الاتحاد للطيران تفتح مزاد خصخصة شركات النقل الجوي في الخليج

حوكمة الشركة تبدأ بطرح أول تقرير عن أعمالها في أبريل المقبل.
الخميس 2024/03/07
احجزوا واستمتعوا

تخطط حكومة أبوظبي لفتح مزادات خصخصة أصول شركات النقل الجوي في منطقة الخليج العربي من خلال طيران الاتحاد، والتي تمكنت من تعديل بوصلة أعمالها بعد سنوات من التذبذب بفضل إستراتيجية محكمة ساهمت في مضاعفة الأرباح في غضون عامين.

أبوظبي - أكدت مجموعة الاتحاد للطيران الأربعاء الأنباء حول فرضية الإقدام على طرح عام أولي في بورصة أبوظبي مع تضاعف أرباحها خلال العامين الماضيين، ما يجعلها أول شركة رئيسية للنقل الجوي في منطقة الخليج تتم خصخصتها.

وقال أنتونوالدو نيفيس الرئيس التنفيذي للشركة المملوكة لحكومة أبوظبي إن “الاتحاد عادت إلى الربحية وتعمل على تحسين الشفافية والحوكمة والميزانية العمومية لتكون جاهزة لطرح عام أولي إذا قرر مالكها صندوق الثروة السيادي إدراجها”.

ويرى محللون أن خطط إدراج الاتحاد تعتبر أحدث مثال على تعويل الإمارات على شركاتها الرائدة لتنمية سوق الأسهم المحلية وتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.

وأعلنت الشركة في بيان أنها حققت أرباحا بقيمة 143 مليون دولار لعام 2023 ارتفاعا من 25 مليون دولار قبل عام بعد سلسلة من الخسائر الكبيرة منذ 2016.

تأتي هذه العودة القوية بعد ست سنوات من تقلص الأعمال في أعقاب محاولة فاشلة لمجاراة المنافسيْن الخليجيين الأبرزيْن، وهما طيران الإمارات والخطوط القطرية، غير المدرجة في البورصة.

أنتونوالدو نيفيس: قرار الإدراج بيد الشركة القابضة وليس شركة الاتحاد
أنتونوالدو نيفيس: قرار الإدراج بيد الشركة القابضة وليس شركة الاتحاد

وشهدت حركة المسافرين عبر مطارات إمارة أبوظبي نموا بنسبة 40 في المئة لتصل إلى 14 مليونا مع توسيع الشركة لقائمة وجهاتها بحيث تشمل بوسطن وكوبنهاغن وسانتوريني وسانت بطرسبرغ.

وتهدف خطة “رحلة 2030” التابعة للاتحاد إلى مضاعفة عدد الركاب ثلاث مرات ومضاعفة أسطولها بحلول نهاية العقد الحالي من 80 طائرة من طراز بوينغ وأيرباص وخمس طائرات شحن حاليا.

وانتعش السفر الدولي منذ انتهاء أزمة الإغلاق الاقتصادي بسبب وباء كورونا، ما ساعد شركات الطيران العالمية على تعزيز أرباحها ودفعها إلى مستويات قياسية.

وانتقلت ملكية الاتحاد إلى الشركة القابضة (أي.دي.كيو) من المجلس الأعلى للشؤون المالية والاقتصادية بأبوظبي عام 2022، كجزء من محاولة لتعزيز مكانة الإمارة كمركز للنقل الجوي وتعميق أسواق رأس المال وتحفيز الاستثمار وتنويع اقتصادها.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت الجمعة الماضية لوكالة بلومبرغ أن أي.دي.كيو، وهو أحد صناديق الثروة المملوكة لحكومة أبوظبي، أجرى مناقشات مع البنوك حول صفقة محتملة في وقت أقربه العام الحالي.

وأكدوا أن القابضة تقوم بدراسة ما إذا كانت ستطرح أسهم الشركة في اكتتاب عام أولي تقليدي بجانب الإدراج المباشر.

وفي دبي المجاورة، طرحت فكرة الاكتتاب العام الأولي لشركة طيران الإمارات المنافسة المحلية في 2021 كجزء من خطة مركز الأعمال لبيع حصص في الشركات المملوكة للدولة لتعزيز أحجام التداول.

وتخطط شركة طيران ناس السعودية، المدعومة من الملياردير الأمير الوليد بن طلال، لطرح عام أولي في بورصة تداول هذا العام، وعيّنت غولدمان ساكس ومورغان ستانلي والسعودي – الفرنسي كابيتال للعمل على ذلك، حسب ما نشرته بلومبرغ في ديسمبر الماضي.

وقال نيفيز المخضرم في صناعة الطيران، والذي قاد شركة الطيران البرازيلية آزول من خلال الاكتتاب العام في عام 2017، في مقابلة مع رويترز “نعمل بجد حتى عندما يحين الوقت المناسب للقيام بطرح عام أولي، سنكون مستعدين”.

وأوضح أنه ليس سرا أن هدف أي.دي.كيو هو إدراج شركات المحفظة، لكن أي طرح عام أولي سيكون قرارا للشركة القابضة، وليس الاتحاد للطيران.

وأكد نيفيز أنه في علامة على التغيير ستنشر الاتحاد تقريرا سنويا لعام 2023 بحلول منتصف أبريل المقبل للمرة الأولى، بما في ذلك تفاصيل الدعم الحكومي المتعلق بجائحة كورونا.

ويشكل تضاعف صافي أرباح الاتحاد، التي وافقت على خطة نمو مدتها سبع سنوات قبل عام لتعويض سلسلة خسائرها، لعام 2023 خمس مرات دليلا على أنها بدأت تحقق متانة مالية قد تغري المستثمرين الأفراد أو الشركات.

وقال نيفيز إن الشركة “تعمل على زيادة الكفاءة لتحقيق الأرباح، بما في ذلك إلغاء المسارات غير المربحة وإعادة الطائرات المتوقفة عن الطيران إلى الخدمة”.

وتحت قيادة الرئيس التنفيذي السابق جيمس هوغان، اشترت الشركة حصصا في شركات طيران أصغر حجما ومتعطشة للسيولة في ثلاث قارات، بهدف تجميع عدد كاف من الركاب لدفع الشركة الواقع مقرها في أبوظبي إلى مصاف نخبة الطيران العالمية.

143 مليون دولار أرباح 2023 بارتفاع من 25 مليون دولار بعد 6 سنوات من الخسائر
143 مليون دولار أرباح 2023 بارتفاع من 25 مليون دولار بعد 6 سنوات من الخسائر

وعلى مدار سنوات عززت الاتحاد للطيران محفظة أصولها، لكن خططها تعثرت لتعظيم العوائد، حيث اشترت حصصا في شركات طيران أجنبية من بينها أير برلين وأليطاليا وجيت إيروايز الهندية وفيرجن أستراليا، والتي أفلست جميعها.

وقال نيفيز إن الشركة “لم تعد تمتلك تلك الحصص ولا تنوي الاستثمار في شركات طيران أخرى”. وأضاف “لم نعد مهووسين بعد الآن فقط بفعل ما تفعله منافستنا وتقليدها”.

وأوضح أنه بدلا من ذلك ستركز الاتحاد على ربط جنوب شرق آسيا والخليج وشبه القارة الهندية بأوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة من خلال رحلات متكررة بدلا من الرحلات الطويلة للغاية.

وأجرت شركة الطيران واحدة من أكبر عمليات توسعة الأسطول في الصناعة سعيا لتضييق الفجوة بينها وبين المنافسين طيران الإمارات والخطوط القطرية.

لكن الاتحاد، التي تأسست في 2003 أي بعد 18 عاما من طيران الإمارات و9 سنوات من الخطوط القطرية، والتي تدير مركزا للربط في الدوحة لا تزال تكافح لسد الفجوة بينها وبين المنافسين.

ولدى الشركة طلبيات معلقة تشمل حوالي 32 طائرة بوينغ طراز 787، ونحو 25 طائرة طراز 777 إكس لم تُعتمد بعد، و15 طائرة أيرباص أي 350، وفقا لبيانات الشركتين المصنعتين.

وتمتلك ذراعها للشحن والخدمات اللوجستية، التي أنشئت في عام 2004 وتسير رحلات إلى دول في آسيا وأفريقيا وأوروبا حاليا، خمس طائرات طراز أي 350 – 1000.

وكانت الاتحاد تبحث مسألة شراء طائرة الشحن التي تنتجها أيرباص، وكذلك طائرات شحن من طراز 777 إكس المنافس من إنتاج عملاق تصنيع الطائرات الأميركي بوينغ.

11