الإمارات وأربع دول تطالب بجلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن غزة

الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي وتوقيف 20 من أعضاءها، بينما أطلق جناحها المسلح صواريخ باتجاه القدس للمرة الأولى منذ بدء التصعيد.
الأحد 2022/08/07
عملية الفجر الصادق تتواصل لليوم الثالث

غزة (الأراضي الفلسطينية) – أعلنت الإمارات، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن، تقدم 5 دول بينها الصين وفرنسا بطلب لعقد جلسة مغلقة الاثنين بشأن التطورات في غزة، فيما يتواصل التصعيد العسكري بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي لليوم الثالث على التوالي ليصل مداه إلى مدينة القدس.

وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة، في وقت متأخر مساء السبت، عبر حسابها على تويتر "نظرا للتطورات الجارية في غزة، طلبت الإمارات مع كل من فرنسا، وإيرلندا، والنرويج والصين عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن، الاثنين 8 أغسطس".

وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، الأحد، قالت عفراء الهاملي مدير إدارة الاتصال الاستراتيجي بوزارة الخارجية، إن بلادها "بصفتها عضوا في مجلس الأمن تقدمت بهذا الطلب مع الدول الأربعة".

ويدعو الطلب إلى "عقد اجتماع مغلق للمجلس الاثنين لمناقشة التطورات الجارية وبحث سبل دفع الجهود الدولية لتحقيق السلام الشامل والعادل".

وأوضحت الهاملي أن "الإمارات أكدت ضرورة عودة الهدوء إلى غزة وخفض التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين (..) وتدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".

والسبت، أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا الاثنين المقبل بطلب من فلسطين لبحث "العدوان" الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق ما نقلت عنه الوكالة الرسمية الفلسطينية "وفا".

وأوضح أنه "تم التواصل مع رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر (الصين) وأعضاء مجلس الأمن الآخرين بما في ذلك المندوب العربي (الإمارات)".

ولفت إلى أن التواصل تم بهدف "الاستجابة لطلب فلسطين بأن يتحمل المجلس مسؤولياته بوقف العدوان الإسرائيلي وإدانته، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين".

وأضاف أن "الطلب تم عبر الإمارات على عقد جلسة مغلقة بعد ظهر الاثنين".

وميدانيا، يواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الثالث على التوالي، شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة، ضد أهداف تتبع لحركة الجهاد الإسلامي.

في المقابل، تواصل سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد، إطلاق رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

ودوت صفارات الإنذار الأحد وسُمع دوي انفجارات في الضواحي الغربية للقدس صباحا، في إشارة إلى إطلاق صواريخ فلسطينية بعيدة المدى على إسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إن صفارات الإنذار أطلقت "في محيط القدس". واعترضت منظومة القبة الحديدية القذائف الصاروخية ولم تقع أي إصابات أو أضرار .

ومن جهتها، أعلنت سرايا القدس في بيان أنها أطلقت صواريخ باتجاه القدس".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ على القدس منذ بدء التصعيد المستمر مع إسرائيل في قطاع غزة.

وقبلها أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه اعتقل خلال عمليات دهم "حوالي عشرين" شخصا "يشتبه في انتمائهم للمنظمة الإرهابية الجهاد الاسلامي" في أنحاء الضفة الغربية، وذلك بعد إعلانه قتل خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية في حركة الجهاد داخل قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على تويتر، أن منصور قتل في عملية نوعية ومشتركة لجيش الدفاع والشاباك في منطقة رفح.

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الفلسطينية مقتل منصور، أحد كبار قادة جناحها العسكري في غارة جوية إسرائيلية استهدفته مساء السبت بمدينة رفح.

كما كشفت وزارة الصحة في غزة أن الغارات التي تشنّها إسرائيل منذ الجمعة أسفرت عن 253 جريحا. وتعترض السلطات الإسرائيلية على هذه الحصيلة، مؤكدة من جانبها أن أطفالا فلسطينيين قُتلوا السبت بصاروخ أطلقته حركة الجهاد باتجاه إسرائيل وفشل في الوصول إلى هدفه.

وكان منصور نظير تيسير جعبري، قائد المنطقة الشمالية في المنظمة، الذي قُتل الجمعة. وأوضح الناطق باسم جيش الدفاع ران كوخاف أن تصفية الاثنين تمثل رسالة للجهاد الإسلامي أن لا مكان آمن لعناصره ليكونوا فيه. 

وأثارت الاشتباكات قلق القوى العالمية ودفعت مصر إلى التوسط للتوصل لهدنة. وتم احتواء القتال إلى حد ما من خلال حقيقة أن حماس، الحركة الإسلامية التي تحكم قطاع غزة الفقير والمحاصر، أحجمت عن إطلاق نيرانها.

لكن الوضع قد يتفجر مجددا الأحد مع زيارة يهود يحتفلون بذكرى إنشاء معبدين قديمين مجمع المسجد الأقصى.

زيارة جبل الهيكل قد تفجر الأوضاع مجددا
زيارة جبل الهيكل قد تفجر الأوضاع مجددا

وقام أكثر من ألف مواطن يهودي الأحد بزيارة للحرم القدسي (جبل الهيكل)، وكان من بينهم النائب اليميني ايتامر بن غفير وابنه.

وقامت الشرطة بابعاد زائرين لم يتقيدوا بتعليمات التصرف في الحرم وتم توقيف 7 منهم لقيامهم بأداء الصلاة والانحناء في الحرم، كما تولت التفريق بين اليهود والمسلمين في الحرم مؤكدة أنها لن تسمح بأي استفزازات أو أعمال شغب في المدينة.

ويعتبر الفلسطينيون مثل هذه الزيارات إهانة دينية وسياسية.

وشنت إسرائيل غاراتها على غزة الجمعة فيما وصفته بأنه استباق لهجوم من حركة الجهاد الإسلامي كي تنتقم لاعتقال زعيمها في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأحد، أن عملية "مطلع الفجر" التي انطلقت الجمعة الماضي لاستهداف عناصر حركة الجهاد الإسلامي سوف تستمر كلما اقتضت الضرورة.

وقال إن جيش الدفاع يواصل استهداف العناصر الإرهابية وإحباط عمليات الخلايا التي تهم بإطلاق الصواريخ. وشدد على أنه يتم اختيار الأهداف بصورة دقيقة ومسؤولة، من أجل الامتناع قدر المستطاع عن إلحاق الضرر بمن ليس له ضلع في العمليات الحربية. 

وأضاف أننا نواجه الآن جهودًا عملياتية واستخباراتية خارجةَ عن المألوف. وأبدى تقديره لجميع القائمين على قيادة الأجهزة الأمنية.

وبدروه قال وزير الدفاع بيني غانتس إن من يفكر بالمساس بمواطني الدولة سيكون هو مستهدَفًا. وأضاف أن الأجهزة الأمنية على اختلاف أذرعها ستواصل نشاطها ضد الجهاد الإسلامي إلى أن يعود الهدوء إلى المنطقة.