الإيسيسكو تدرج مواقع مغربية وإماراتية في لائحة تراث العالم الإسلامي

لجنة التراث في العالم الإسلامي تنتخب المكتب الجديد للسنوات الأربع القادمة.
الأربعاء 2023/12/20
تراث إسلامي حي

الرباط - انطلق الاثنين في الرباط، الاجتماع الحادي عشر للجنة التراث في العالم الإسلامي بتشكيلها الجديد، التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، حيث شهد اجتماع اللجنة بمقر المنظمة في الرباط، انتخاب المكتب الجديد للسنوات الأربع القادمة، حيث توافق الأعضاء على اختيار محمد العيدروس ممثل السعودية رئيسا، وفادي عبدالله يوسف بلعاوي ممثل الأردن نائبا للرئيس، وندى خادي ضيوف ممثلة السنغال مقررا.

وأكد الأكاديمي سالم المالك المدير العام للإيسيسكو على نجاح مركز الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي في التغلب على عدد كبير من التحديات التي واجهته، وذلك من خلال استقطاب كفاءات وخبرات متميزة، وأن المركز يسعى إلى تسجيل ألف عنصر ثقافي مادي وغير مادي في أفق عام 2025.

وعقب اختيار المكتب للأعضاء تواصلت جلسات عمل اللجنة لمناقشة الملفات التي تقدمت بها الدول لتسجيل مواقعها التاريخية وعناصرها الثقافية على قوائم التراث في العالم الإسلامي.

وفي هذا الإطار صادقت اللجنة على إدراج ثمانية عناصر من التراث غير المادي باسم المغرب وموقعين إماراتيين.

لجنة التراث في العالم الإسلامي صادقت على إدراج ثمانية عناصر من التراث غير المادي المغربي وموقعين إماراتيين
لجنة التراث في العالم الإسلامي صادقت على إدراج ثمانية عناصر من التراث غير المادي المغربي وموقعين إماراتيين

 وذكرت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية أن لجنة التراث في العالم الإسلامي اختارت لقوائم التراث في العالم الإسلامي كلا من صناعة الحلي من الخرز، ونسج الحايك والبرنوص بفجيج، والدباغة، وفن فروسية ماطا، وخزف آسفي، والتلبي، وأغاني ورقصة عواد آيت بعمران، واللعبة التقليدية “السيك”.

وحسب المصدر ذاته، فإنه بإدراج هذه العناصر، ارتفع رصيد المغرب من العناصر المسجلة في قائمة الإيسيسكو إلى 54 عنصرا، لتتموقع كأول دولة إسلامية في الترتيب.

كما أضافت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” موقعي “مليحة الأثري” و”حصن وفلج الذيد” في إمارة الشارقة إلى لائحة التراث في العالم الإسلامي.

وكانت هيئة الشارقة للآثار أنجزت ملف ترشيح متكاملا لموقع مليحة الأثري تحت عنوان “مليحة: فترة ما قبل الإسلام في جنوب شرق الجزيرة العربية” تناول الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية للموقع، إضافة إلى العناصر المعمارية الأثرية التي ظهرت خلال عمليات التنقيب المستمرة ومقتنياته المكتشفة وتقارير حالة صونها والمحافظة عليها، إذ يأتي إدراج الموقع ضمن إستراتيجية وخطة الهيئة للمحافظة على مواقع التراث الثقافي المادي في الإمارة ومشاركتها مع العالم وتسجيلها على قوائم التراث الدولية للتعريف بها وتحسين عوامل الجذب السياحي لها بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة.

ويستند إدراج موقع مليحة الأثري على هذه اللائحة نسبة إلى ما تمثله مدينة مليحة في فترة ما قبل الإسلام من ذروة الحضارة القديمة في هذه المنطقة والتي امتد تأثيرها الثقافي من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى الثالث الميلادي، ما يؤكد القيمة الأثرية الثقافية للمكتشفات المتمثلة باتصالات مليحة الخارجية والدور الحيوي الذي لعبته في تجارة القوافل، كونها جزءا رئيسيا من شبكة التجارة عبر صحراء شبه الجزيرة العربية والتي ربطت بين سواحل المحيط الهندي والبحر المتوسط.

Thumbnail

ويمثل هذا الإدراج إنجازا إضافيا لموقع مليحة لما يتمتع به من أهمية أثرية مميزة، خصوصا وأنه أدرج مطلع العام الجاري على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو.

وجدير بالذكر أن أعمال التنقيبات والأبحاث بدأت في موقع مليحة على يد فرق محلية منذ سبعينات القرن الماضي.

ونجحت هيئة تنفيذ المبادرات في إمارة الشارقة “مبادرة” بالتعاون مع هيئة الشارقة للآثار في ترشيح وتسجيل “حصن وفلج الذيد” على لائحة الإيسيسكو.

وكانت “مبادرة” قد قامت في عام 2017 بالتعاون مع “الشارقة للآثار” بترميم مبنى حصن الذيد والفلج وذلك لما في مدينة الذيد من شواهد تاريخية أصيلة ومواقع أثرية لها دلالات على إرث وصفات أهل المنطقة وما شهدته من أحداث.

ويأتي إدراج حصن وفلج الذيد لما يمثله نظام الأفلاج والشريعة من أهمية أثرية واقتصادية في مدينة الذيد حيث يعتبر الفلج أحد أقدم الشواهد الأثرية على الحياة في المدينة ويمتاز بالتقنيات الهندسية القديمة التي تضمن الاستدامة والعدل في توزيع الموارد المائية على أبناء المجتمع المحلي وخدمة القوافل التجارية التي كانت تمر بالمدينة نظرا إلى موقعها الإستراتيجي الذي يربط بين المدن، ولوجود العناصر الدفاعية للحماية كحصن الذيد الذي يعتبر شاهدًا على تاريخ المدينة العريق، والذي كان واحدا من أهم مقومات أمن وسلامة سكانها وطرق القوافل التجارية.

وجدير بالذكر أن لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” تعنى بحماية التراث الثقافي والتراث الطبيعي، وهو ما يعزز من الحفاظ على المواقع والعناصر المختارة وتثمينها.

12