الاستثمارات الأوروبية تعزز وتيرة مشاريع التنمية في الصحراء المغربية

اكتسبت استراتيجية المغرب لتطوير الأقاليم الجنوبية زخما كبيرا مع تزايد المؤشرات على عزم المستثمرين الأوروبيين تعزيز حضورهم بالبلاد بعد إطلاق أعمال أول مشروع بالمنطقة في ظل التأكيد على أن الصحراء ستصبح قبلة لرؤوس الأموال مستقبلا.
العيون (المغرب)- دشنت المجموعة البولندية أل.يو.جي، إحدى الشركات الأوروبية الرئيسية المتخصصة في تنصيع مواد الإضاءة باستخدام الحلول التكنولوجية الاثنين مصنعا لها في مدينة العيون في أحدث خطوة من خطط تنمية الأقاليم الجنوبية.
ويأتي هذا المشروع تجسيدا لاهتمام رجال الأعمال البولنديين الذين يرون تواجدهم في إقليم الصحراء فرصة للحصول على نافذة نحو الأسواق الأفريقية في المستقبل.
وجرت مراسم الافتتاح بحضور والي منطقة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليم العيون عبدالسلام بكرات، إضافة إلى مسؤولين محليين منتخبين وكبار مسؤولي المجموعة البولندية.

بيزارد فوتوكفيسكي: المشروع يعكس قناعتنا بأن المغرب أحد أولوياتنا الاستراتيجية
ونقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن الرئيس التنفيذي للشركة بيزارد فوتوكفيسكي قوله خلال افتتاح مصنع “أل.يو.جي المغرب” إن “افتتاح هذا الفرع في العيون يعكس قناعتنا الراسخة بأن المغرب هو أحد الأولويات الاستراتيجية لمجموعتنا”.
وأشار إلى أن اختيار المجموعة للاستقرار في المغرب يفسر بشكل خاص من خلال “الوضع السياسي والاقتصادي المستقر للمغرب”.
وأوضح فوتوكفيسكي أن الجودة العالية للبنى التحتية، بما في ذلك المطارات والموانئ والطرق السريعة، وكذلك من خلال قوانينها المحفزة للاستثمار “وعدد كبير من المشاريع التي يمكن استخدام منتجاتنا فيه”.
وقال إن “فرعنا المغربي في مدينة العيون سيتوسع قريبا نحو السوق الأفريقية”. وأضاف أن “الهدف سيكون إقامة أنشطة تجارية في مجال حلول الإضاءة الذكية ليد في المغرب والدول الأفريقية”.
ويؤكد خبراء أن هذه الخطوة ستكون دافعا لشركات أوروبية لضخ رؤوس أموال في الأقاليم الجنوبية بالنظر إلى ثورة التنمية التي بدأت قبل خمس سنوات لتكون بوابة للتجارة مع العالم.
وتشمل التنمية في الصحراء تطوير البنية التحتية وإقامة مناطق تجارة حرة على مستوى المعبر الحدودي الكركرات ومركز بئر كندوز جهة الداخلة-وادي الذهب فضلا عن تطوير ميناء الداخلة-الأطلسي.
ومع أكثر من ثلاثة عقود من الخبرة، تعمل مجموعة أل.يو.دي، التي توظف أكثر من 600 شخص في بولندا، في العديد من المدن الكبرى حول العالم مثل دبي وباريس ولندن. كما أنها تنشط أيضا في دول أميركا الجنوبية، لاسيما في الأرجنتين والبرازيل.
وأكد مجلس إدارة أل.يو.جي في بيان الشهر الماضي “عزمه الاستثمار في مجال إنتاج المعدات الكهربائية في المغرب كجزء من مشروع مشترك مع شريك محلي”.

عبدالرحيم أتمون: الافتتاح يشهد على الجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها الأقاليم الجنوبية للمغرب من حيث الاستثمار الصناعي الدولي
ويأتي اختيار المجموعة البولندية لتأسيس مشروع لها في المغرب بعد الزيارة التي قام بها الوفد الاقتصادي البولندي للبلاد في سبتمبر الماضي، والتي أعربت عن اهتمامها بالفرص الاستثمارية التي تتيحها البلاد.
وزار الوفد المتكون من رجال الأعمال ينشطون في قطاعات تصنيع مواد الإضاءة وتكنولوجيا تصنيع طائرات الهليكوبتر خفيفة الوزن ومتعددة الاستعمال إلى العيون والداخلة للوقف على البيئة الاستثمارية التي توفرها الرباط في تلك الجهة.
وتهتم تلك الشركات أيضا بالاستثمار في الصناعات الصحية والزراعية والثروة السمكية والطاقة البديلة، والاتصالات وإنتاج محطات الشحن للسيارات الكهربائية وتصنيع معدات مكافحة الحرائق وإنتاج حاويات متخصصة للقطاعين العسكري والمدني.
ويعطي اهتمام عدد من الشركات الأوروبية للاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمغرب فاعلية النموذج التنموي الذي تتبعه الرباط لإدماج تلك المنطقة في الاقتصاد المحلي ووضعها على الخارطة العالمية لنقط العبور الأساسية نحو القارة.
وأشار سفير المغرب في وارسو عبدالرحيم أتمون، إلى أن هذا الافتتاح يشهد على الجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها الأقاليم الجنوبية للمغرب من حيث الاستثمار الصناعي الدولي المباشر في القطاعات ذات القيمة المضافة والفرص التنموية.
ولفت إلى أن قرار مجموعة أل.يو.جي بالاستثمار في “مقاطعاتنا الجنوبية، وتحديدا في العيون”، يؤكد ثقة المجموعة البولندية بقدرات ومرونة الاقتصاد المغربي، الذي يتميز بانفتاحه الاستراتيجي الكبير على مختلف الأسواق الأفريقية.
وأضاف أتمون أن افتتاح هذا الفرع هو “تجسيد ملموس لفاعلية الدبلوماسية المغربية في ظل قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس”.
المشروع يأتي تجسيدا لاهتمام رجال الأعمال البولنديين الذين يرون تواجدهم في إقليم الصحراء فرصة للحصول على نافذة نحو الأسواق الأفريقية في المستقبل
وترتكز الخطة الخمسية للمغرب والتي تمتد حتى 2025 على نقطة أساسية وهو جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتقديم حوافز للشركات للتأقلم مع الوضع الذي خلفته الجائحة في مرحلة أولى ثم توسيع هذا النشاط في مرحلة لاحقة حتى يدعم نمو الاقتصاد.
ويقول مدير المركز الإقليمي للاستثمار محمد جيفر إن منطقة العيون الساقية الحمراء باتت في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للاستثمار الأجنبي، بفضل نموذج التنمية للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه العاهل المغربي قبل سبع سنوات.