الاتفاق النهائي بين قطر وتركيا على تشغيل مطار كابول رهين حلّ مشكلة التمويل

الدوحة - توصلت قطر وتركيا إلى اتفاق مبدئي بخصوص تأمين المطار الرئيسي في العاصمة الأفغانية كابول، لكن هناك بعض الخلافات حول جملة المسائل ومن بينها التمويل.
وينتظر أن تعقد الأسبوع المقبل جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة القطرية الدوحة، للاتفاق حول المسائل العالقة، ولاسيما تلك المتعلقة بتوفير الإمكانيات اللوجستية والمالية، حيث لا تريد أنقرة تحمل هذا العبء.
وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن وفدا من حكومة طالبان سيلتحق بالمفاوضات المرتقبة، والتي يأمل من خلالها الجانبان التركي والقطري التوصل إلى اتفاق نهائي.
ويعد مطار حامد كرزاي الدولي الرابط الجوي الرئيسي بين أفغانستان والعالم الخارجي. وتبدي تركيا اهتماما شديدا بتشغيل وتأمين المطار، وسبق وأن قدمت عرضا بهذا الخصوص للحكومة السابقة قبل اجتياح طالبان العاصمة الأفغانية في أغسطس الماضي وفرض سلطة الأمر الواقع.
وقد أعادت أنقرة طرح تولي مهمة تأمين وتشغيل المطار الرئيسي لكنها قوبلت باعتراضات شديدة من حركة طالبان التي ترفض أي وجود أمني أجنبي في أفغانستان.
ودخلت أنقرة في مفاوضات مع الدوحة لمشاركتها في هذه المهمة، حيث تدرك تركيا الصلة القوية التي تجمع قطر بطالبان، وهو ما يسهل عملية إقناع الحركة المتشددة باتفاق يجعل من أنقرة تسيطر على أجواء العاصمة الأفغانية.
تركيا تريد استغلال الانسحاب الأميركي والفوضى الجارية بسبب سيطرة طالبان على البلاد لتعزيز حضورها على هذه الساحة، التي تكتسي أهمية جيوسياسية كبرى في آسيا الوسطى
ويرى مراقبون أن تركيا تريد استغلال الانسحاب الأميركي والفوضى الجارية بسبب سيطرة طالبان على البلاد لتعزيز حضورها على هذه الساحة، التي تكتسي أهمية جيوسياسية كبرى في آسيا الوسطى.
ويذهب البعض إلى تفسير هذا التركيز التركي برغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في استثمار تراجع نفوذ المملكة العربية السعودية في هذا البلد، لإظهار أن بلاده ليست فقط مركزا رئيسيا “للشعوب التركية”، إنما وللعالم الإسلامي.
وتعزف تركيا على حاجة قيادات طالبان لإيجاد صيغة توافقية تحقق لهم تقدما في إنهاء القطيعة والعزلة الدولية التي يعانون منها.
وتصر تركيا على ألا يقتصر دورها على تشغيل مطار كابول بل وأيضا تأمينه، وهي إحدى النقاط الخلافية مع حركة طالبان، التي ترى بأن لديها الإمكانيات البشرية لتولي ذلك.
وقالت المصادر الدبلوماسية للصحافيين الخميس إن أنقرة والدوحة اتفقتا على إطار عمل أمني للمهمة الخاصة بالمطار.
وذكر أحد المصادر “من المتوقع أن تضمن طالبان الأمن في الخارج وأن يتولى من يديرون المطار توفير الأمن في الداخل”. وأضاف مصدر طلب عدم الكشف عن هويته “العملية مستمرة بشكل إيجابي”.
وكان وفدا من المسؤولين الأتراك والقطريين أجروا محادثات حول هذه القضية في كابول الأسبوع الجاري.