الاتفاق على حكومة طوارئ إسرائيلية تحاكي حكومة حرب يونيو 1967

وزيرة المخابرات الإسرائيلية: لا خيار أمامنا سوى اقتلاع حماس.
الخميس 2023/10/12
اجتمعا على تدمير غزة

يحشد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعم في الداخل لمواجهة معقدة ومصيرية مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وأولى خطواته التوافق مع خصومه على تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب.

تل أبيب- اتفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس حزب “المعسكر الرسمي” المعارض بيني غانتس، الأربعاء، على تشكيل حكومة طوارئ تحاكي حكومة حرب يونيو 1967، وذلك استعدادا لسيناريوهات خطيرة يجري وضعها للتعامل مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وبحسب بيان مشترك صادر عن نتنياهو وغانتس “في ختام لقاء الأربعاء بين رئيس الوزراء ورئيس المعسكر الرسمي، اتفق الطرفان على تشكيل حكومة طوارئ وكابينت إدارة الحرب”.

وجرى الاتفاق على أن يتم تشكيل “كابينت إدارة الحرب” من ثلاثة أعضاء: رئيس الوزراء، ووزير الدفاع (يوآف غالانت) وغانتس (وزير دفاع ورئيس أركان سابق)، بالإضافة إلى رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر بصفة مراقبين في الكابينت.

وذكر البيان أنه “سيتم حجز مكان في حكومة إدارة الحرب لرئيس المعارضة (يائير لابيد) في حال انضمامه”.

وأوضح أنه “لن يتم خلال فترة الحرب طرح أي مشاريع قوانين أو قرارات حكومية لا تتعلق بسير الحرب، وسيتم تمديد جميع التعيينات العليا تلقائيًا خلال فترة الحرب”.

غيلا غمليئيل: علينا اقتلاع حماس حتى لا تتمكن من القيام بأي شيء
غيلا غمليئيل: علينا اقتلاع حماس حتى لا تتمكن من القيام بأي شيء

وكان نتنياهو دعا، الاثنين، إلى تشكيل حكومة طوارئ دون شروط مسبقة على خلفية التصعيد العسكري مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ويقود نتنياهو منذ أواخر ديسمبر 2022 حكومة من أقصى اليمين المتطرف “تفتقر في معظمها إلى خبرات في إدارة المعارك العسكرية”، وفق مراقبين وخبراء في الشأن الإسرائيلي. وفجر السبت، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” التي باغتت الإسرائيليين متسببة في وقوع المئات من القتلى في صفوفهم وأسر العشرات.

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

ويرى مراقبون أن تشكيل حكومة طوارئ هي محاولة من قبل نتنياهو للتخفيف من تبعات ما جرى عليه، وأيضا ما قد يحصل لاسيما وأنه من الصعب التكهن بمآلات أي اندفاعة، في ظل مخاوف لا يخفيها المجتمع الدولي من توسع نطاق الحرب.

وأكدت وزيرة المخابرات الإسرائيلية غيلا غمليئيل الأربعاء، أن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة تهدف إلى “اقتلاع” حركة حماس.

وقالت غمليئيل “علينا اقتلاعها حتى لا تتمكن من القيام بأي شيء، لن يكون هناك أي خيار، لا مجال حتى للتفكير بخيارات أخرى، وعليه يمكن للعالم استخدام ما حدث (في إسرائيل) كنموذج لهجمات مستقبلية”.

وكان نتنياهو قال الاثنين إن “الشعب موحد والآن لا بد للقيادة من أن تتحد، أدعو قادة المعارضة إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية دون شروط مسبقة، على غرار تلك التي تم تشكيلها مع مناحيم بيغن عشية اندلاع حرب الأيام الستة”.

وكان نتنياهو يشير بذلك إلى حكومة الطوارئ التي تم تشكيلها في إسرائيل عشية حرب يونيو 1967.

ويقول الكنيست (البرلمان) على موقعه الإلكتروني “المقصود بحكومة وحدة وطنية هي حكومة تستند بالأساس إلى ائتلاف واسع، يجلس فيها أيضا ممثلو الكتل المتخاصمة”.

ويضيف “يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية في حالات الطوارئ (مثل الحرب والكارثة الطبيعية أو الأزمة الاقتصادية) وهذا يحتاج بطبيعة الأمر حشد قوات وطاقات شاملة في سبيل مواجهة هذا الوضع”.

ويشير إلى أن أبرز الأمثلة عليها في إسرائيل هي الحكومة الثالثة عشرة برئاسة ليفي إشكول من حزب “المعراخ” آنذاك، والتي شغلت فترة ولاية الكنيست السادسة.

وقال “في 1 يونيو 1967 ضم إشكول كتلتي ‘رافي’ و’جاحَل’ إلى الائتلاف الحكومي وأقام حكومة تكتل وطني”.

وأضاف “انضم إلى الحكومة موشيه ديان من حزب ‘رافي’ والذي شغل منصب وزير الدفاع فيها، فيما انضم مناحيم بيغن ويوسف سابير من حزب ‘جاحَل’ كوزيرين دون حقيبة”.

◙ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمعارض بيني غانتس اتفقا على حكومة طوارئ وكابينت إدارة الحرب

وتابع “أما هدف تعيين ديان لشغل منصب وزير الأمن عشية حرب الأيام الستة (1967) فكان تبديد مخاوف الجمهور في ظل التهديدات التي وجهتها الدول العربية لوجود دولة إسرائيل”، على حد تعبيره.

وكانت إسرائيل أعلنت السبت أنها في حالة حرب.

ويأتي الإعلان عن تشكيل حكومة طوارئ في إسرائيل بعد أشهر طويلة من الخلافات بين الحكومة والمعارضة حول حزمة قوانين “الإصلاح القضائي” التي دفعت بها الحكومة واعتبرت المعارضة أنها “ستحول إسرائيل إلى دكتاتورية”.

ويرى معلقون أن تشكيل حكومة طوارئ مقدمة لاجتياح بري لغزة، وهو أمر سيكون له تداعيات كبيرة، قد تمتد لكامل المنطقة.

وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء الأربعاء، عن توسيع دائرة ضرباتها الصاروخية باستهداف حيفا في شمال إسرائيل.

وقالت القسام في بلاغ لها إنها أطلقت صاروخا من طراز (أر 160) باتجاه مدينة حيفا التي تبعد عن قطاع غزة نحو 150 كيلو متر.

وأعلنت في بلاغات أخرى قصف بئر السبع وعسقلان وأسدود برشقات صاروخية فضلا عن إطلاق صاروخ باتجاه مطار بن غوريون الإسرائيلي.

وأطلقت القسام آلاف القذائف الصاروخية على جنوب ووسط إسرائيل منذ إطلاقها هجومها غير المسبوق.

2