الابتكار يهيمن على حدث السيارات الباريسي 2024

وضعت النسخة رقم 90 من معرض باريس للسيارات 2024 والتي أقيمت على مدار أسبوع كامل مؤخرا السيارات الكهربائية والطرز الصغيرة والدفع الرباعي في دائرة الضوء وسط مناخ مليء بالتحديات في القطاع، حيث استعرض المصنّعون لمساتهم الابتكارية في مركبات تحبس الأنفاس.
باريس- استعاد حدث السيارات الباريسي المعروف باسم “مونديال السيارات” بعضا من جاذبيته السابقة بعد نسخة 2022 الباهتة، لكن الأمر لم يكن كما كان من قبل، إذ لا تزال العديد من العلامات التجارية، وخاصة صانعي السيارات الفاخرة والرياضية، غائبة.
وتوافد عمالقة الصناعة إلى المعرض لعرض أحدث مفاهيمهم ونماذج الإنتاج الخاصة بهم، ويتسابقون لجذب انتباه الجمهور من خلال التصاميم الجذابة والتقنيات المستقبلية.
واتجهت الأنظار هذه السنة إلى الموديلات الكهربائية الجديدة التي دشنها أصحابها خصيصا خلال المعرض للفت الانتباه وإشعال المنافسة بينهم وبين مختلف رواد هذا النوع من الماركات التي تكثف جهودها للدفاع عن ريادتها.
وبصرف النظر عن سيارتي ألفا روميو 33 ستراديل وديلاج دي 12 المباعتين بالكامل، كانت هناك “منطقة الأحلام” المحدودة وتعرض عددا قليلا من سيارات آستون مارتن وبنتلي ورولز رويس.
وركز معرض باريس للسيارات، الذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي في دورته الحالية، بشكل كبير على التنقل الكهربائي، لاسيما مع العرض العالمي الأول لنماذج مختلفة تم إنتاجها في فرنسا وأوروبا وآسيا.
ومع ذلك، فإن عودة فولكسفاغن وأودي وبي.أم.دبليو إلى حدث خارج ألمانيا يعد علامة إيجابية. واستضافت خمس قاعات في بورت دو فرساي 47 مُصنّعا كشفوا عن 25 عرضا عالميًا لأول مرة، مع احتضان قرابة نصف مليون زائر.
وفتح غياب معرض جنيف للسيارات بعض المساحة في التقويم، لكن الحاجة إلى منع المنافسين الصينيين من تحقيق مكاسب، وضرورة إعادة الاتصال بقاعدة زبائن مشوشة في سوق صعب، تفسر الاهتمام المتجدد من الصناعة.
وبالنسبة إلى المصنعين الفرنسيين كان هذا الحدث فرصة لتقديم بصمتهم الابتكارية، فقد حققت رينو، التي تعتبر معارض السيارات جزءا إستراتيجيا من خطتها التسويقية، عرضا قويا في باريس.
ويتزامن الصالون مع الإطلاق التجاري لسيارة رينو 5 الكهربائية، وهي إعادة تفسير لنموذج السبعينات والثمانينات الشهير الذي يهدف إلى جذب الزبائن الذين ما زالوا متشككين بشأن السيارات الكهربائية، من خلال اللعب على الحنين وذكريات الطفولة.
وطرحت بعض أكبر شركات صناعة السيارات في فرنسا أحدث موديلات السيارات الكهربائية الخالية من الترخيص، والتي تسمّى أيضا السيارات المخصصة للمدن المزدحمة.
وهذه السيارات بشكل عام هي سيارات صغيرة خفيفة الوزن وموفرة للوقود مع محرك صغير، وتستخدم بشكل رئيسي في المدن للنقل المحلي.
وكان أحد أولئك الذين أثاروا بعض الضجة بيجو عندما قدمت نظاما ضمن عجلة القيادة أطلقت عليه اسم “هايبر سكوير” بشكل مستطيل يشبه وحدة التحكم في ألعاب الفيديو، سيتم إنتاجه اعتبارا من عام 2026.
وتأمل الشركة الفرنسية أن يكون التصميم المبتكر جذابًا بشكل خاص للجمهور الأصغر سنا.
وتبلغ قيمة السوق الأوروبية لهذه السيارات الصغيرة حوالي 401.6 مليون يورو. ومن المتوقع أن تتضاعف تقريبًا بحلول عام 2030، وفقًا لدراسة أجرتها شركة ستيلار ماركت الاستشارية.
وقدمت شركة موبيليزي، العلامة التجارية للسيارات الصغيرة من رينو، سيارتين جديدتين من هذا النوع لأول مرة في المعرض.
وطراز ديو الذي تصنعه الشركة الفرنسية، والتي تم عرضها الأول خلال نسخة 2022 من المعرض، هي سيارة ذات مقعدين يزيد طولها عن المتر بقليل ويمكن لأيّ شخص يزيد عمره عن 14 عامًا قيادتها.
وبحسب المواصفات الفنية للمركبة، يمكن أن تصل سرعتها إلى 45 كيلومترا في الساعة، ويصل مداها إلى 161 كيلومترا، قبل أن تحتاج إلى إعادة الشحن خلال 5.5 ساعة، من خلال توصيلها بمنفذ قياسي.
كما ظهرت سيارة بينتو، الملقبة بـ”المنفعة الصغيرة” للعلامة التجارية بسبب صندوقها الذي تبلغ سعته 868 لترا، لأول مرة في المعرض.
وفي مكان آخر، كشفت شركة بي.واي.دي الصينية لصناعة السيارات الكهربائية عن طراز يانغ وانغ يو 8 للجمهور الفرنسي لأول مرة.
وتقول الشركة إن سيارة الدفع الرباعي الهجينة قادرة على “السباحة” لمدة تصل إلى نصف ساعة، والوقوف بشكل جانبي والقيام بدورة كاملة على الفور.
ويمكن لطراز يانغ وانغ يو 8 القيام بهذه المناورات بفضل أربعة محركات كهربائية، واحد في كل عجلة. كما أن قدرة السيارة على الطفو ليست مجرد أداة، حيث أن الميزة يمكن أن تكون منقذة للحياة في حالة حدوث فيضانات أو وقوع حادث يتعلق بالمياه.
وسلّط المعرض الضوء على إعادة تدوير البلاستيك. وباعتبارها شريكا في المنظمة البيئية تدعى “تنظيف المحيط” منذ عام 2022، توفر كيا حماية لصندوق سيارتها إي.في 3 المصنوعة من البلاستيك الملقى في البحر المعاد تدويره بنسبة 40 في المئة.
◄ معرض باريس للسيارات ركز بشكل كبير على التنقل الكهربائي، لاسيما مع العرض العالمي الأول لنماذج مختلفة تم إنتاجها في فرنسا وأوروبا وآسيا
واستفادت كيا من المعرض الذي يقام حاليًا في باريس لكشف النقاب عن أول ملحق للسيارات مصنوع من البلاستيك المستخرج من دوامة النفايات في شمال المحيط الهادئ.
وخلال أيام المعرض قدمت فولكسفاغن التي تعاني من أزمة العرض الأول لسيارتها تايرون متعددة الأغراض ذات السبعة مقاعد، وهي مجموعة تأتي كسيارة هجينة خفيفة أو هجينة تعمل بالكهرباء.
وتايرون هي ثاني أكبر سيارة دفع رباعي للشركة الألمانية في أوروبا، بعد طراز توريغ، وهي متاحة للطلب بسعر يبدأ من 45.4 ألف يورو. كما كشفت سيتلانتيس عن طرازين جديدين في المعرض وأعلنت المجموعة، التي تمتلك أسماء معروفة بما في ذلك جيب ودودج وفيات وكرايسلر، عن سيارتي ستروين سي 4 وسي 4 إكس المدمجتين الجديدتين.
ويحتوي الطرازان على إصدارات هجينة وكهربائية ومحركات احتراق نقية، وهو ما يجعلهما من بين أفضل المركبات الجديدة في فئتهما.