الإمارات تعرض وثيقة الأخوّة الإنسانية خارطةَ طريق دولية ضد الإرهاب

الأقصر (مصر) - تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إضفاء طابع عملي جماعي دولي على جهود مكافحة الإرهاب والتشدّد ونشر ثقافة التسامح والتعايش، عارضة نموذجها في هذا المجال وما بذلته من مساع للتقريب بين أبناء الديانات المختلفة كانت توّجتها مطلع فبراير الجاري باحتضانها لقاء تاريخيا بين بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر تمخّضت عنه وثيقة “الأخوّة الإنسانية”.
ودعت أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي التي تتولّى رئاسة المجموعة الاستشارية البرلمانية الدولية رفيعة المستوى المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، ممثلي برلمانات العالم في الاتحاد البرلماني الدولي إلى تبني الوثيقة التي تم توقيعها في أبوظبي.
ونوّهت في مداخلة لها أمام المؤتمر الإقليمي للاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حول دور البرلمانيين في التصدي لتهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب والتحديات ذات الصلة المنعقد في مدينة الأقصر بمصر، إلى أن هذه الوثيقة يمكن أن تلعب دورا فاعلا في تعزيز الدور البرلماني في مكافحة الإرهاب والتطرف، باعتبارها تمثل خارطة طريق واضحة لمكافحة هذه الآفة المدمرة، بما تتضمنه من أسس وركائز وآليات واضحة يضمن الأخذ بها تحقق الأمن والاستقرار والتعايش والسلام في العالم.
وشهد المؤتمر المذكور مشاركة العديد من ممثلي المنظمات الدولية وأكثر من 120 برلمانيا عربيا ودوليا يبحثون التصدي لخطر الإرهابيين الأجانب.
وركّزت مداخلة رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي خلال أعمال الجلسة الرابعة حول الدور الوقائي للبرلمانيين والبرلمانات في التصدي للإرهاب والتطرف على تجربة الإمارات في مكافحة الإرهاب والتطرف، قائلة إنّ أفضل استهلال لعام التسامح في دولة الامارات أن تستضيف الدولة في بداية شهر فبراير أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية في زيارة مشتركة غير مسبوقة، معتبرة أن توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية يمثل حدثا استثنائيا سيبقى علامة بارزة في التاريخ الإنساني “ليس فقط انطلاقا من مكانة رمزي العالم الإسلامي والمسيحي اللذين وقّعا عليها، بل أيضا لأنها تضمنت ثوابت أولها عامل التوقيت حيث تأتي في ظل ظروف تفاقم خطر الإرهاب وتحوله إلى تهديد عالمي، فكان توحد رموز الأديان وارتفاع صوتهم بكل جرأة وشجاعة باسم الإسلام والمسيحية وباسم أكثر من نصف سكان العالم تقريبا، خطوة مهمة في مواجهة الإرهاب والتطرف والسعي للتعايش الإنساني والحضاري”.

وأشارت القبيسي إلى أن انطلاق الوثيقة من دولة الإمارات بكل ما تمثله من نموذج عالمي في الانفتاح والتعايش وقبول الآخر، ينطوي على رسالة مهمة للعالم العربي والإسلامي، وللملايين من الشباب الذين يرون في الإمارات حلما للعيش على أرضها وبين شعبها، كما يمثل صدور الوثيقة من أرض عربية رسالة مهمة لعالم لا يتلقى كثيرا من الأخبار الإيجابية من منطقتنا للأسف الشديد.
وأوضحت أن دولة الإمارات لم تعمل على هذه الوثيقة من أجل أن تبقى حدثا تاريخيا مجردا بل ستُطلق منها جهودا مستدامة لتحقيق أهدافها النبيلة، وفي مقدمتها تأسيس “صندوق زايد العالمي للتعايش” لدعم وتفعيل مبادئ هذه الوثيقة من خلال مبادرات دولية في قطاعات التعليم والثقافة والمعرفة والتنمية الاجتماعية والبحوث العلمية والترجمة وغير ذلك، وتشكيل فريق دولي لرعاية الوثيقة ونشرها في العالم وبرامج مبتكرة للشباب لتعزيز ثقافة التسامح، وإطلاق “جائزة الأخوّة الإنسانية” كمحفز عالمي رائد لتشجيع الجهود الصادقة في التقريب بين البشر، وتم منح هذه الجائزة في دورتها الأولى إلى الإمام الأكبر أحمد الطيب والبابا فرنسيس لجهودهما المباركة في نشر التسامح والتعايش وأسس الأمن والاستقرار والسلام في العالم.
كما أشارت إلى أنّ وثيقة الأخوة الإنسانية تؤسس لثقافة عالمية جديدة تعيد اكتشاف آليات العمل الجماعي الدولي من أجل فتح دروب لإنقاذ البشرية من تهديد الإرهاب الذي لا يتسبب فقط في قتل البشر وتشريد الآمنين، بل أيضا يهدف إلى تدمير كل قيم الحضارة الإنسانية. وأكدت على أن دولة الإمارات قامت بإصدار تشريعات وقوانين تكافح الإرهاب وتجرّمه، وإنشاء مؤسسة بحثية وتطبيقية لمكافحة الظاهرة الإرهابية.