الاتحاد للطيران تطالب بمضاعفة حصتها كشرط لإنقاذ جت الهندية

تسارعت جهود شركة الاتحاد للطيران لإعادة هيكلة تحالفاتها وحصصها في شركات الطيران العالمية بتقديم عرض لإنقاذ شركة جت أيرويز الهندية، وذلك في إطار استراتيجية جديدة لتعزيز مكانة الاتحاد في سوق النقل الجوي.
أبوظبي - كشفت مصادر مطلعة أن مجموعة الاتحاد للطيران طالبت بحصة إضافية في شركة الطيران الهندية جت أيرويز كشرط للقيام بدور رئيسي في إنقاذها من أزمتها المالية.
واشترطت الاتحاد مضاعفة حصتها البالغة 24 بالمئة التي اشترتها في 2013، لتبلغ 49 بالمئة وهو أعلى سقف لملكية الأجانب في شركات الطيران وفق القوانين الهندية.
ونسبت وكالة رويترز لمصادر مطلعة تأكيدها أن الاتحاد المملوكة لحكومة أبوظبي تجري محادثات لضخ استثمارات جديدة في جت أيرويز، وأنها تشترط أيضا تخلي ناريش جويال مؤسس الشركة الهندية عن رئاسة مجلس إدارتها.
وكانت الاتحاد، ثاني أكبر مساهم في جت أيرويز، قد دخلت الشهر الماضي في مفاوضات مع مسؤولي الشركة الهندية المثقلة بالديون بشأن خطة إنقاذ.
وأطلقت الاتحاد للطيران في 2016 استراتيجية جديدة لإعادة هيكلة تحالفاتها وحصصها في شركات الطيران العالمية لتعزيز مكانة الاتحاد في سوق النقل الجوي، الذي يشهد منافسة محتدمة.
وراجعت الاتحاد للطيران بموجب الخطط الجديدة حصص الأقلية، التي كانت تملكها في شركات عديدة، من بينها أليطاليا الإيطالية وأير برلين الألمانية وداروين أيرلاين السويسرية.
ويقول مراقبون إن إعادة الهيكلة تمنح فرصة خفض تكاليف الشركة، التي تمتلك أكثر من 700 طائرة تسير نحو 600 وجهة حول العالم، عبر توحيد بنود مثل شراء الطائرات.
وتفاقمت خلال العام الماضي، الأزمة المالية لأكبر شركة هندية للطيران منخفض التكلفة من حيث الحصة السوقية، في ظل ارتفاع أسعار النفط وحرب الأسعار المحتدمة بين شركات الطيران المحلية.
ونقلت صحيفة مينت الهندية أمس عن مصادر مطلعة قولها إن مقرضي جت أيرويز اقترحوا خطة بقيمة 900 مليون دولار لإخراج الشركة من متاعبها المالية.
وذكرت الصحيفة أن مؤجري الطائرات للشركة ومورديها اطلعوا على الخطة خلال اجتماع برئاسة بنك الدولة الهندي حضره كبار مديري شركة الطيران ومنهم جويال وممثل عن الاتحاد للطيران.
ومن المرجح أن يضخ جويال والاتحاد معا 450 مليون دولار في جت بينما ستعيد بنوك هندية هيكلة ديون بقيمة مماثلة.
وفي حال وافق جميع المساهمين على الخطة المقترحة فستنخفض حصة جويال في شركة الطيران الهندية عن مستواها الراهن والبالغ 51 بالمئة.
وفي الأسبوع الماضي، قالت جت أيرويز إنها تخلّفت عن سداد ديون لاتحاد بنوك هندية، مما دفع وكالة آي.سي.آر.أي إلى خفض التصنيف الائتماني للشركة.
وتشير البيانات التي أعلنتها الشركة في سبتمبر الماضي إلى أن ديونها بلغت نحو 1.14 مليار دولار، في وقت تجد فيه صعوبة في الحصول على تمويل في ظل قواعد إقراض مشدّدة وأزمة سيولة في الهند.
ونسبت رويترز إلى مصادر مطلعة الشهر الماضي قولها إن الاتحاد وجت أيرويز ناقشتا تفاصيل خطة لتوسعة شبكة جت وأسطولها للأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة إلى جانب توقعات الإيرادات والتكاليف.
وهناك مؤشرات على أن جت، التي تأسست عام 1992 بحاجة ماسة للحصول على تمويل بحلول منتصف الشهر الحالي، لأنها لا تملك السيولة الكافية للوفاء بجميع التزاماتها ونفقاتها، لكنها تواصل تسديد المستحقات النظامية مثل الضرائب.
وأخّرت الشركة سداد رواتب الطيارين وكبار المسؤولين التنفيذيين وقلّصت الرحلات الجوية على المسارات غير المربحة لتوفير السيولة.
وأعلنت في نهاية نوفمبر الماضي، أنها عيّنت روبن كامارك، عضوا بمجلس الإدارة، ممثلا للاتحاد للطيران، وذلك اعتبارا من مطلع العام الجاري.
900 مليون دولار، قيمة الخطة المالية المقترحة لمساعدة جت أيرويز على مواجهة ديون تبلغ 1.4 مليار دولار
ومنذ بروز الأزمة، ظهرت مخاوف من أن تجد جت صعوبة في الاستمرار في النشاط دون المزيد من الاستثمارات، وهو ما قد يؤثر على الشركة الإماراتية.
ولتفادي حصول أي سيناريوهات مشابهة، سارع مجلس إدارة الاتحاد للاجتماع في الشهر الماضي في أبوظبي لمناقشة الاستثمار المتعلق بشركة جت أيرويز.
وكانت الاتحاد قد أعلنت تكبّدها خسارة سنوية بلغت 1.52 مليار دولار في عام 2017، لأسباب بينها خسائرها من شراكاتها مع أليطاليا وطيران برلين اللتين أشهرتا إفلاسهما.
وقد اضطرت لبيع حصتها في شركة داروين أيرلاين في يوليو 2017، في أول تخارج لها منذ إطلاق مراجعة استراتيجية لنشاطاتها في 2016، وبعد أسابيع من رحيل الرئيس التنفيذي جيمس هوغن عن الشركة الإماراتية.
وأنفقت الاتحاد منذ تأسيسها قبل 16 عاما المليارات من الدولارات لشراء حصص في شركات في أستراليا وآسيا وأوروبا في محاولة للحاق بركب كبرى الشركات الإقليمية المنافسة.
وعيّنت المجموعة الإماراتية في مايو 2017 الأيرلندي راي جاميل رئيسا تنفيذيا مؤقتا ليحل محل جيمس هوغن الذي قاد استراتيجية التوسع في محاولة “للاستفادة من وفورات الحجم”.