الإمارات تسعى لإقامة شراكة تجارية شاملة مع أوكرانيا

أبوظبي- تعتزم الإمارات إقامة علاقات تجارية شاملة مع أوكرانيا في إطار سياسة تتبعها الحكومة لتوسيع خارطة شركائها وحلفائها في المجال الاقتصادي دون المساس بأيّ روابط أخرى لاسيما مع روسيا باعتبارها أحد طرفي الحرب في شرق أوروبا.
وكشفت وزارة الاقتصاد الإماراتية الاثنين عن عزمهما بدء مفاوضات بشأن اتفاق تجاري ثنائي من المتوقع أن ينتهي منتصف العام المقبل.
وبقيت الإمارات على الحياد منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل ثمانية أشهر على الرغم من الضغط الغربي على منتجي النفط الخليجيين للمساعدة في عزل موسكو، العضو الزميل في مجموعة أوبك+.
وقالت الوزارة إن “وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، ثاني الزيودي ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو وقعا بيانا مشتركا بشأن المفاوضات نحو اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة (سي.إي.بي.أي)”.
وأضافت في بيان أن “اتفاقية ‘سي.إي.بي.أي’ مع أوكرانيا ستفتح الوصول إلى أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط للإنتاج الزراعي والصناعي لأوكرانيا”.
وكتب الزيودي على تويتر أن الاتفاقية “ستساعد على دفع الانتعاش الاقتصادي في أوكرانيا وخلق فرص للمصدرين والمستثمرين والمصنعين وستسهم في تعزيز التعاون في القطاعات عالية القيمة مثل البنية التحتية والصناعات الثقيلة والطيران وتكنولوجيا المعلومات والأمن الغذائي”.
وستكون هذه أول صفقة من نوعها للإمارات مع بلد أوروبي، بعد أكثر من 3 مليارات دولار من التعهدات التجارية والاستثمارية، التي أعلنت عنها خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البلاد في فبراير 2021.
وبلغت الاستثمارات الإماراتية في أوكرانيا ما يقرب من 243.3 مليون دولار بنهاية العام الماضي، بينما وصل إجمالي الاستثمارات الأوكرانية في البلد الخليجي إلى 84 مليون دولار بنهاية عام 2020.
وقال الزيودي “بالنسبة إلينا أوكرانيا شريك تجاري رئيسي وكانت إمكانات النمو والاستثمار عالية قبل الوضع الجيوسياسي برمته، ونعتقد أن الوقت قد حان لدفع الأمور قدما”.
وأضاف في حديث مع وكالة رويترز عقب توقيع الاتفاقية إن “هذا لن يجلب قيمة مضافة للإمارات فحسب بل لأوكرانيا أيضا”.
وبلغت التجارة غير النفطية بين الإمارات وأوكرانيا ما يزيد قليلا عن 900 مليون دولار في العام الماضي، بزيادة تقارب 29 في المئة عن العام السابق، و12 في المئة أكثر من عام 2019، وفقا لوزارة الاقتصاد الإماراتية.
ومن المرجح أن تركز المحادثات على فرص توسيع التجارة في قطاع الخدمات وعلى الأمن الغذائي حيث تقوم الإمارات، وهي مركز تجاري، بالدفع.
أما أوكرانيا فهي مورد رئيسي للحبوب، مثل الشعير والقمح، إلى الشرق الأوسط، وتشكل مع روسيا أكثر من 70 في المئة من الإمدادات العالمية.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة المقترحة عنصرا رئيسيا في خطط أوكرانيا لإعادة تنشيط اقتصادها المتضرر من الحرب فور انتهاء الأزمة الراهنة.
واعتبرت سفيريدينكو أن إبرام الشراكة سيؤدي إلى إطلاق الإمكانات الكاملة لتعاون البلدين في التجارة والاستثمار ما يساعد مجتمعي الأعمال فيهما على النمو عبر الاستفادة من الفرص الجديدة.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية إلى سفيريدينكو قولها إن “الإمارات اكتسبت سمعة مستحقة كمركز تجاري ولوجستي دولي بارز”.
وأشارت إلى أن بلادها تشتهر بدورها كضامن عالمي للأمن الغذائي وقوة متنامية في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهذا يجعل اقتصادي البلدين متكاملين”.
وأضافت “نتطلع إلى العمل معا لتعزيز التجارة والاقتصاد الرقمي، بالإضافة إلى التعاون في تسهيل التدفقات الاستثمارية”.
ووقعت الإمارات اتفاقيات تجارة حرة مع الهند وإسرائيل وإندونيسيا هذا العام ، بهدف تعزيز مكانتها كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية في وقت تتزايد فيه المنافسة من السعودية.