الإمارات تعثر على جثة المواطن الإسرائيلي المولدوفي المفقود

صحيفة إسرائيلية تشير إلى احتمال تورط خلية أوزبكية تعمل بتوجيه من إيران في عملية اختطاف الحاخام تسفي كوغان وقتله في الإمارات.
الأحد 2024/11/24
تسفي كوغان من منظمة حباد اختفى في ظروف غامضة منذ الخميس

أبوظبي/ القدس - عثرت السلطات الإماراتية على جثة حاخام يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والمولدافية فُقد أثره منذ الخميس، وفق ما أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأحد، متحدّثة عن "عمل شنيع من الإرهاب المعادي للسامية".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مشترك "عثرت سلطات المخابرات والأمن في دولة الإمارات على جثة تسيفي كوغان المفقود منذ الخميس 21 نوفمبر 2024".

وأضاف البيان "كانت السفارة الإسرائيلية في أبوظبي على اتصال بالعائلة منذ بداية الحادث وتواصل مرافقتهم خلال أوقاتهم الصعبة".

وتابع أن "مقتل تسفي كوغان هو حادث إرهابي إجرامي معاد للسامية، وستتحرك إسرائيل بكل الوسائل وستنفذ العدالة بحق المجرمين المسؤولين عن مقتله".

ولم يصدر تعليق فوري من السلطات الإماراتية بشأن ذلك حتى الساعة (08:35 ت غ).

والسبت، قال مكتب نتنياهو وجهاز الاستخبارات "الموساد"، في بيان مشترك، إن الحاخام تسفي كوغان، وهو مواطن إسرائيلي من أصول مولدوفية، مقيم في الإمارات، "اختفى في ظروف غامضة منذ ظهر الخميس".

كما أعلنت السلطات الإماراتية، السبت، أنها تبحث عن مواطن مولدوفي مُتغيب بأراضيها.

وقال ماجد المنصوري مدير إدارة رعايا الأجانب بوزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، إن "الوزارة تتابع عن كثب قضية تغيب مواطن من الجنسية المولدوفية يدعى يزفي كوغان".

وأضاف المنصوري أن وزارة الخارجية "على تواصل مع أسرة كوغان، وتقدم كافة أشكال الدعم اللازمة لها"، وأن الوزارة "تتواصل بشكل مستمر مع سفارة مولدوفيا في أبوظبي في هذا الصدد".

وأوضح أن "الأجهزة المختصة في الدولة باشرت عمليات البحث والتحري فور ورود البلاغ".

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كان كوغان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبوظبي.

وذكرت الصحيفة أن كوغان سافر إلى إسرائيل برفقة دوتشمان في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث التقيا بالسفير الإسرائيلي الجديد في الإمارات، يوسي شيلي، بمكتب رئيس الوزراء، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وأضافت أن الرجلين عادا إلى الإمارات، الأربعاء، وهو آخر وقت تم رؤية كوغان فيه.

وعلى عكس أغلب الجماعات اليهودية المتدينة التي تميل إلى الانطواء على ذاتها، تركز "حباد" على التفاعل والفعاليات المجتمعية مع اليهود غير المنتمين لجماعات دينية والعلمانيين أو الطوائف اليهودية الأخرى.

ويوجد أعضاء المنظمة في عدة دول منها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات التي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويترأس المركز الحاخام ليفي دوشمان.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية مساء السبت، هناك احتمال تورط خلية أوزبكية تعمل بتوجيه من إيران في الحادث.  

وبدأت الشكوك في عملية اختطاف بعد العثور على سيارة الحاخام في مدينة العين، ما اعتبر مؤشرا على تتبع تحركاته منذ مغادرته دبي، حيث اختفى أثناء إشرافه على إجراءات الحلال (كوشير) في متجر محلي.

وبحسب الصحيفة تشير التحقيقات الأولية إلى أن المشتبه بهم من جنسية أوزبكية فروا لاحقا إلى تركيا، مع وجود أدلة على تورط إيران في توجيه العملية.

وكان جهاز الموساد قد تولى التحقيق في القضية فور إبلاغ زوجة كوغان عن عدم حضوره للقاءاته المجدولة وانقطاع الاتصال به.

وأعادت السلطات الإسرائيلية إصدار توصية تنصح بعدم السفر إلى الإمارات لغير الضرورة، وقالت إن على المقيمين هناك حاليا الحد من تنقلاتهم والبقاء في مناطق آمنة وتجنب زيارة الشركات وأماكن التجمع وأماكن الترفيه المرتبطة بإسرائيل واليهود.

وأصبح وجود الجالية الإسرائيلية واليهودية في الإمارات علنيا منذ عام 2020 عندما أصبحت الدولة الخليجية أبرز دولة عربية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل منذ 30 عاما بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة في 2020، في إطار ما تسمى (اتفاقيات إبراهيم).

وحافظت الإمارات على هذه العلاقة خلال الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.

ومع ذلك، بدا أن الوجود العام للإسرائيليين واليهود في الإمارات تراجع منذ الهجوم الذي قادته حماس عبر الحدود على جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة. واجتاحت احتجاجات أنحاء العالم في أعقاب اندلاع الحرب.

وقال أعضاء في الجالية اليهودية لرويترز إن معابد يهودية غير رسمية في دبي أغلقت بعد هجوم السابع من أكتوبر بسبب مخاوف أمنية، ويتجمع اليهود في مجموعات صغيرة في منازل بعضهم البعض لأداء الصلوات وطقوس يوم السبت.

واستمر المعبد اليهودي الوحيد المعتمد من الحكومة في الإمارات مفتوحا في أبوظبي، عاصمة الدولة. ولا توجد معابد يهودية رسمية في دبي، أكبر مدينة ومركز تجاري في الإمارات.

ولا توجد إحصاءات رسمية عن عدد اليهود أو الإسرائيليين الذين يعيشون في البلاد، لكن تقديرات الجماعات اليهودية تشير إلى أن الجالية تصل إلى عدة آلاف.

ويعيش اليهود في الإمارات منذ عقود وكانوا يمارسون عباداتهم بعيدا عن الأعين إلى حد كبير حتى عام 2019، عندما بدأت الحكومة في الاعتراف علنا بوجودهم.