الإمارات تقيم شراكات مثمرة على أرضية السلام الجديدة بشرق أفريقيا

أبوظبي - تخطو العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإريتريا بسرعة نحو بناء شراكة صلبة متعدّدة الأوجه بين البلدين، ويعتبرها مراقبون نتيجة مباشرة لتحرّك إماراتي دؤوب ومثابر صوب عدد من بلدان شرق أفريقيا ذات الموقع الجغرافي المهم لاستقرار المنطقة العربية وتأمين مجالها، لا سيما الممرّ البحري الذي يفصل قارّة أفريقيا عن آسيا وكثيرا ما كان عرضة لتهديدات القرصنة والإرهاب بفعل ظروف عدم الاستقرار على ضفّته الغربية.
واستقبل الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان، الأربعاء، الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الذي زار الإمارات، و”بحث معه تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وتنسّق الإمارات تحرّكاتها صوب بلدان الشرق الأفريقي وجهودها لبسط الاستقرار وتنشيط التنمية فيها، مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي أثمر مؤخّرا اختراقا دبلوماسيا كبيرا وضع حدّا للنزاع بين كلّ من إريتريا وإثيوبيا اللّتين وقّعتا الأحد الماضي “اتفاق جدّة للسلام” برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” عن الشيخ محمّد بن زايد ترحيبه بالاتفاق، واصفا إياه بالتاريخي ومعتبرا “أنّه يتوج عددا من الخطوات الإيجابية وجهود إنهاء الصراع بين البلدين، ويعد انتصارا لدبلوماسية السلام التي تقودها المملكة العربية السعودية”.
كما نقلت عنه تأكيد دعم دولة الإمارات لكل جهد يستهدف حل النزاعات سلميا بين الدول وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الذي يصب في مصلحة شعوب المنطقة والعالم.
وأبرز الرئيس الإريتري من جانبه “جهود الشيخ محمد بن زايد ومبادراته لتعزيز السلام وإرساء أسس الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة والعالم”.
وتنصبّ الجهود الإماراتية على بسط الاستقرار في الدول الأفريقية الواقعة في الجوار العربي ومن ثم تثبيته بتنشيط عملية التنمية في تلك الدول، ليس فقط عن طريق بذل المساعدات لها، ولكن أيضا عن طريق الدخول في شراكات اقتصادية مربحة معها.
ويرى مختصون في شؤون العلاقات العربية الأفريقية أن تلك السياسة تنطوي على فوائد كثيرة للمنطقة العربية، ليس أقلّها ملء الفراغات وسدّ الطريق على قوى خارجية منافسة مثل تركيا وإيران اللتين اعتادتا على تسويق الأيديولوجيا والأجندات السياسية ضمن إطار المصالح الاقتصادية والتبادلات التجارية.
وتتسلّح الإمارات في تحرّكاتها صوب القارّة الأفريقية بقوة دبلوماسيتها وقدرتها على التوسّط ما يجعلها محلّ ثقة العديد من الأطراف والدول لا سيما تلك التي شهدت نزاعات طويلة الأمد في ما بينها.