الإمارات تفتتح مشاركتها السابعة في موسم طانطان الثقافي بالمغرب

طانطان (المغرب) - شاركت الإمارات في حفل الافتتاح الرسمي للدورة السادسة عشرة من موسم طانطان الثقافي الذي أقيم مساء السبت في طانطان جنوب المغرب بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين وجموع غفيرة من الجماهير.
وأكد فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي على “عمق العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة التي تربط بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، والتي أرسى جذورها الراحلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني وحرص البلدان على تعزيزها نحو آفاق أوسع بكافة المجالات”.
وأشار إلى أن الإمارات تدرك أن التطلع إلى المستقبل لا يتحقق إلا من وحي التراث والتمسك بالعادات والتقاليد والمحافظة عليها كونها جزءا مهما يرتبط باستشراف المستقبل ضمن المتغيرات الثقافية والتطورات في مختلف المجالات.
موسم طانطان أصبح عنوانا لالتقاء الثقافات وتسليط الضوء على التراث الصحراوي الذي يحتفي بالثقافة البدوية
وقال المزروعي إنه “بما أن الثقافة بما تحويه من مفردات تشكل مرآة الشعوب، فقد أولت الإمارات هذا الجانب أهمية بالغة، كون الثقافة هي اللغة المشتركة التي تجمع الشعوب وتقربها، وثقافة الشعب الإماراتي تحديدا مرتبطة بشكل وثيق بالصحراء، وما تختزله من قيم وسمات متجذرة في العطاء والكرم والتسامح، ومفردات تغلف سمات المواطن الإماراتي المعتز بهويته المنتمي لوطنه”.
وأضاف أنه حرصا على صون الإرث الثقافي، تقدمت الإمارات إلى المرتبة السابعة عالمياً بعدد العناصر المدرجة في قائمة “اليونسكو” للتراث الإنساني غير المادي، لتعكس جهود الدولة في الحفاظ على التراث الإنساني الثقافي المعنوي الخاص أو المشترك مع المملكة المغربية وأشقائها في المنطقة.
وتابع المزروعي “أصبح موسم طانطان اليوم عنوانا لالتقاء الثقافات وتسليط الضوء على التراث الصحراوي الذي يحتفي بالثقافة البدوية وفراسة أهلها من خلال صون مختلف أبعاد الحياة اليومية كوسيلة للتنمية، فالتراث الشعبي جزء مهم من تاريخ الشعوب، فهو جسر للتواصل بين الأجيال وتجسد مشاركتنا السابعة عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية والشعبين الشقيقين”.
وأضاف “تعد مشاركة الإمارات في موسم طانطان هذا العام تحت شعار ‘تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة’ تزامنا مع عام الاستدامة الذي أعلن عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تحت شعار ‘اليوم للغد’، وتمثل فرصة لتسليط الضوء على تراث الإمارات الغني والمتنوع في مجالات الممارسات المستدامة، بينما نستعد لاستضافة العالم بدولة الإمارات في نوفمبر المقبل في الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28”.
واختتم كلمته قائلا “نأمل من خلال مشاركتنا في تعزيز العادات والتقاليد والطموحات المشتركة وإطلاع الجمهور على الموروث الإماراتي على مدار أيام الموسم وإيصال رسالة دولة الإمارات الحضارية والإنسانية، لاسيما أن الإمارات أصبحت منارة للإشعاع الثقافي والحضاري، ورمزا للتقارب بين شعوب العالم، إذ تتعايش على أرضها أكثر من 200 جنسية تجمعها قيم الخير والتسامح”.
من جانبه أكد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي أن دولة الإمارات والمملكة المغربية تجمعهما علاقات أخوية وتاريخية وثيقة، مشيرا إلى أن مشاركة الإمارات في هذه التظاهرة الثقافية والتراثية البارزة تأتي تجسيدا لعمق هذه العلاقة والحرص على تعزيزها في المجالات كافة.
من جهته أكد محمد فاضل بنيعيش رئيس مؤسسة ”الموكار” المنظمة لموسم طانطان الثقافي أن دولة الإمارات شريك أصيل في نجاح الموسم، حيث تشارك للمرة السابعة على التوالي في الموسم وذلك تأكيدا على العلاقات الراسخة التي تجمع بين البلدين.
وتضمن حفل الافتتاح الرسمي لموسم طانطان فعاليات متنوعة شملت عروضا من “التبوريدة” ولوحات فنية تراثية شارك فيها أهالي مدينة طانطان وعكست الإرث الغني لأهل الصحراء والعادات والتقاليد المغربية الأصيلة.
ويذكر أن طانطان تعتبر مدينة العبور الجميل وهمزة الوصل بين شمال المغرب وجنوبه، حيث تمتزج فيها الطبيعة الصحراوية والشواطئ الدافئة، وقد صُنف مهرجان موسم طانطان في سبتمبر 2004 من قبل منظمة اليونسكو كموقع للتراث العالمي، وتجمّعا سنويّا لشعوب الصحراء الرحّل، فهو يجمع أكثر من ثلاثين قبيلة من جنوب المغرب ومن أماكنَ أخرى شمال غرب أفريقيا، وقد بات ملتقى لحُماة التراث وفرصة لإبراز إبداعات أهل الصحراء الفنية والصناعية والثقافية والتراثية.
وفي قلب الصحراء، جنوب غرب العاصمة المغربية الرباط، يبدأ الموسم السنوي لطانطان، حيث يحيي أهل الصحراء بعضا من عاداتهم وتقاليدهم، ويقدمون لضيوفهم من الزوار وجها آخر للصحراء غنيا بالموروث الحضاري والثقافي.
وبمشاركة سنوية لدولة الإمارات منذ عام 2014، يمتد الموسم أسبوعا كاملا ليعيد سكان الصحراء إلى تذكر أمجاد قبائلهم التي استوطنت المنطقة قديما، ولا تزال جذورهم قائمة إلى اليوم.
وتستمر فعاليات هذه الدورة من موسم طانطان إلى غاية الثاني عشر من يوليو الجاري كاشفة بمختلف فقراتها وفعالياتها عن غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي، حيث أن موسم طانطان أعلن خلال سنة 2005 من روائع التراث الشفهي اللامادي للإنسانية، وخلال سنة 2008 تم إدراجه ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي العالمي لليونيسكو.