الإنسان ينقل كورونا إلى صديقه الأليف في غياب الاحتياطات

الكلاب والقطط غير معدية للبشر لكن يمكن أن تكون "خزانا فايروسيا".
الثلاثاء 2021/07/06
الحيوان الأليف لا يصيب مالكه بالعدوى

ازداد تعلّق البشر بالحيوانات الأليفة أثناء فترة الحجر الصحي الذي فرضه تفشي وباء كورونا. وبعد أن ثبت أن القطط والكلاب لا تنقل العدوى إلى أصحابها من البشر، فإنّ دراسات حديثة توصلت إلى أن الإنسان هو الذي ينقل الفايروس للحيوانات المنزلية، لذلك ينصح العلماء بزيادة الحذر في العلاقة مع الصديق الأليف.

أمستردام – إذا كنت تعتقد أنك مصاب بفايروس كوفيد – 19، فقد يكون من الأفضل أن تبتعد عن حيواناتك الأليفة، حسبما قالت مؤلفة دراسة هولندية توصلت إلى احتمال إصابة عدد كبير من الكلاب والقطط بالعدوى.

وأخذ باحثون من مدينة أوتريخت الهولندية عينات دم ومسحات من أنف قطط وكلاب أصيب أصحابها بالفايروس، وأظهرت النتائج أن ربع الحيوانات التي أصيبت بالعدوى ظهرت عليها أعراض المرض رغم أن مساره لم يكن خطيرا.

وقالت الدكتورة إلس بروينز من جامعة أوتريخت “يصاب حوالي واحد من كل خمسة حيوانات أليفة بالمرض من أصحابه” رغم عدم وجود حالات معروفة لانتشار المرض من الحيوانات الأليفة إلى البشر.

ومنذ بدء تفشي الوباء، ظهرت تقارير عن إصابة قطط بكوفيد – 19 جراء الاحتكاك بأصحابها في بلدان شملت هونغ كونغ وبلجيكا والولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا.

ووقالت بروينز “لحسن الحظ، لا تمرض الحيوانات بشدة بسبب ذلك”.

وفي الدراسة التي قُدّمت الأسبوع الماضي في ورقة بحثية في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، اختبر 156 كلبا و154 قطا من 196 أسرة في منازل كان من المعروف أن أصحابها أصيبوا بفايروس كورونا.

ووُجدت لدى حوالي 17 في المئة من الحيوانات، 31 قطا و23 كلبا، أجسام مضادة لكوفيد – 19، مما يشير إلى أنها أصيبت.

بالإضافة إلى ذلك، كانت ستة قطط وسبعة كلاب، أو 4.2 في المئة من الحيوانات، مصابة بعدوى نشطة كما يتضح من اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل.

Thumbnail

ولفتت بروينز إلى أن الاختبارات اللاحقة أظهرت أن تلك الحيوانات تعافت بسرعة، ولم تنقل العدوى إلى حيوانات أليفة أخرى في نفس المنزل.

ومنذ مارس 2020 أظهر معهد البحوث البيطرية في هاربين بالصين لأول مرة أن فايروس كورونا الجديد يمكن أن ينتشر بين القطط، حيث أكد الطبيب البيطري هوالان تشن في ذلك الوقت أن القطط يمكنها أيضا نقل الفايروس في ما بينها، لكن ذلك لا يتم بسهولة كبيرة.

ووضّحت بروينز أن عاطفة أصحاب القطط والكلاب قد تلعب دورا في ارتفاع معدلات الإصابة لدى الحيوانات الأليفة.

وفسّرت “يبقى الكثير من أصحاب الحيوانات الأليفة على اتصال وثيق جدا بحيواناتهم، وينامون معهم في فراشهم. لذلك، يمكنك أن تؤكد أن هناك اتصالا وثيقا، يُمكّن من حدوث هذا الانتقال”.

لكن لا يجب على أصحاب القطط والكلاب أن يشعروا بالقلق من ذلك، فالحيوانات قادرة على تطوير أجسام مضادة للفايروس بسرعة، فقط يجب على أي شخص مصاب بكورونا أن يقيد حركة القطط والكلاب مؤقتا، كما يجب على الأشخاص الأصحاء غسل أيديهم جيدا بعد مداعبة الحيوانات.

وينصح الباحثون بابتعاد الحيوانات البرية عن الحيوانات الأليفة، خاصة وأن هناك شبه اتفاق على أن مصدر الفايروس هي الحيوانات البرية، إذ تعتبر الخفافيش المصدر الأكثر احتمالا لظهور فايروس كورونا، وكان من المعروف منذ الأشهر الأولى للوباء، أن الثدييات غير البشرية يمكن أن تصاب بالعدوى، لكن القليل منها يصاب بأعراض خطيرة.

عاطفة أصحاب القطط والكلاب قد تلعب دورا في ارتفاع معدلات الإصابة بفايروس كورونا لدى الحيوانات الأليفة

ويفترض أطباء بيطريّون أن يكون هناك نوع آخر لعب دور “الوسيط” لنقل الفايروس بين الخفافيش والبشر في ديسمبر 2019 بمدينة ووهان، لكن بقي نوع هذا الوسيط غير محدد إلى حدّ الآن، رغم أنه من المعروف أن المنك قد أصيب بالعدوى من البشر ثم نقل المرض إلى البشر الآخرين.

ويعرف كلب الراكون بأنه ناقل لفايروس كوفيد – 19، لذلك يتوقع عالم الفايروسات الألماني كريستيان دروستن بأن يكون المصدر الذي نقل الفايروس للإنسان.

وقال دروستن “كلاب الراكون يتم اصطيادها على نطاق واسع في الصين، حيث تتم تربيتها من أجل الاستفادة من فرائها”. لذلك يعتبر دروستن، أنه من الواضح أن يكون هذا الكلب هو “المشتبه به الرئيسي” في نقل الفايروس.

ويُشتبه في أن يكون البنغول الوسيط الذي ساهم في نقل الفايروس من الخفافيش إلى الإنسان. وقد تمكن باحثون من هونغ كونغ والصين وأستراليا من اكتشاف فايروس كورونا في البنغول الماليزي يشبه بشكل مثير للدهشة فايروس كورونا، حسب دراسة نُشرت في مجلة “نيتشر” في مارس 2020، ويتم تداول البنغول بشكل غير قانوني في أسواق الحياة البرية الصينية.

وقام الطبيب البيطري هوالان تشن بتجارب على القوارض أيضا، وتوصل إلى نتيجة أنه يمكن لفايروس كورونا أن ينتقل بينها كما يحدث ذلك لدى القطط.

وتتم العدوى عن طريق تطاير القطيرات، بالمقابل يقول باحثون إنه لا داعي للقلق من أن ينتقل فايروس كورونا عن طريق الدجاج إلى الإنسان، لأن الدجاج عمليا محصن ضد فايروس كورونا، وهذا ينطبق، بالمناسبة، أيضا على البط وأنواع أخرى من الدواجن.

لكن يحذر العلماء من أن تكون الحيوانات الأليفة بمثابة “خزان فايروسي” يسمح باستمرار انتقال الأوبئة، وقالوا إنه من المهم تحسين الفهم الشائع المتعلق بما إذا كان بالإمكان قيام الحيوانات الأليفة بإصابة البشر بالفايروس.

Thumbnail
17