الابتكار يعزز الروح المعنوية

الهوايات تسمح لنا بالاسترخاء وتُسعد الطفل الذي مازال بداخلنا، وتشعرنا بالقدرة على الخلق والإبداع بدرجة تجعلنا نثق في قدراتنا وإمكانية سيطرتنا على حياتنا.
الأحد 2020/03/29
الأنشطة الإبداعية تعدّ فعّالة ضد التوتر

تجعلنا الهوايات الإبداعية مثل صناعة المجوهرات أو الخياطة ننغمس في أنشطة المنزل بطريقة تعزز ثقتنا، واسترخاءنا، وتقلل توتّرنا.

عبّر عن مشاعرك بالأنشطة الإبداعية

الإجهاد، التعب، الانزعاج… هذه المشاعر تملأ الفترات التي نشعر فيها بالتوتر. وتؤكد فاليري باروا، مدرّبة الاسترخاء، لمجلة صحة الفرنسية أن الأنشطة الإبداعية تعدّ فعّالة ضد التوتر الذي نواجهه في حياتنا اليومية، واعتمدت الرسم كمثال على هذه الأنشطة.

وتسمح لك هذه الأنشطة بموازنة مشاعرك وتركيز طاقتك بغض النظر عن طبيعتها، طالما كنا نشعر بالرضا عمّا نفعله.

وتضيف ماري لوري دوبوا، وهي معالجة بالفن، أن تكريس الذات لهواية إبداعية يساعدنا على التخلص من ضغوطنا بفضل منفذ معيّن يعطينا نتيجة إيجابية في المقابل لممارستنا أنشطة نحبها. يمكننا بعد ذلك أن نتأمّل لنرى ما أثّر علينا سلبا ونتجاوزه.

تخلص من الأفكار السلبية

تؤثر فينا كل الأفكار باستمرار إذا تزامنت مع غياب الراحة النفسية. وتوضح فاليري بارويس “عندما تقوم بنشاط يدوي، يركّز العقل على العمل المنجز متجاهلا الأفكار السلبية. عندما نصنع شيئا بأيدينا، لا نفكّر في كل المشكلات اليومية الصغيرة التي تشوشنا”.

إعادة التركيز

تعدّ الحياكة مثلا طريقة للتعامل مع التوتر بنمط يشبه التأمل، وتقودنا هواياتنا الإبداعية إلى تلك الحالة، وهو ما أكدته الطبيبة النفسية فرانسواز دورن معتبرة أن هذه الهوايات تسمح لنا بالاسترخاء وتُسعد الطفل الذي مازال بداخلنا، حيث نترك التوتر والمشاعر السلبية خلفنا للدخول في حالة التأمل التي تبعث فينا البهجة على الفور.

وأضافت سيلفي فيربوا “يسمح لنا هذا بعيش لحظات من الصمت الداخلي، إنها رحلة لا تحدث دفعة واحدة، لكنها تشعرنا بنوع من الحرية”.

العثور على معنى للحياة

الحياكة تعدّ طريقة للتعامل مع التوتر بنمط يشبه التأمل
الحياكة تعدّ طريقة للتعامل مع التوتر بنمط يشبه التأمل

اليوم، نشعر بأن كل شيء يخرج عن سيطرتنا، تتخذ مجموعة من الأطراف والعوامل الخارجية القرارات التي تهمنا. وتقول فلورنس سيرفان شرايبر “تعدّ هذه الأنشطة انتصارات صغيرة تعيد لنا زمام حياتنا”. ويمكن أن ننظر لما صنعناه ونقول “لقد فعلت ذلك”. يمنحنا صنع سوار بأنفسنا الشعور بالفرحة، أكثر من شرائه من المتاجر، ونكون فخورين بأننا فعلنا كل ذلك مهما كانت النتيجة.

تطوير الثقة بالنفس

تشعرنا هذه الأنشطة بالقدرة على الخلق والإبداع بدرجة تجعلنا نثق في قدراتنا وإمكانية سيطرتنا على حياتنا، من العمل إلى العلاقات الأسرية. وتقول فرانسواز دورن “مع ذلك، تتيح لك الهوايات الإبداعية أن تتعجب من المواهب التي تكتشفها في نفسك. إنها هدية نقدمها لأنفسنا. نرى أنفسنا قادرين على تحقيق شيء ما، ونكتشف مواهب غير متوقعة”.

سماع اللاوعي

قد تكون هذه واحدة من أكثر الفوائد المدهشة التي يمكن توقعها من الحياكة أو لصق أوراق صغيرة، فهي تتيح لنا تحرير جزء من اللاوعي.

تقول فلورنس سيرفان شرايبر “في ورش السعادة التي أديرها، أطلب من الناس أن يسردوا الطريقة التي يرون بها أنفسهم في غضون سنوات باستعمال صور من المجلات. في البداية يبدو النشاط بلا مغزى، لكن تجعل هذه الصور اللاوعي يتكلم تدريجيا عن طموحاتنا، وما نحبه، وما نود أن نكون”.

21