الإيرانيون يؤدون مناسك العمرة لأول مرة منذ ثماني سنوات

رحلات جوية ستقلع من عشر مطارات في أنحاء إيران لنقل الإيرانيين الراغبين في أداء العمرة في مكة وذلك في أحدث مؤشر على تحسن العلاقات بين الدولتين.
الأربعاء 2023/12/13
الإيرانيون يؤودون منذ 2006 فريضة الحج فقط بموجب حصص وتوقيتات سنوية صارمة

طهران - ذكرت وسائل إعلام إيرانية اليوم الأربعاء أن الإيرانيين سيسافرون للمرة الأولى منذ ثماني سنوات لتأدية العمرة في السعودية عبر رحلات منتظمة اعتبارا من 19 ديسمبر في أحدث مؤشر على تحسن العلاقات بين الدولتين.

وقالت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية إن رحلات جوية ستقلع من عشر مطارات في أنحاء إيران لنقل إيرانيين يسافرون لأداء العمرة في مكة.

وأضافت الوكالة أن أول مجموعة من المعتمرين الإيرانيين ستسافر اعتبارا من 19 ديسمبر.

وكان وزيرا الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والإيراني حسين أمير عبداللهيان قد اتفقا خلال اجتماعهما في يونيو الماضي على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتسهيل منح التأشيرات للمواطنين. 

وليست هناك رحلات جوية منتظمة ومباشرة بين البلدين منذ سنوات. وفي الوقت الحالي، لا تنطلق سوى رحلات جوية عرضية من إيران لنقل الحجاج.

وتوسطت الصين في اتفاق أبرم في مارس استأنفت بموجبه إيران والسعودية العلاقات الدبلوماسية الكاملة التي انقطعت عام 2016 بسبب إعدام الرياض لرجل دين شيعي وما تلا ذلك من اقتحام السفارة السعودية في طهران.

ومنذ عام 2016 يؤدي الإيرانيون فريضة الحج فقط بموجب حصص وتوقيتات سنوية صارمة. وبذلك يستطيع الإيرانيون الآن الذهاب لأداء مناسك العمرة أيضا.

وتهدف المفاوضات بين إيران والسعودية أيضا إلى إعادة السياحة غير الدينية بين البلدين برحلات جوية تربط عاصمتيهما.

وقالت وكالة فارس إن من المتوقع أن يسافر ما يصل إلى 70 ألف معتمر إيراني إلى السعودية بحلول نهاية فبراير 2024.

وأعادت إيران والسعودية افتتاح سفاراتيهما في يونيو كما تبادل مسؤولو البلدين الزيارات بهدف تنفيذ الاتفاق الذي أعاد العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهما، على كافة المستويات.

ومنذ توصل طهران والرياض، إلى اتفاق لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية، خرجت تصريحات متعددة من الجانبين بشأن ضرورة التأسيس لعلاقات اقتصادية قوية بين البلدين إلى جانب العلاقات الاقتصادية.

وتأمل طهران التي تواجه أوضاعا اقتصادية صعبة على خلفية العقوبات الأميركية المشددة في استقطاب استثمارات سعودية لإنعاش اقتصادها في مواجهة العقوبات. لكن ثمة شكوكا بإمكانية توجه الرياض نحو الالتفاف على هذه العقوبات في ظل علاقاتها المتحالفة مع الولايات المتحدة وكذلك عدم تطور العلاقات مع طهران إلى مستويات عالية تتجاوز الخلافات إلى بناء علاقات قوية على مختلف المجالات منها المجال الاقتصادي.

وتشير مؤشرات حاليا إلى المضي البلدين قدما في تأسيس غرفة تجارية مشتركة، وهي الفكرة التي اقترحها وزير الاقتصاد والشؤون المالية الإيراني، إحسان خاندوزي، خلال أبريل الماضي.

وفي هذا الإطار، شرع القطاع الخاص الإيراني في اتخاذ إجراءات لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع السعودية، وبدء تبادل زيارات وفود رجال الأعمال لتشدين تبادل تجاري بين البلدين، يركز على قطاعات عدة، على رأسها النفط والغذاء.