الإمارات وإسرائيل تتجهان لشراكة اقتصادية شاملة هذا الشهر

دبي – أعلن السفير الإماراتي في إسرائيل محمد آل خاجة أن الإمارات وإسرائيل تتطلعان إلى إبرام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة قبل نهاية الشهر الجاري.
وكتب على حسابه على موقع تويتر الأربعاء "تتطلع دولتا الإمارات وإسرائيل إلى إبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة قبل نهاية الشهر".
وأضاف أن "الإمارات لا تزال على ثقة في أن اتفاقية للشراكة الشاملة مع إسرائيل ستكون بمثابة حافز للمزيد من الازدهار الاقتصادي".
وانطلقت المحادثات الرسمية بين الإمارات وإسرائيل للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة في نوفمبر الماضي، خلال لقاء عبر الاتصال المرئي بين وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري ونظيرته الإسرائيلية أورنا باربيفاي، بحضور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وسفير دولة الإمارات لدى إسرائيل.
وتصب اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين في تقوية العلاقات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري إلى مستويات أعلى، وخلق ثروة من الفرص الاستثمارية الجديدة لشركات البلدين والمنطقة، والتأسيس لمرحلة جديدة من التعاون المشترك لتحقيق السلام والازدهار والاستقرار الإقليمي.
وتهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة إلى البناء على ما تحقق من تطور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الفترة الماضية، إذ بلغت قيمة التجارة البينية للبلدين أكثر من 3.5 مليار درهم خلال عام، منذ التوقيع على الاتفاق الإبراهيمي للسلام في سبتمبر 2020 حتى نهاية سبتمبر 2021. وتجاوزت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين 2.9 مليار درهم خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري.
وجاء إطلاق محادثات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإسرائيل تنفيذا للخطط المعلنة تحت مظلة "مشاريع الخمسين"، لتوسيع آفاق شراكات دولة الإمارات الاقتصادية مع ثمانية أسواق عالمية مؤثرة، ضمن استراتيجيتها الطموحة للخمسين عاما المقبلة، لبناء اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة والابتكار، والذي يتمتع بقدر أكبر من الحيوية والتنافسية والانفتاح والمرونة.
ومنذ إبرام الإمارات وإسرائيل اتفاق سلام في واشنطن في سبتمبر من عام 2020، وقّع الجانبان على العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات. كما زار رئيس إسرائيل إسحاق هرتسروغ ورئيس وزرائها نفتالي بينيت أبوظبي.
وكان التعاون الثنائي بين الإمارات وإسرائيل قد شهد تطورات ملحوظة عقب توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام، خصوصا في مجالات الطاقة والبيئة والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة والتعليم والبحوث، وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وقد جرى التوقيع على أكثر من 60 اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، كما جرت محادثات لاستكشاف آفاق تعاون أرحب في مجالات الطيران، والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، وتحلية المياه، والذكاء الاصطناعي وغيرها من مجالات وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
ومن بين أبرز هذه الاتفاقيات صفقة بقيمة مليار دولار أبرمتها "مبادلة للبترول" الإماراتية، للاستحواذ على حصة تبلغ 22 في المئة في حقل غاز تمار البحري من "ديليك للحفر" الإسرائيلية.
وكانت شركتا "إسرائيل إلكتريك" المملوكة للدولة، و"إنرجروب" للاستثمار المستدام ومقرها الإمارات، وقعتا منذ أيام قليلة اتفاقا مبدئيا لتوليد الهيدروجين الأزرق والأخضر. ولم يكشف عن التفاصيل المالية للاتفاق.
وبموجب الاتفاق، ستتعاون الشركتان في تطوير وتنفيذ وتشغيل مشاريع الهيدروجين الأخضر والأزرق.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في وقت سابق إن بلاده بدأت بناء "أول محطة هيدروجين صديقة للبيئة بالشرق الأوسط"، وقد تم اختبارها، في الوقت الذي كشف فيه أن الإمارات تهدف إلى الاستحواذ على 25 في المئة من سوق وقود الهيدروجين العالمية بحلول 2030، وأنها تنفذ أكثر من سبعة مشروعات طموحة لإنتاج الهيدروجين، وتستهدف أسواق التصدير الرئيسة، من بينها اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والهند.
ووقّعت الإمارات وإسرائيل في فبراير الماضي مذكرة تفاهم تهدف إلى تشجيع وتطوير السياحة بين البلدين، وتعزيز التعاون بين مؤسساتهما السياحية في كل من القطاعين العام والخاص، وتسهيل تبادل المعلومات المتعلقة بالسياحة والسفر في البلدين، بما في ذلك الفعاليات السياحية المخطط لها.
كما وقّع البلدان في نهاية شهر نوفمبر الماضي، مذكرة تفاهم مشتركة لتعميق العلاقات المرتبطة بقطاع الطاقة بين البلدين، وإطلاق مباحثات شراكات ثنائية تدعم مستهدفاتهما بشأن مستقبل الطاقة النظيفة.
ووفقا لمذكرة التفاهم، سيتعاون الطرفان في تبادل المعلومات والمعرفة والخبرات، وعقد اجتماعات رفيعة المستوى للتباحث في القضايا ذات الارتباط بتخزين الطاقة، لاسيما النظيفة منها، والأمن السيبراني المادي في البنية التحتية، والطاقة الأحفورية، وشبكة الكهرباء، والشبكة الذكية، والهيدروجين، وقضايا المياه، وسبل دعم استراتيجيات الطاقة في الإمارات وإسرائيل.