجل في أعرق دوري، صندوق الاستثمارات السعودي عندما استهدف الاستحواذ تعرض لهجمة وتعامل بقمة الاحترافية”. وتفاعل محمد الشلهوب نجم الهلال والمنتخب السعودي السابق، فقال “صفقة أسعدتنا جميعا كسعوديين. كلنا خلف نادينا الجديد”.

وعلق حمد الصنيع الرئيس التنفيذي السابق لاتحاد جدة “استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل خطوة جميلة، والسعودية تستحق أن تكون لديها بصمات رياضية على مستوى العالم”.

وصرح محمد الناصر المتحدث الرسمي السابق بنادي الشباب السعودي “نادي نيوكاسل يمتلك إعلاما قويا ومقومات كثيرة، وأعتقد أن الاستثمار ناجح وسيحقق أهدافا عاجلة وأخرى بعيدة المدى”.

تفاؤل كبير

التحالف أكمل عملية الاستحواذ بسنبة مئة في المئة على نادي نيوكاسل

هناك تفاؤل كبير لدى جمهور نيوكاسل، ليس فقط بسبب الحصول على ملاك جدد لديهم القدرة المالية على رفع مستوى الطموح، بل أيضا بسبب انتهاء حقبة المالك السابق مايك آشلي الذي كان بمثابة شوكة في حلقه نتيجة العلاقة السامة التي جمعت الطرفين.

وينظر مشجعو نيوكاسل أيضا بعين التفاؤل إلى هذه الصفقة، أملا في أن يسير النادي على خطى مانشستر سيتي، الذي تحوّل إلى قوة مرعبة ليس فقط في إنجلترا، بل أيضا على الصعيد القاري. فاز نيوكاسل بلقب الدوري الإنجليزي 4 مرات، آخرها في الموسم 1926-1927، ووصل إلى قمة أمجاده في موسم 1968-1969، عندما فاز بلقب كأس الاتحاد الأوروبي التي كانت تسمى حينها بكأس المعارض.

ورغم غيابه المتواصل عن منصات التتويج، كان لنيوكاسل حضوره الدائم، لاسيما في الحقبة الجديدة من الدوري تحت مسمى البريميرليغ، حيث حل وصيفا للبطل موسمين متتاليين (1995-1996 و1996-1997). ي

حن الجمهور للأيام التي شهد فيها تألق الهداف الأسطوري ألان شيرر، لكن حلم مقارعة الكبار ووسط هيمنة الأندية الشهيرة في إنجلترا، يعد أمرا بعيد المنال، إلا في حال حدث أمر طارئ يمكنه قلب التوقعات رأسا على عقب، وهو ما حدث فعليا من خلال الاستحواذ السعودي.

الأمر الأكيد بعد عملية الاستحواذ الجديدة، هو أن الملاك الجدد سيرغبون في تغيير جلد الفريق، وربما إعادة النظر في مستقبل المدرب ستيف بروس الذي بدوره، تباينت آراء المشجعين حول قيادته. تذمر بروس، مثل مدرب نيوكاسل السابق رفاييل بينيتيز، من بخل المالك السابق آشلي، مطالبا بتعزيز الفريق بلاعبين مميزين، لضمان التواجد بعيدا عن منطقة الهبوط، بيد أن شيئا لم يتغير. لكن المشجعين ورغم تعاطفهم مع بروس أحيانا، إلا أنهم سئموا من الأسلوب الدفاعي الذي ينتهجه المدرب في أغلب المباريات، والذي يحدّ من قدرات الفريق هجوميا.

نيوكاسل لم يفز بأي لقب كبير منذ العام 1969، كما أن آشلي لم يحظ بشعبية كبيرة خلال فترة توليه منصبه على مدى 13 عاما

وهناك قائمة كبيرة بالمرشحين لخلافة بروس في الفترة المقبلة، يتصدرها مدرب تشيلسي ويوفنتوس وإنتر ميلان السابق أنطونيو كونتي، في وقت يعتبر فيه آخرون، أن الاستعانة بمدرب تشيلسي السابق فرانك لامبارد، أكثر واقعية في الفترة الحالية.

 وبدأ الحديث منذ الآن عن نوعية اللاعبين الذين يمكن لنيوكاسل ضمهم في الفترة المقبلة، في وجود الأموال اللازمة لاستقطاب أسماء معروفة.

ورشحت وسائل إعلام إنجليزية قيام نيوكاسل بالتقدم بعرض لضم لاعب ريال مدريد جاريث بيل، ولاعب وسط أستون فيلا جون ماكجين، لكن هناك مسائل يتوجب البحث فيها قبل التعاقد مع أسماء جديدة.

الأمر الأكثر أهمية، هو تشجيع نجم الفريق حاليا الجناح السريع ألان ساينت ماكسيمين على البقاء لما هو أبعد من الموسم الحالي، في ظل ورود أنباء حول رغبة اللاعب في الانتقال إلى ناد جديد الصيف المقبل.

إضافة إلى كل ما ذكر، يتوجب على الإدارة الجديدة بناء علاقة متينة ومريحة مع المشجعين، من خلال إعادة رموز النادي ومنحهم مناصب إدارية مثل شيرر وكيفن كيغان، إلى جانب الاعتناء بشكل أكبر بأكاديمية النادي التي طالما خرجت مواهب شابة واعدة في السابق.

22