الاحتجاجات الإيرانية تلهم العراقيين #طير_عمامة_الملالي

برزت في العراق أصداء الحملة ضد العمائم في إيران، وكان الخوف من تهديد سلطة رجال الدين سببا في حرب هاشتاغات على تويتر بين أنصار العمائم ومناوئيها.
بغداد - بينما كان العراقيون ينتظرون أول شجاع سيقوم بإسقاط عمامة مطلقين هاشتاغ #طير_عمامة_الملالي، ظهرت هاشتاغات على غرار #العمامة_فخرنا_وشرفنا و#العمامة_تصون_الكرامة، ما أثار الجدل والسخرية.
وبدأت حرب الهاشتاغات بين أنصار العمامة ومناوئيها بعد انتشار مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج إيران تظهر تعرض رجال دين إيرانيين للاستهزاء بالتزامن مع دخول الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني أسبوعها الثامن.
وانتشر هاشتاغ #عمامة_پرانی (العمامة عفا عليها الزمن) بكثافة في وسائل التواصل الاجتماعي مرفقا بمقاطع مصورة يظهر خلالها رجال دين يمشون في الشوارع ومن ثم يقوم شاب أو فتاة بإسقاط عمائمهم أرضا.
مغردون عرب أبدوا سعادتهم بالحملة على العمامة في إيران منتظرين أن تمتد إلى الدول المجاورة
وكتب مغرد يدعى رضا حاجیپور على تويتر “تصوروا أن يتردد رجال الدين قبل الخروج من المنزل بشأن ارتداء الزي الديني. يمشون في الشوارع مرعوبين. يتلفتون حولهم حتى لا يُصابوا بصداع. إنهم يعيشون بالنهاية أجواء الرعب والفزع التي فرضوها على نساء هذه البلاد مدة 40 عامًا”.
واستمدت مقاطع الفيديو أهميتها باعتبارها غير مألوفة في بلد محكوم من قبل رجال الدين منذ أكثر من 40 عاما، كما أنها تتزامن مع تصاعد الغضب في إيران على خلفية وفاة مهسا أميني بعد ساعات من احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بسبب طريقة ارتدائها للحجاب.
وأبدى مغردون عرب سعادتهم بالحملة على العمامة منتظرين أن تمتد إلى الدول المجاورة لإيران، وتحدث عراقيون عن دعمهم لحملة #طير_عمامة_الملالي في إيران، داعين إلى تطبيقها في العراق ومعتبرين أنه منذ أن حكمت العمامة العراق العظيم وهو في طائفية ودمار وقتل وفساد.
وتساءل مغرد:
وقال حساب:
الشعب الإيراني يفجر ثورة إسقاط العمائم بينما بعض الذيول حولنا يدفعون لهم أموالهم ونساءهم. من الشخص الشجاع الذي يبدأ بثورة إسقاط العمامة في #العراق و#لبنان؟ #أسقط_عمامة.
ويرتدي رجال الدين والسياسيون العمامة في ارتباط وثيق بين السياقين الديني والسياسي ونظام الحكم الذي أنتج حالة ضغط اجتماعي بسبب القيود التي يفرضها على الناس في لباسهم وسلوكهم.
ويصر عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار رجال الدين الموالين في معظمهم لإيران “وباء” ابتلي به العراق.
وتنصّب إيران نفسها منذ سنوات وصية على حب آل البيت وربطته بالولاء لها، وتعمل حاليا على تنصيب نفسها وصية على المسلمين المضطهدين مهما كان مذهبهم، بالإضافة إلى تقمص دورها المفضل “حاملة لواء مقاومة إسرائيل” كوسيلة لتوسيع شعبيتها في المنطقة العربية. وباتت إيران تعطي بعدا دينيا وتاريخيا لسياستها في المنطقة من خلال توظيف مفاهيم “الدفاع عن المقدسات، تحرير القدس، محاربة الاستكبار ونصرة المستضعفين”، دون أن تنسى الزج بـ”الشيطان الأكبر” وغيرها من المفاهيم التي تمنح التمدد الإيراني شرعية القفز على سيادة وحدود الدول.
وهذا الخطاب مألوف أين يكثر الدجل باسم الدين لتغييب وعي الشعب، لأن الشعب المغيب وعيه سهل القيادة. ويعكس الأمر بوضوح استخدام إيران للدراسات النفسية وربطها بحروبها السيبرانية في المنطقة العربية.
ويقول مراقبون إن الدعاية الإيرانية المعاصرة “دعاية عقائدية أيديولوجية” موجّهة للعرب والمسلمين بشكل رئيسي، كونها تريد الاستحواذ على العقيدة الإسلامية، والسيطرة والهيمنة السياسية والجغرافية على الدول العربية التي تتواجد فيها قطاعات واسعة من المسلمين. وتلعب الدعاية كإحدى أدوات “الردع الناعم” دورا كبيرا في إجبار الشعوب على تغيير قناعاتها بالشكل الذي يخدم مصالح إيران.
لذلك امتدت المخاوف من الحملة إلى رجال الدين في العراق، فقد أصبح الأمر مقلقا ولافتا بالنسبة إليهم. وقد حذّر الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر من تنامي إسقاط العمائم في المدن الإيرانية التي تلتقي مع العراق في الرموز ذاتها التي توحد مظهر رجال الدين في البلدين.
ويرى متابعون أنه يبدو أن هناك أوامر صدرت بالرد على الحملة ضد العمائم والتي تهدد سلطة رجال الدين، فانتشر هاشتاغ #العمامة_فخرنا_وشرفنا، وتحول القضية إلى حرب هاشتاغات ضروس، حيث كان الأمر بالنسبة إلى كثيرين دليلا على الانقياد الأعمى للعمائم دون منطق.
وجاء في إحدى التغريدات:
وقال معلق:
هنا عمائم الشرف هنا عمائم التضحية والوفاء في سبيل المبدأ والعقيدة. هنا علماء دين استجابوا لنداء الفتوى وانتشروا على الجبهات كافة وكانوا وما زالوا ليوث الميادين #العمامة_فخرنا #العمامة_فخرنا_وشرفنا.
وادعى آخر:
تم إنقاذ العراق عام 2014 بفتوى العمامة من خطر داعش #العمامة_فخرنا_وشرفنا.
وبرز أيضا دعاة المقاومة والممانعة على ساحة المعركة الافتراضية متسلحين بنظرية المؤامرة، فكتب مغرد تعليقا على صورة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله:
وسخر ناشطون من الحملة المضادة لإسقاط العمامة التي أطلقها أنصار نظام الملالي في العراق خوفا على مصالحهم الضيقة، وقال ناشط:
حملة ساذجة في #العراق تحت شعار “العمامة فخرنا وشرفنا” ردا على ما يحدث في #إيران من إسقاط العمائم من قبل المتظاهرين. باسم الدين باكونا الحرامية.
واعتبر إعلامي عراقي:
ثقافة نزع العمامة يجب أن تنتشر في العراق وهي أهم وأقوى من كل التظاهرات والاعتصامات.
وكتبت مغردة:
وتروج الحسابات الموالية لإيران العمامة كـ”رمز مقدس”.
وتطول القائمة الإيرانية في صناعة الرموز التي فقدت هالتها مؤخرا على مواقع التواصل، أو في ساحات التظاهر، على غرار رجال الدين في العراق والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
ويبدو أن الجيوش الإلكترونية من منطلق معرفتها بنفسية المجتمعات العربية ومكامن تأثرها، تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات “عاطفية” لتغييب العقل.
ومن الأساليب الشائعة التي تستخدمها هذه الجيوش إنشاء شبكات كبيرة من الحسابات المزيفة التي تضخّم رسائل معينة عن طريق الإعجاب والتعليق ومشاركة المنشورات بعضها مع بعض. ومن طريقة كتابة المنشورات وعرضها يبدو أن محترفين هم من يديرون الحسابات. ولا يعرف إن كانت الجيوش الإلكترونية تدار من دول عربية أو من إيران نفسها.