الإمارات ترسخ تعاونها الإستراتيجي في التكنولوجيا المتقدمة مع الولايات المتحدة

منظومة التكنولوجيا المدعومة بمبادرات منها الجيل التالي من الاستثمار الأجنبي المباشر، فرص للشركات الأميركية.
الجمعة 2025/01/10
مشاركة الأفكار أهم شيء في الاستثمار

لاس فيغاس (الولايات المتحدة) - تسعى الإمارات إلى استكشاف سبل ترسيخ تعاونها الإستراتيجي مع الولايات المتحدة في مجالي التكنولوجيا المتقدمة والابتكار خلال فعاليات معرض الإلكترونيات السنوي المقام حاليا في لاس فيغاس.

وكان قد استحوذ ملف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة على اهتمام خاص في اللقاء الذي جمع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن في سبتمبر الماضي.

ويأتي الاهتمام من إدراك البلدين للإمكانات الهائلة التي ينطوي عليها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز النمو الاقتصادي، ودعم القطاعيْن الصحي والتعليمي وتوفير المزيد من فرص العمل وتدعيم جهود الاستدامة البيئية.

ولتجسيد هذا المسار بحث ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، مع عدد من كبار المسؤولين وقادة الأعمال سبل الارتقاء بالشراكة طويلة الأمد في المجال التكنولوجي بين البلدين، بما يرسخ مكانة الإمارات كمنصةً عالمية للتقنيات المتطورة.

ويقود الزيودي وفد بلاده، الذي يضم مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال وممثلي الشركات إلى المعرض، الذي يعد الحدث السنوي الأكبر عالمياً في صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية.

والتقى الزيودي كبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين، بمن فيهم ستافروس أنتوني حاكم ولاية نيفادا، وممثلون عن مكتب حاكم ولاية نيفادا للتنمية الاقتصادية وغرفة التجارة الأميركية وغرفة لاس فيغاس. وركزت النقاشات على سبل تعزيز الشراكات التكنولوجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، واستكشاف فرص التعاون.

كما تناولت اللقاءات أبرز المميزات التي تتمتع بها الإمارات على صعيد بنيتها التحتية المتطورة ومواهبها ومنظومتها المواتية للأعمال بصفتها بوابة للأسواق سريعة النمو في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن الزيودي تأكيده خلال كلمة في إحدى الفعاليات أن استثمارات بلده في الولايات المتحدة تخطت 35 مليار دولار، مما يجسّد قوة العلاقات بين الجانبين.

◙ الإمارات، من خلال شركة جي 42 المدعومة من حكومة أبوظبي، تتطلع لأنْ تصبح دولة رائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي

وهذا الرقم يتجاوز 50 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الدول العربية في أكبر اقتصاد في العالم حتى نهاية عام 2023، بينما تخطت قيمة الاستثمارات الأميركية في دولة الإمارات 5 مليارات دولار مع نهاية عام 2022.

وقال الزيودي “بالتوازي مع توسيع شراكاتنا في التكنولوجيا المتقدمة، نهدف إلى دعم الابتكار وتوفير المزيد من فرص العمل وتسريع تبني الجيل التالي من التكنولوجيا،” مؤكدا أنه يمكن للطرفين معا تحقيق الازدهار المشترك وبناء مستقبل زاخر بالابتكار والتعاون.

وأضاف “تتيح منظومة التكنولوجيا في الإمارات، المدعومة بمبادرات منها الجيل التالي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فرصا لا تضاهى للشركات الأميركية التي تتطلع إلى الارتقاء بعملياتها والوصول إلى الأسواق عالية النمو.”

وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، عقد الزيودي لقاءات مع كبار المديرين التنفيذيين لعدد من الشركات الرائدة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الصحية وتكنولوجيا السيارات، منها أكسنتشر وكوالكوم وجمعية تكنولوجيا المستهلك وسكايلو.

وتتطلع الإمارات، من خلال شركة جي 42 المدعومة من حكومة أبوظبي، لأنْ تصبح دولة رائدة عالميا في مجال الذكاء الاصطناعي، واستثمرت فيه بكثافة في سياق تنويع اقتصادها بعيدا عن الوقود الأحفوري.

وبموجب اتفاقية وقّعت في أبريل الماضي، ستستثمر شركة مايكروسوفت الأميركية 1.5 مليار دولار في جي 42 مما يمنحها حصة أقلية ومقعدا في مجلس الإدارة ويسمح للشركتين بتعزيز العلاقات وسط المعركة العالمية من أجل الهيمنة التكنولوجية.

وتمتلك شركة مبادلة للاستثمار، وهي ثاني أكبر صندوق سيادي لحكومة أبوظبي، وشركة سيلفر ليك الأميركية للاستثمار المباشر حصتين في مجموعة جي 42 التي يتولى رئيسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان منصب مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات.

ويؤكد تسارع خطوات الحكومة الإماراتية في المراهنة على الاستثمار في تكنولوجيا المستقبل، بغية تحقيق عوائد كبيرة لتمويل خطط التنمية، حقيقة رغبة المسؤولين في الانفراد بعيدا في هذا المضمار.

وفي غمار المنافسة على توطين القطاع في باقي دول الخليج دشنت الإمارات في مارس 2023 مرحلة جديدة في مسار خططها في هذا الاتجاه من خلال الإعلان عن برنامج واعد يستهدف تسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاعات الصناعية والإنتاجية.

ويتضمن البرنامج تطوير ألف مشروع تكنولوجي، وإنشاء مراكز للتمكين الصناعي، كما يهدف إلى تصدير منتجات تكنولوجية محلية متقدمة بقيمة أكثر من 4 مليارات دولار سنويا. وتعد الولايات المتحدة رابع أكبر شريك تجاري للإمارات على الصعيد العالمي، بحصة تبلغ 4.8 في المئة من إجمالي التجارة غير النفطية للدولة.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، بلغ حجم التجارة البينية غير النفطية 28.3 مليار دولار، بنمو نسبته 46.2 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019. كما يعد البلد الخليجي أهم شريك تجاري للولايات المتحدة في العالم العربي، إذ تشكل التجارة الثنائية 27 في المئة من التجارة غير النفطية للولايات المتحدة مع المنطقة.

11