الاتحاد الدولي لنقابات العمال يعتزم مواصلة الضغط على قطر بعد المونديال

قطر تواجه انتقادات متزايدة بشأن أوضاع العمال الأجانب.
السبت 2022/12/10
ملف يأبى أن يطوى

باريس - أكد الأمين العام الجديد للاتحاد الدولي لنقابات العمال لوكا فيسينتيني أنه “حالما ينتهي المونديال، سنواصل ممارسة الضغط” على قطر من أجل تحسين شروط العمل.

وتواجه قطر انتقادات متزايدة بشأن أوضاع العمال الأجانب، وسط اتهامات لها بالاستغلال والتمييز، الأمر الذي نفته الدوحة بشدة، واعتبرت أن مثل هذه الانتقادات تندرج في سياق حملة غير بريئة موجهة ضدها لاحتضانها فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم.

الأمين العام الجديد للاتحاد الدولي يسلط الضوء على وجود عقبات هائلة أمام العمّال في قطر بينها الأجور غير المدفوعة

وقبل ساعات على انطلاق ربع نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر اعتبر فيسينتيني، وهو إيطالي الجنسية، أنه “من الصعب جدًا لفت انتباه الرأي العام إلى شروط العمل في البلد” خلال المونديال.

وأضاف “يتركز الانتباه بشكل كامل على المباريات. الأهمّ هو ضمان أنه حالما ينتهي المونديال سنواصل ممارسة الضغط على السلطات وأرباب العمل في قطر”.

وأشار إلى أن نظام “الكفالة” الذي يمنع العمال من تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد دون إذن صاحب العمل “أُلغيَ قانونًا (في قطر) لكن لا تزال هناك مشكلات كبيرة لتطبيق” هذا الإجراء.

ويشرح فيسينتيني، الذي انتُخب في نوفمبر على رأس الاتحاد الدولي لنقابات العمال الذي يضمّ 332 نقابة من 163 دولة، أنه عمليًا لا يزال هناك “الكثير من حالات الأجور غير المدفوعة وعقبات هائلة أمام العمّال الذين يريدون تغيير وظائفهم”.

وأكد أن “هناك الكثير من المشاكل في روسيا (حيث أُقيم مونديال 2018) وفي جنوب أفريقيا (مونديال 2010)” لكن “لا شيء يبلغ المستوى نفسه (الموجود) في قطر” حيث “قضى أناس” وسُجّلت أشكال من “العبودية في العمل”.

ورغم ذلك يشيد فيسينتيني بانفتاح “ثوريّ إلى حدّ بعيد” لمكتب منظمة العمل الدولية في البلاد.

ويأمل أن يتمكن مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ومنظمات رياضية أخرى من إنشاء إطار يسمح بأن تكون المونديالات المقبلة والأحداث الرياضية الكبيرة الأخرى “منصفة وتضمن احترام العمّال وحقوق الإنسان”.

وكان المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبير هونغبو أعرب الاثنين عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق مع الفيفا حول حقوق العاملين في البلدان المرشحة لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وبرزت الأزمة الحقوقية في قطر بعد ورود تقارير عن وفاة الآلاف من العمال خلال عملهم في مشروعات تخص بطولة كأس العالم.

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية العام الماضي أن 6500 عامل أجنبي على الأقل لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها بحق استضافة البطولة، وذلك وفقا لحسابات الصحيفة من سجلات رسمية.

وتوالت بعد ذلك الانتقادات الموجهة إلى الدوحة بشأن استغلال العمال الأجانب. وذكر تقرير لمنظمة العفو الدولية تحت عنوان “الواقع عن كثب 2021”، والمكون من 48 صفحة، أن ممارسات مثل تأخير أو عدم صرف الأجور وفرض رسوم على العمال مقابل تغيير وظائفهم لا تزال منتشرة، على الرغم من الإصلاحات التي أدخلت على نظام العمل في الإمارة الخليجية عام 2014.

3