الاتحاد الوطني يتفاوض مع الحزب الديمقراطي حول رئاسة العراق من موقع قوة

بغداد - كشفت مصادر قريبة من الاتحاد الوطني الكردستاني عن اتفاق لاستئناف المفاوضات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد عيد الإضحى للتوصل إلى تفاهم بشأن رئاسة الجمهورية في العراق.
وأوضحت المصادر أن الاتحاد الوطني سيتفاوض هذه المرة من موقع قوة مع غريمه السياسي، بعد أن حصل على تعهدات من الإطار التنسيقي بدعم مرشحه للرئاسة بغض النظر عن حدوث اتفاق بينه وبين الحزب الديمقراطي، وإن كان الإطار يفضل حصول توافق في ما بينهما.
ويدعم الاتحاد الوطني الرئيس برهم صالح لولاية جديدة في المقابل يرشح الحزب الديمقراطي وزير داخلية إقليم كردستان شمال العراق ريبير أحمد، وسبق أن جرت مفاوضات بين الجانبين للاتفاق على مرشح واحد لكن الحزب الديمقراطي تعاطى معها باستهانة متمسكا بمرشحه.
وشكل انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية وتسلم الإطار التنسيقي، الذي يمثل المظلة السياسية للقوى الموالية لإيران، لدفة الأمور، إيذانا بمرحلة جديدة لاسيما بالنسبة إلى الطرفين الكرديين، حيث أن التغير الطارئ في المشهد أثر بشكل كبير على الوضع السياسي لكل منهما، وبات الاتحاد الوطني الذي يقوده بافل طالباني في وضع مريح مقارنة بغريمه الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود بارزاني.
وكان الاتحاد الوطني اصطف منذ البداية إلى جانب الإطار التنسيقي، في المقابل راهن الحزب الديمقراطي على التحالف مع التيار الصدري معتقدا أنه سيكون "الورقة الرابحة". وقد أعلنت قيادات في الإطار مؤخرا أنها ستصوت لبرهم صالح مرشح الاتحاد الذي وقف معهم طيلة الفترة الماضية.
◙ الاتحاد الوطني الكردستاني يتفق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني على استئناف المفاوضات بينهما بعد عطلة عيد الإضحى
ومثل موقف الإطار نقطة قوة بالنسبة إلى الاتحاد الذي سيتعاطى خلال مفاوضاته المقبلة مع الحزب الديمقراطي بأكثر أريحية. وقال القيادي في الاتحاد غازي كاكائي في تصريحات صحافية الخميس "نرحب بعودة المفاوضات والحوارات مع الحزب الديمقراطي للاتفاق على مرشح الاتحاد برهم صالح لتولي رئاسة الجمهورية".
وأضاف كاكائي "مفاوضات ما بعد العيد هي الفرصة الأخيرة للديمقراطي للاتفاق بشأن مرشحنا أو الذهاب بمرشحين اثنين لجلسة البرلمان الخاصة برئاسة الجمهورية".
واعتبر القيادي في الاتحاد "أن تصريحات القيادي بالحزب الديمقراطي عبدالسلام برواري حول ترجيح كفة يرهم صالح على مرشحهم لا يعني تنازلا ووصفا آخر وإنما يعني العودة إلى لغة الحوار والعقل فهناك اتفاق سابق لأن يكون أعلى منصب في الإقليم (كردستان العراق) لهم وأعلى منصب في بغداد لنا".
وكان عضو الحزب الديمقراطي برواري قال في تصريح صحافي الثلاثاء إن حظوظ مرشح الحزب ريبير أحمد "أصبحت قليلة بعد مساندة الإطار التنسيقي للاتحاد الوطني الكردستاني".
وأضاف برواري أنه "لا توجد أي أرضية للاتفاق مع الاتحاد بسبب تمسكه بمنصب رئاسة الجمهورية لصالح برهم صالح"، معتبرا أن "دعوة الاتحاد لباقي الأحزاب من أجل الاتفاق لا تصاحبها أي تنازلات من قبلها".
ويستبعد مراقبون أن تقود المفاوضات المقبلة إلى اتفاق بين الجانبين الكرديين، حيث أن الحزب الديمقراطي سيعتبر أي دعم لمرشح الاتحاد على أنه تنازل سيضر بصورته أمام جمهوره، وبالتالي فإن السيناريو الأرجح هو الذهاب لجلسة انتخاب الرئيس بمرشحين كما حصل في العام 2018 والتي فاز خلالها برهم صالح.