الإمارات تلغي حظرا على مواقع قطرية مع تحسن العلاقات بين البلدين

موقع الدوحة نيوز الإخباري المملوك لقطر لا يزال محظورا في البلاد.
الخميس 2023/03/09
موقع الجزيرة متاح الآن

أبوظبي - قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بإلغاء حظر عن عدد من المواقع الإخبارية القطرية بعد أكثر من سبع سنوات على منع الوصول إليها، بالتزامن مع تحسن العلاقات.

وفي أعقاب الاجتماعات الأخيرة رفيعة المستوى بين البلدين، باتت المواقع الإخبارية المملوكة لقطر مثل الجزيرة والجزيرة الإنجليزية والعربي الجديد ووكالة الأنباء القطرية التي تديرها الدولة، من بين المنصات المفتوحة الآن لسكان الإمارات، والتي كانت مقيدة أصلا منذ أوائل عام 2016 مع تصاعد التوترات بين دول الخليج العربي.

ولا يزال موقع الدوحة نيوز الإخباري المملوك لقطر محظورا، بالإضافة إلى موقع “ميدل إيست آي” الذي يُنظر إليه على أنه قريب من قطر.

ولسنوات عديدة كان الإعلام القطري عنوانا للتوتر بين البلدين، وقد صرح المسؤولون الإمارتيون مرارا بأن هناك استياء شعبيا ورسميا خليجيا من دور قناة الجزيرة التخريبي للمصالحة الخليجية، في إشارة إلى توقيع اتفاق العلا في السعودية الذي تم مطلع عام 2021.

ولم ينه هذا الاتفاق الهجمات الإعلامية القطرية على جيرانها مباشرة، بل تحسنت العلاقات بشكل تدريجي.

الإعلام يلعب دورا كبيرا في رسم ملامح الفترة القادمة، وهو مؤشر على طبيعة العلاقات بين دول مجلس التعاون

وشهدت العلاقات القطرية – الإماراتية تطورات ملحوظة خلال العامين الماضيين، حيث تبادل الجانبان التصريحات الودّية والزيارات الدبلوماسية، وكان من أبرزها استقبال أمير قطر، أواخر يونيو الماضي، مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وبحثهما العلاقات الثنائية وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الأسبوع الماضي مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد ونائب رئيس الوزراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان في الدوحة.

وقبل ذلك أجرى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان محادثات في قطر في ديسمبر.

وخلال الزيارة الأولى من نوعها، أشاد رئيس دولة الإمارات بتنفيذ الدوحة مونديال 2022، الذي تستضيفه دولة عربية لأول مرة، باعتباره نجاحا للعرب كافة.

واحتفى إعلام البلدين بالزيارات المتبادلة، وذكر أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية وسبل تنميتها ودفعها إلى آفاق أوسع من التعاون المثمر، بما يعود بالخير والازدهار على البلدين، ويخدم مصالحهما المشتركة، خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية.

على الرغم من ظهور القليل من الإعلانات أو الصفقات الرئيسية من المحادثات الثنائية، فإن العلاقات بين أبوظبي والدوحة تتقدم

ووفق تصريحات كريستيان كوتس أولريشسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، لموقع المونيتور الأسبوع الماضي، فإنه على الرغم من ظهور القليل من الإعلانات أو الصفقات الرئيسية من المحادثات الثنائية، فإن العلاقات بين أبوظبي والدوحة تتقدم.

وأضاف “حقيقة أن الاجتماعات أصبحت تدريجيا أكثر تواترا، وعلى مستوى عال، وبلغت ذروتها الآن في اجتماعات دولة إيجابية، أعتقد أن هذا مؤشر على أن الكثير من القضايا التي تم العمل عليها خلف الكواليس قد تقدمت الآن إلى المستوى الذي يبدو أن العلاقة عادت إلى مسارها الصحيح”.

وبدأ الخلاف الخليجي في يونيو 2017 بوقف العلاقات الدبلوماسية مع قطر من قبل مصر ودول في مجلس التعاون الخليجي هي السعودية والإمارات والبحرين.

واتهمت الدول المقاطعة قطر بدعم التطرف بسبب علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها الدول الأربعة منظمة إرهابية، وبسبب الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع إيران، التي تشترك معها قطر في أكبر حقل للغاز الطبيعي لديها.

الإعلام القطري في امتحان حفظ الهدوء وتبني الموضوعية وعدم إثارة الفوضى للحفاظ على المصالحة الخليجية

وانتهت المقاطعة التي دامت ثلاث سنوات ونصف السنة في يناير 2021. وفي أكتوبر من نفس العام نفسه، استضافت قطر جناحا في معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، وفقا لوكالة الأنباء الحكومية الإماراتية “وام”.

ويلعب الإعلام دورا كبيرا في رسم ملامح الفترة القادمة، وهو مؤشر على طبيعة العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي في الملفات التي لا تزال عالقة قبل إتمام المصالحة بالكامل، وأهمها ملفات الحدود المشتركة، وكذلك طريقة التعاطي مع إيران التي تختلف من دولة خليجية إلى أخرى.

وهناك الملف الأهم وهو الوصول إلى الهدف الرئيسي المتمثل في إيجاد تكامل ووحدة بين الدول كمنظومة سياسية ودفاعية وأمنية واقتصادية، تحفظ مصالح دول مجلس التعاون في وجه التحديات الإقليمية المستقبلية في الشرق الأوسط المتوتر.

ويقول مراقبون إن الإعلام القطري في امتحان حفظ الهدوء وتبني الموضوعية وعدم إثارة الفوضى للحفاظ على المصالحة الخليجية، إذ كان من ضمن الأسباب التي أدت إلى توتر العلاقات ومقاطعة الدول العربية للدوحة.

فقد شكلت المصالحة انعكاسا إيجابيا على سكان دول الخليج من ناحية تسهيل التنقل بين دول الخليج وعودة التبادل التجاري بينها، ليشكل رافدا مهما من روافد الاقتصاد في الشرق الأوسط.

5