الاتحاد للطيران تسير أول رحلة تجارية خالية من الكربون

تجربة فريدة ستفتح الطريق أمام بقية منافسيها في القطاع إلى اتباع هذا المسار.
الجمعة 2022/11/18
تحديات كبيرة لاستخدام وقود الطيران المستدام

شرم الشيخ (مصر) - تمكنت الاتحاد للطيران من تسيير أول رحلة تجارية خالية من الكربون، في تجربة فريدة يقول خبراء إنها ستفتح الطريق أمام بقية منافسيها في القطاع إلى اتباع هذا المسار.

ويتهم نشطاء البيئة شركات الطيران بأنها أكثر قطاعات النقل تسببا في الانبعاثات الضارة حول العالم، وأنه يجب على المسؤولين التنفيذيين فيها النظر بعين مستقبلية للمساهمة في الجهود الدولية لإزالة الكربون.

وقامت الاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي بالتعاون مع منظمة وورلد باور، مزوّد حلول الحد من الانبعاثات الكربونية، بتشغيل الرحلة التي ركزت بالكامل على نظام “حجز الوقود المستدام واستخدامه”.

وتعتبر هذه الرحلة الأحدث في سلسلة الرحلات البيئية التجريبية منذ أن أطلقت الشركة الإماراتية برنامج غرينلاينر في 2020.

واستخدمت شركة الطيران الخليجية في رحلتها عبر الأطلسي تقنية شركة ساتافيا البريطانية لمنع مسارات التكاثف التي تعتبر مسؤولة عن حوالي 60 في المئة من البصمة المناخية للطيران.

وأكدت مريم القبيسي، رئيسة قسم الاستدامة والتميز في الاتحاد للطيران، أن الرحلة أثبتت أن نظام حجز الوقود واستخدامه هو الطريق الوحيد نحو تحقيق صافي انبعاثات كربون صفرية في القطاع باستخدام التقنيات الحالية.

مريم القبيسي: الرحلة أثبتت أن نظام حجز الوقود واستخدامه هو الحل الأمثل
مريم القبيسي: الرحلة أثبتت أن نظام حجز الوقود واستخدامه هو الحل الأمثل

وأوضحت في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن هذا هو إطار العمل المطلوب لتحويل الأعمال إلى حين توفر وقود الطيران المستدام.

وقالت إن “قطاع الطيران بصافي انبعاثات كربونية صفرية ممكن، لكن علينا أن نكون صادقين والاعتراف بوجود تحديات كبيرة لاستخدام وقود الطيران المستدام حاليا”.

وخلال رحلتها تمكنت الطائرة المستخدمة من خفض حجم الانبعاثات الكربونية بنحو 250 طنا متريا باستخدام وقود المستدام والكفاءات التشغيلية.

وتم تحقيق ذلك بإزالة 26 ألف غالون من وقود الطائرات المصنع من النفط باستخدام ما يعادل الكمية نفسها من وقود الطيران المستدام المصنّع من قبل وورلد باور في مطار لوس أنجلس الدولي.

وكان من المخطط أن يتم تشغيل الرحلة من مطار واشنطن دوليس إلى مطار أبوظبي باستخدام مزيج من وقود الطيران المستدام ووقود الطائرات عبر مطار شرم الشيخ لنقل المشاركين في قمة المناخ (كوب 27).

لكن التحديات الحالية التي تواجه وقود الطيران المستدام من حيث التشريعات والسياسات والبنية التحتية والإمدادات جعلت هذه الخطة الطموحة صعبة التطبيق، وكان من شأنها أن تقلل بشكل كبير من التأثيرات المناخية.

وكانت التحديات الرئيسية تكمن في كلفة وقود الطيران المستدام وتوفره وكيفية الحصول عليه، ما كان يتطلب نقل الوقود من كاليفورنيا إلى واشنطن العاصمة عبر ناقلة برية، وهذا يعني المزيد من الانبعاثات الكربونية وكلفة مالية إضافية.

وعلاوة على ذلك، يمكن مزج وقود الطيران المستدام مع وقود الطائرات التقليدي بنسبة تصل إلى 50 في المئة فقط، ما يعني أن الخيار الوحيد اليوم لمعالجة النسبة المتبقية والانبعاثات الإضافية هو من خلال نظام حجز وقود الطيران المستدام واستخدامه.

وحققت الرحلة هدف الاتحاد للطيران وشريكها بتأكيد إمكانية تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية في القطاع باستخدام حجز الوقود واستخدامه والمساعدات الحكومية والتعويضات المادية كحل مؤقت حتى تتوفر الموارد والبنية التحتية لتسليم الوقود المستدام.

وقال جين جيبوليس الرئيس التنفيذي لوورلد باور “نقوم بالتزامات طويلة الأمد مع قادة القطاع للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل”.

وأوضح أن التعاون مع الاتحاد للطيران إستراتيجي وله هدف مهم وسيعزز الابتكار والمساءلة لإنتاج الوقود المستدام وتحقيق نتائج ملموسة وجدية للبصمة الكربونية في القطاع.

وسبق أن سيرت الاتحاد للطيران في مطلع 2019 أول رحلة تجارية في العالم باستخدام الوقود البيئي تم إنتاجه محليا في الإمارات، عبر طراز بوينغ 787 مزودة بمحركات جنرال إلكتريك الأميركية.

وقالت ليا بربارة، قائدة فريق إزالة الكربون من قطاع الطيران بالمنتدى الاقتصادي العالمي، إن “هذه الرحلة مثال رائع على تطبيق القطاع لأفكار جديدة طرحها تحالف الأجواء النظيفة للغد”.

وأشارت إلى شهادة وقود الطيران المستدام التي تجعل القطاع بصافي انبعاثات كربونية صفرية ممكنا اليوم، مع رحلات تستخدم وقود الطيران المستدام.

11