الاستثمار في العملات المشفرة يظهر دلائل قوية على الازدهار

سوق العملات المشفرة تشهد تطورا ملحوظا.
الاثنين 2025/02/24
استثمروا في المستقبل

تعمل الزيادات المطردة في أسعار البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة على تعزيز الطفرة بين المستثمرين الأفراد، بغية تحقيق مكاسب من هذه الصناعة، والتي تنبئ بعودة ازدهارها رغم التحديات التي ظهرت مع مجموعة من العملات المرتبطة بالسياسيين.

ميونخ (ألمانيا) - تخطط أغلبية كبيرة من المستثمرين لاستثمار المزيد من الأموال في العملات المشفرة خلال هذا العام، بحسب مسح أجرته شركة الاستشارات الإدارية إستراتيجي أند بين 2500 مستثمر في الولايات المتحدة وألمانيا والسعودية والإمارات وتركيا.

وفي كل سوق من هذه الدول استطلعت إستراتيجي أند التابعة لشركة التدقيق الدولية برايس ووترهاوس كوبرز (بي.دبليو.سي)، آراء 500 شخص لديهم عملات مشفرة في محافظهم الخاصة خلال شهري يناير الماضي وفبراير الجاري.

ويحتاج المستثمرون في عام 2025 إلى التركيز على التنويع والتحليل الأساسي وإدارة المخاطر للتنقل في المشهد المتغير باستمرار للأصول المشفرة، التي يبدو أنها أمام فرصة لاستعادة طفرتها مجددا.

والعملات المشفرة هي رموز تحمل اسم اتجاهات الإنترنت أو الأشخاص المشهورين وتعتمد على شبكة كمبيوتر عالمية لامركزية ولا تستلزم وجود مؤسسة مركزية مثل البنك. وفي حين أن معظمها لا يُقلع أبدا، إلا أن بعضها يلقى رواجا.

وعلى سبيل المثال تظل دوجكوين ذات الطابع الكلبي، والتي ارتفعت عندما بدأ الملياردير إيلون ماسك التغريد عنها في 2020، ثامن أكبر عملة مشفرة.

بريان أرمسترونغ: ذهبت بعض العملات المشفرة التي ظهرت مؤخرا بعيدا
بريان أرمسترونغ: ذهبت بعض العملات المشفرة التي ظهرت مؤخرا بعيدا

ومع استمرار تطور سوق العملات المشفرة، فإن بناء محفظة قوية ومتوازنة أمر بالغ الأهمية للمستثمرين الذين يتطلعون إلى تعظيم العائدات مع تقليل المخاطر.

وفي ظل التقلبات التي تميز مجال العملات المشفرة يمكن أن يُحدث اتباع نهج استثماري إستراتيجي فرقا كبيرا.

وفي متوسط البلدان الخمسة يخطط أكثر من 87 في المئة من الذين شملهم المسح لإجراء المزيد من عمليات شراء العملات المشفرة في الأشهر الاثني عشر المقبلة.

وبالمقارنة يبدو المستثمرون الألمان أكثر حذرا، حيث أكد 75 في المئة منهم أنهم يعتزمون استثمار المزيد من الأموال في العملات الرقمية.

ووفق المسح الذي أوردته وكالة الأنباء الألمانية الأحد، استثمر ما يقرب من نصف المشاركين في ألمانيا ما بين ألف و10 آلاف يورو في البيتكوين وما شابهه، كما استثمر خمس المشاركين الآخرين أقل من ألف يورو.

وتضاعف سعر البيتكوين قرابة عشرين مرة على مدار السنوات الخمس الماضية من أقل من 5 آلاف دولار بعد الركود في المرحلة الأولى من جائحة كورونا في ربيع عام 2020 إلى أكثر من 97 ألف دولار حاليا.

وفي الخريف الماضي انخفض السعر مؤقتا قبل أن يعود ليتجاوز عتبة المئة ألف دولار في شهر ديسمبر الماضي.

ويشير خبراء الاستشارات الإدارية إلى أن السوق لا تزال متقلبة للغاية. ويعتقد أغلب المستثمرين الذين استطلعت إستراتيجي أند آراءهم أن سعر البيتكوين سيستمر في الارتفاع بشكل حاد.

ويأمل المشاركون الألمان في أن يصل سعر البيتكوين إلى 136 ألف دولار بحلول نهاية العام.

ولا يزال خبراء الاقتصاد والمديرون في القطاع المالي يتجادلون حول ما إذا لم تكن طفرة العملات المشفرة مجرد فقاعة مضاربة، خاصة مع تنامي الشكوك حول قدرتها على بناء تعاملات مستقرة ولا تؤدي إلى خسائر.

وعلى عكس الأسهم، لا تمتلك استثمارات العملات المشفرة أي قيمة مكافئة في شكل شركة تبيع منتجات أو خدمات، ما يجعل البعض يعيد حساباته قبل الإقدام في الاستثمار فيها.

والجمعة الماضية تقدمت شركة فرانكلين تمبلتون بطلب للحصول على صندوق متداول في البورصة لتتبع السعر الفوري لعملة سولانا، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بين مديري الأصول بالاستفادة من شعبية العملات المشفرة بخلاف البيتكوين.

هناك اهتمام من المستثمرين في أميركا وألمانيا والسعودية والإمارات وتركيا
هناك اهتمام من المستثمرين في أميركا وألمانيا والسعودية والإمارات وتركيا

ومع تخفيف الشروط التنظيمية وتولي رئيس مؤيد للعملات المشفرة منصبه، يغوص المستثمرون بشكل متزايد في الأصول الرقمية ويكثفون بحثهم عن الرمز المميز التالي، بعد الارتفاع الملحوظ لعملة البيتكوين.

ويطرح مديرو الاستثمار منتجات جديدة للاستفادة من هذا الاهتمام المتزايد. وفي يناير أطلقت غريسكال أنفيستمنت صندوقا مرتبطًا بعملة دوجيكوين، وهي عملة قالت الشركة إنها “انتقلت من عملة ميم كوين إلى أداة للشمول المالي العالمي ووسيلة دفع قابلة للتطبيق.”

وتميل عملة الميم، إذا انطلقت، إلى تسجيل ارتفاعات مذهلة في السعر قبل الانهيار. ويخسر معظم الأشخاص الذين يشترون المال، بينما تستفيد مجموعة صغيرة من المتداولين ومنشئي العملات.

وتعتبر عملة ليبرا المشفرة، التي ارتفعت لفترة وجيزة بدعم من الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي قبل أن تنهار، الأحدث في سلسلة من العملات المشفرة المدعومة سياسيا والتي تواجه رد فعل عنيفا.

وقال بريان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة كوين باز على منصة إكس دون تسمية أي عملة، “لقد ذهبت بعض العملات بوضوح بعيدًا مؤخرًا، إلى الحد الذي يتاجر فيه الناس من الداخل.”

ويخشى المسؤولون التنفيذيون في مجال العملات المشفرة من أن الطبيعة المضاربية لتداول عملة الميم تهدد بتقويض سعي الصناعة لأن تؤخذ على محمل الجد.

وفي الأسبوع قبل الماضي تم إطلاق ليبرا في الأرجنتين، بعد أن أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته عملات مشفرة تحمل اسميهما قبل ثلاثة أيام من تنصيب ترامب في العشرين من يناير الماضي.

كما أنشأ رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا عملة مشفرة رسمية في وقت سابق من هذا الشهر في سياق عملة يطلق عليها اسم “الميم”، وهي نوع من العملات المشفرة التي لا تمتلك قيمة أو فائدة ذاتية.

وفي حين يشيد مسؤولون تنفيذيون في هذه الصناعة بقدرة الرموز على جذب مستثمرين جدد، يرى آخرون أن العملات المرتبطة بالسياسيين تذهب بعيدا جدا، وتخاطر بالإضرار بمحاولات هذا المجال لتحسين صورته بعد سنوات من الفضائح والانهيارات.

10