الاتحاد الأفريقي يبحث عن دور أوسع في الملف الليبي

الاتحاد الإفريقي يتعهد العمل بفاعلية أكبر لتسوية النزاعات خصوصا في الملف الليبي.
الثلاثاء 2020/02/11
تسوية النزاع في ليبيا أولوية قصوى لأفريقيا

اديس ابابا - تعهد الاتحاد الإفريقي في ختام قمته السنوية ليل الإثنين الثلاثاء في أديس أبابا، بأن يكون أكثر حيوية وفاعلية في التوسط في نزاعات القارة، وخصوصا في الملف الليبي الذي استبعد منه إلى حدّ كبير.

ويبدو أن المنظمة الأفريقي قررت أن تأخذ دورا أوسع لوقف الصراع على الأرض الليبية ومنع تدخل الأطراف الخارجية في مقدمتها تركيا.

وقال مفوض الاتحاد الإفريقي للسلام والأمن اسماعيل شرقي، إن الأمم المتحدة، الوسيط الرئيسي في ليبيا "تحتاج إلينا الآن".

وأضاف "إنها مشكلة إفريقية ولدينا حساسية قد لا تتوفر لدى آخرين"، مذكرا بـ"الصلة" بين غياب الأمن في ليبيا وصعود الجماعات الجهادية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو في السنوات الأخيرة، وهي قضية شائكة أخرى يواجهها الاتحاد.

وتتشارك دول جوار ليبيا المخاوف ذاتها بشأن التوتر الأمني المتصاعد لاسيما بعد تدخّل أنقرة لدعم ميليشيات طرابلس بالسلاح والمرتزقة الأجانب القادمين من سوريا، والتي قالت تقارير منظمات دولية إن عدد منهم ينتمي إلى تنظيمات متشددة مثل القاعدة وداعش.

والسبت وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تفهمه لـ"إحباط" الاتحاد الأفريقي الذي "استُبعد" حتى الآن عن الملف الليبي، ووعد بدعم مبادرة لعقد منتدى للمصالحة اتخذت خلال قمة لجنة الاتحاد الأفريقي حول ليبيا الأخيرة.

وفي الفترة الماضية، عزز الاتحاد الأفريقي جهوده من أجل لعب دور أكبر في عملية المفاوضات للوصل إلى تسوية بين أطراف النزاع في ليبيا محتجّا على تجاهله في ما يتعلق بإدارة الملف الليبي.

والنزاع محتدم في ليبيا منذ ابريل 2019، إذ تدور معارك جنوب طرابلس (غرب) بين قوات حكومة فايز السراج، والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يشن عملية لتطهير العاصمة من الميليشيات والمرتزقة.

ودخلت هدنة هشّة حيز التطبيق يوم 12 يناير، وتجري جهود لتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانتهت اجتماعات اللجنتين العسكريتين، الممثلتين لطرفي النزاع، في جنيف برعاية الأمم المتحدة، دون الوصول إلى اتفاق.

وناقش القادة الأفارقة الذين اعترفوا بإخفاقهم في تنفيذ التعهد الذي قطعوه في 2013 بإنهاء كل الحروب في إفريقيا، من الساحل إلى الصومال مرورا بشرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، بشكل رئيسي اثنين من هذه النزاعات: ليبيا وجنوب السودان.

وتم التطرق أيضا إلى النزاع في جنوب السودان الذي أسفر عن سقوط أكثر من 380 ألف قتيل. وقد التقى رامابوزا كلا على حدة رئيس هذا البلد سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار.

وأدى توقيع اتفاق سلام في سبتمبر 2018 إلى تراجع حدة المعارك في جنوب السودان. لكن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عبرت الجمعة عن أسفها لتضاعف العنف المسلح وانتهاكات حقوق الإنسان مع اقتراب تاريخ 22 فبراير الذي يمثل الموعد النهائي لتشكيل الحكومة.

ويواجه كير ومشار صعوبة في تحقيق بعض الترتيبات الهامة الواردة في اتفاق السلام. وتزايد عدد اللقاءات بينهما مؤخرا لحل الخلافات، من دون أن يكون لها أثر عمليّ.