الاتحاد الأفريقي منفتح على دعم الحلول السياسية في السودان

رئيس مجلس السيادة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يبحثان مجريات الأوضاع بالسودان.
الأحد 2022/09/25
البرهان يبحث عن دعم دولي للسودان

نيويورك - أعلن السودان السبت أن الاتحاد الأفريقي أبدى استعداده لاستئناف المشاركة في العملية السياسية بالبلاد وذلك خلال لقاء رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في نيويورك، وفق بيان لمجلس السيادة.

وفي الثامن يونيو الماضي انطلق في السودان حوار وطني لحل الأزمة السياسية برعاية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، وفي الثاني عشر من الشهر ذاته أعلنت الآلية الثلاثية تأجيل جولة الحوار الثانية إلى موعد يُحدد لاحقا.

وبحث البرهان وفكي خلال اللقاء “مجريات الأوضاع بالسودان، لاسيما الأوضاع السياسية والتعقيدات التي تكتنف المرحلة الانتقالية”.

وأعرب المسؤول الأفريقي عن “استعداد الاتحاد لاستئناف مشاركته في العملية السياسية في السودان”، بحسب المصدر ذاته، فيما دعا البرهان “الاتحاد الأفريقي ممثلا في رئيس المفوضية إلى مواصلة مواقفه الداعمة للسودان”.

ومنذ الخامس والعشرين أكتوبر 2021 يشهد السودان احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات رئيس مجلس السيادة الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون “انقلابا عسكريا”.

ونفى البرهان الاتهامات بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال إن إجراءاته تهدف إلى “تصحيح مسار المرحلة الانتقالية”، وتعهد بتسليم السلطة بعد إجراء انتخابات أو توافق وطني.

وبدأت في السودان في الحادي والعشرين أغسطس 2019 مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.

والتقى البرهان السبت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق بيان منفصل لمجلس السيادة.

وأعرب البرهان خلال اللقاء عن “تقدير السودان لمواقف روسيا الداعمة له في مجلس الأمن”، مؤكدا “استمرار التعاون المشترك بين الخرطوم وموسكو في المجالات المختلفة”.

من جانبه أشاد لافروف بـ”موقف السودان المحايد حيال الأزمة بين روسيا وأوكرانيا”، مؤكدا “استمرار دعم روسيا للسودان ووقوفها معه في كل المحافل الدولية”، بحسب المصدر ذاته.

وفي الرابع والعشرين فبراير الماضي أطلقت روسيا هجومًا على أوكرانيا تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية مشددة على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية والتزام الحياد، وهو ما تعده الأخيرة “تدخلا” في سيادتها، حيث انتهجت معظم الدول العربية موقف الحياد من الأزمة.

وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن نوع من التقارب مع النظام العسكري في السودان خوفا من تصاعد النفوذ الروسي، وحملت توجهات السفير الأميركي الجديد لدى الخرطوم جون غودفري بعد أيام من تسلم مهامه تأكيداً على أن واشنطن عازمة على تصويب أخطاء وقعت فيها قادت إلى تنامي نفوذ روسيا والصين في السودان ووسط أفريقيا على حسابها، وهو ما ظهر من خلال انفتاحه على جميع الأطراف ومغازلة قوى الثورة.

عبدالفتاح البرهان دعا الاتحاد الأفريقي، ممثلا في رئيس المفوضية إلى مواصلة مواقفه الداعمة والمؤيدة للسودان

والأسبوع الماضي دشن السفير الأميركي حضوره بلقاء أسر ضحايا احتجاجات وقعت في السودان ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير، والتقى وفدا عن لجان المقاومة التي تقود الحراك في الشارع، وعقد اجتماعا مع تحالف المعارضة الرئيسي المتمثل في قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) ركز فيه على دعم التحول الديمقراطي بقيادة مدنية.

وأكد السفير الأميركي بعد تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس مجلس السيادة أن واشنطن لا تريد خسارة المكون العسكري، وتسعى لإقامة قنوات اتصال مستمرة مع السلطة القائمة، وذلك بعد أن تمكنت من الصمود ما يقرب من عام عقب الانقلاب العسكري في أكتوبر الماضي.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى لتصويب الصورة الذهنية السلبية التي تشكلت عنها، وأنها لم تكن حاضرة بفاعلية حينما نجحت الثورة في الإطاحة بنظام البشير، ولم تقدم الدعم الكافي للقوى السياسية والثورية، وغابت عن الأطراف المؤثرة التي رعت اتفاق الشراكة بين المدنيين والعسكريين.

ويبدو أن تصاعد النفوذ الروسي والصيني في أفريقيا والسودان تحديدا دفع واشنطن إلى تغيير بعض المواقف وعدم اتخاذ نهج متشدد ضد البرهان والقوى العسكرية.

وبعد زيارته إلى نيويورك وصل البرهان مساء السبت إلى مصر في زيارة غير معلنة مسبقا.

وأفادت الرئاسة المصرية في بيان مقتضب بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استقبل البرهان بمطار القاهرة الدولي، دون تحديد مدته زيارته أو تفاصيل بشأنها. وكانت آخر زيارة للبرهان إلى القاهرة في مارس الماضي.

وتتعاون مصر مع السودان في ملفات عديدة أبرزها ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومنصف وملزم لعملية ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وسط مفاوضات ثلاثية متجمدة منذ نحو عام مع أديس أبابا.

وتتمسك دولتا مصب نهر النيل مصر والسودان بالاتفاق لضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل، غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن سدها الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.

وفي أغسطس الماضي أعلنت إثيوبيا إنهاء المرحلة الثالثة من ملء خزّان سدّ النهضة على النيل الأزرق، بحسب ما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وذلك في تحدّ لمصر التي وجهت حينها رسالة جديدة إلى مجلس الأمن الدولي.

وبات مستوى المياه في الخزّان يصل إلى 600 متر، أي أكثر بـ25 مترا مما كان عليه في ختام المرحلة الثانية من التعبئة في الفترة عينها من العام الماضي، بحسب آبي أحمد.

3