الاتحاد الأوروبي: حكومة وحدة هي المدخل لإعمار غزة

سفين كون فون بورغسدورف: إعادة الإعمار تتطلب رفع الحصار.
الثلاثاء 2021/06/01
تقييم عاجل للأضرار التي لحقت بقطاع غزة

غزة - أكد الاتحاد الأوروبي أن إعادة إعمار قطاع غزة تتطلب خطوات منها وجود حكومة فلسطينية موحدة، في ظل رفض إسرائيلي أميركي لإشراف حماس على إعادة الإعمار والحصول على المساعدات الدولية.

وقال سفين كون فون بورغسدورف ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في مؤتمر صحافي عقده على أنقاض برج الجلاء المدمّر بمدينة غزة، "هذه الخطوات ليست شروط من الاتحاد الأوروبي لإعادة الإعمار، إنما مسار منطقي للبدء بهذه العملية".

وأضاف "نعتقد أنه على جميع القوى الفلسطينية أن تتفق على حكومة وحدة وطنية، تتولى الإعمار والمسار السياسي، وتكون لديها مهمة ديمقراطية".

ويشكل موضوع إعادة الإعمار في القطاع الذي تحكمه حماس - تعتبرها إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية - محورا في الجهود الدبلوماسية لواشنطن.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إنه يعتزم تأمين مساعدة مالية "كبيرة" بالتعاون مع الأسرة الدولية "لإعادة إعمار غزة"، لكن "من دون إعطاء حماس الفرصة لإعادة بناء نظام أسلحتها".

وشدد على أنّ "الحلّ الوحيد" الممكن للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني هو قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

واشترطت إسرائيل إعادة إعمار غزة بعودة جثث جنودها، فضلا عن هدوء طويل الأمد، حيث قال وزير خارجيتها غابي أشكنازي إن بلاده "لن تسمح بالمضي قدما في إعادة إعمار غزة دون إيجاد حل لعودة مدنيين اثنين ورفات جنديين محتجزين لدى حماس، وأكثر من ذلك عدم السماح للحركة بإعادة بناء قدراتها العسكرية على حساب تأهيل القطاع".

وشدد بورغسدورف على أنه يجب أن تعيش غزة في حالة من الاستقرار والهدوء والسلام، مؤكدا "نريد حلا سياسيا ليس فقط في غزة بل في كل الأراضي الفلسطينية، ولا يمكن العودة إلى نفس أسباب الصراع والأزمات".

واعتبر أنه "يجب على جميع القوى الفلسطينية الاتفاق على حكومة وحدة وطنية تتولى إعادة الإعمار والمسار السياسي، وكذلك عندها مهمة ديمقراطية".

وأوضح "إننا نريد حكومة ديمقراطية منتخبة وصادقة في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية".

ودعا إلى ضرورة إجراء الانتخابات الفلسطينية، قائلا "لا يجوز الاستمرار 14 عاما دون انتخابات".

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا الاثنين إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني والتوحد تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية"، لإفساح المجال للعودة إلى العملية السلمية بالتعاون مع القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لدعم جهود مصر لإعادة الإعمار في قطاع غزة.

وبيّن بورغسدورف أن إعادة الإعمار تتطلب أيضا، بحسب رؤية الاتحاد، "رفع الحصار عن غزة كي يتحرك الناس بحرية"، ولضمان حرية التجارة أيضا.

وحث المسؤول الأوروبي على استغلال الفرصة الحالية من أجل تنفيذ تلك الخطوات وضرورة استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ودعم جهود مصر لتنفيذ ذلك.

وثمّن ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين جهود مصر "الساعية لتمكين سكان غزة من التمتع بالاستقرار والسلام"، مشيرا إلى مساع يبذلها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لـ"ضمان وصول المساعدات العاجلة إلى غزة، في ما يتعلق بالإيواء والمواد الغذائية".

ولفت إلى أن الاتحاد سبق وأن أعلن عن منحة مالية مقدّرة بـ"34 مليون يورو لدعم قطاع غزة، كخطوة أولى".

ووصل بورغسدورف إلى قطاع غزة ضمن وفد دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، في زيارة قصيرة.

وتأتي هذه الزيارة في ظل استمرار مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار بغزة، بين الجانب الفلسطيني وإسرائيل بوساطة مصرية.

ورعت مصر مؤخرا اتفاقا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة، بعد موجة توتر في الفترة من 10 إلى 21 من مايو الماضي أسفرت عن مقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل، إلى جانب دمار واسع النطاق في القطاع.