الاتحاد للطيران تتجهز لفورة انتعاش في الرحلات الفاخرة

أبوظبي - أعادت شركة الاتحاد للطيران تشغيل طائراتها العملاقة من طراز أيرباص أي 380 بعد ثلاث سنوات في محاولة لجذب مسافري الرحلات الفاخرة المميزة، حتى في ظل مخاوف بشأن مرونة السفر خلال فترات العطلات بعد كوفيد.
وتجدد معظم شركات الطيران مقصورات درجتها الأولى مع عودة الأثرياء إلى السفر مجددا لترفع مستوى الرفاهية إلى عنان السماء.
وتحوّلت مقصورات الدرجة الأولى إلى ما يشبه الغرف الفندقية المصغرة بشكل أكبر حيث تضم الأرائك، وأَسرّة لفردين، وتلفزيونات، ومكاتب وخزانات ملابس ومشارب مصغرة في بعض الحالات، وحجرات استحمام.
ويتم الاستثمار في هذا القطاع رغم بطء النمو الاقتصادي وأزمة كلفة المعيشة. وتراهن الشركات على رغبة عدد كاف من المسافرين في زيادة الإنفاق على الرحلات الجوية المميزة بعد أن قيّدتهم الجائحة وحرمتهم من فرصة السفر.
وتقدم شركة الطيران المملوكة لحكومة أبوظبي الطائرة ذات الطابقين على متن رحلاتها المتجهة إلى مطار هيثرو بلندن، حيث ستسيّر أربع طائرات من طراز أي 380 خلال الصيف الحالي، من إجمالي أسطولها من هذا الطراز والمكون من 10 طائرات.
وتقول الاتحاد إنها شهدت زيادة في عدد المسافرين في السابق بغرض الترفيه على متن رحلاتها في الدرجة الاقتصادية والذين تحولوا إلى الدرجة الممتازة منذ رفع قيود السفر التي كانت مفروضة خلال فترة تفشي الجائحة.
وتضم هذه الطائرة من طراز أي 380 تسع "شقق" من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى جناح من ثلاث غرف حيث يُطلق عليها اسم "ذا ريزيدنس"، بالإضافة إلى 70 مقعداً في درجة رجال الأعمال.
ومن المتوقع أن يتيح ذلك للاتحاد للطيران توفير أكثر من ضعف المقاعد المتميزة على متنها مقارنة بطائرات من طراز 787 من بوينغ والتي كانت تشغلها سابقا على هذه الوجهة.
ورغم أن السفر بغرض الأعمال لا يزال أدنى من مستويات ما قبل الوباء، لا تزال الشركة الإماراتية تشهد ارتفاعاً في الطلب على السفر المتميز خاصة على وجهة لندن – أبوظبي، بحسب إيدوارد فوثرينغهام نائب رئيس الاتحاد للطيران في أوروبا والأميركتين.
ونقلت وكالة بلومبرغ عنه القول إن "المطاعم الحائزة على نجمة ميشلان في أبوظبي والفنادق الخمس نجوم ومناطق الجذب السياحي، مثل عالم فيراري، تشكل عوامل جذب شهيرة للسياح الأثرياء".
ولا يبدو فوثرينغهام قلقا بشأن امتلاء المقاعد على متن رحلات الطائرات أي 380 لأن أبوظبي تربط أوروبا بآسيا، ما يجعلها محطة توقف للسائحين الذين يرغبون في مواصلة السفر إلى وجهات أبعد.
ولفت إلى أن إعادة تشغيل طائرات أي 380 تتيح للشركة الإماراتية "سدّ فجوة"، في الوقت الذي تنتظر فيه شركة الطيران تسلم طلبيات الطائرات المتأخرة، والتي يتوقع بعضها في وقت لاحق من العام الجاري، دون الإدلاء بتفاصيل أخرى.
ولا تزال طيران الإمارات المنافسة المحلية لطيران الاتحاد تعتبر أكبر داعم لطراز أي 380، حيث تشغّل أكثر من 100 من هذا الطراز.
وثمة عدد قليل فقط من شركات الطيران الأخرى، بما في ذلك الخطوط السنغافورية والبريطانية وكانتاس إيروايز قد أعادت تشغيل أساطيلها الأصغر من طائرات أي 380، بعد ارتفاع الطلب عقب انتهاء الجائحة.
وتشغّل طيران الإمارات ست طائرات من طراز أي 380 في رحلات يومية إلى هيثرو في لندن، بالإضافة إلى خدمات إضافية إلى مطار لندن غاتويك.
وتبدو بعض شركات الطيران أقل تفاؤلا بشأن استمرار الطلب القوي لبقية العام مع نفاد الوفورات خلال فترة الجائحة وارتفاع التضخم وزيادة تكاليف المعيشة.
◙ إعادة تشغيل طائرات أي 380 تتيح للشركة الإماراتية "سدّ فجوة" في الوقت الذي تنتظر فيه شركة الطيران تسلم طلبيات الطائرات المتأخرة
وحذرت شركة ألاسكا إير غروب الثلاثاء الماضي من تضرر نتائجها الفصلية مع تراجع أسعار التذاكر وانخفاض السفر المحلي.
كما أعلنت رايان إير هولدينغز، وهي أكبر شركة للطيران الاقتصادي في أوروبا، هذا الأسبوع أنها قد تخفض أسعار التذاكر هذا الشتاء لضمان قدرتها على ملء المقاعد حيث يصبح الركاب أكثر تضرراً من الكلفة لاسيما خلال أزمة كلفة المعيشة.
وحتى مطار هيثرو بلندن حذر أيضاً من أن الطلب على الخدمات الفاخرة قد ينخفض بعد الصيف بسبب ارتفاع أسعار المستهلكين.
ولدى الاتحاد للطيران طلبيات معلقة تشمل 32 طائرة بوينغ طراز 787، و25 طائرة طراز 777 إكس لم تُعتمد بعد، و15 طائرة أيرباص أي 350، وفقاً لبيانات الشركتين المصنعتين.
وأوقفت أيرباص إنتاج أي 380 في 2019 بعدما فشلت في العثور على مشترين للطائرة ذات الطابقين والمزوّدة بأربعة محركات، حيث اختارت شركات الطيران الطرز النفاثة ذات المحركين الأصغر والأكثر رشاقة والتي لديها القدرة على التشغيل لأكثر من مرة يوميا.