الإمارات تربط بين الحضارتين العربية والصينية في معرض بكين للكتاب

الجناح الإماراتي شهد جلسات حوارية ناقشت آليات تحويل مسارات التعاون الثقافي إلى شراكات إستراتيجية دائمة.
الاثنين 2025/06/23
الثقافة بوابة التكامل الحضاري

بكين - نجح جناح الإمارات المشارك في معرض بكين الدولي للكتاب 2025، في إبراز وتعزيز الروابط الثقافية بين الحضارتين العربية والصينية.

وعرض الجناح العديد من الإصدارات التي تعكس الترابط الثقافي بين الحضارتين العربية والصينية، وعززت هذا التوجه الشراكات واتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين ناشرين إماراتيين وصينيين لترجمة وإصدار الكتب التي تبرز الثقافتين العربية والصينية.

وشهد الجناح الإماراتي جلسات حوارية ناقشت آليات تحويل مسارات التعاون الثقافي إلى شراكات إستراتيجية دائمة.

وممثَّلةً بنخبة من دور النشر الإماراتية الراسخة والناشئة، شاركت جمعية الناشرين الإماراتيين في المعرض مسلّطةً الضوء على تجربة الإمارات في تطوير صناعة النشر، خاصةً في مجال كتب الأطفال والمحتوى التربوي المبتكر.

وتأتي المشاركة في هذا المعرض، الذي يُعَدُّ أكبر منصة لتبادل حقوق النشر في آسيا وثاني أكبر معرض للكتاب على مستوى العالم، في إطار التزام الجمعية بتمكين صُناع النشر الإماراتيين، وتوسيع آفاق التعاون الدولي وتعزيز الحضور الإماراتي على ساحة النشر العالمية.

ومثّلت منصة الجمعية في المعرض، الذي اختتم الأحد، واجهة نابضة لمشهد النشر المحلي، إذ جمعت بين خبرات راسخة وأصوات شابّة في مجال أدب الطفل والنشر التربوي، منها ناشرون من خريجي برنامج “انشر” الذي أُطْلِق لدعم الجيل الجديد من رواد صناعة النشر في الإمارات، وتوفير الدعم المهني والتقني لهم.

وعلى مدار فترة المعرض التي امتدت بين الثامن عشر والثاني والعشرين من يونيو الجاري، تضمن برنامج الجمعية المشاركة في مجموعة من الفعاليات النوعية ضمن تجمع صُنّاع المحتوى والنشر من الإمارات والصين، أبرزها منتدى كتب الأطفال العالمي 2025 الذي يركز على موضوع “الابتكار المتكامل في كتب الأطفال في ظل الظروف الجديدة”، حيث شاركت الجمعية تجربة الإمارات في دعم صناعة الكتب، لاسيما كتب الأطفال وتنمية العقول الناشئة.

وفي تعليقه على هذه المشاركة، أكد المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين راشد الكوس،  أن الحضور في مثل هذه المعارض الدولية الكبرى يمثّل فرصة إستراتيجية لتبادل الحقوق وتوسيع العلاقات المهنية واستكشاف أسواق جديدة للمحتوى الإماراتي والعربي، مضيفا “سلّطنا الضوء هذا العام على التجربة الإماراتية في كتب الأطفال، التي تحمل رسائل عالمية بروح محلية، ويقودها ناشرون شباب يتمتعون برؤية واضحة وشغف حقيقي. ومن خلال تمكينهم، نؤسس لجيل جديد يعكس روح الابتكار والأصالة.”

المشاركة في المعرض تعكس رؤية الإمارات في جعل الثقافة أداة للتواصل الحضاري الفعال، بين شعوب ودول العالم

وأوضح “مشاركتنا في معرض بكين تمثل امتدادا لرؤية دولة الإمارات في دعم الصناعات الإبداعية، وخاصة النشر، كأداة حيوية لنقل المعرفة وتعزيز الحوار الثقافي. كل مشاركة دولية هي فرصة لنُصدّر صوتنا الثقافي إلى العالم، ونعكس ما تختزنه الإمارات من طاقات إبداعية حقيقية.”

وتعكس المشاركة في المعرض رؤية الإمارات في جعل الثقافة أداة للتواصل الحضاري الفعال، بين شعوب ودول العالم.

وجسد جناح الإمارات في معرض بكين منصة ثقافية شاملة عرضت للعالم الرؤية الإنسانية العميقة التي ترتكز عليها مسيرة الدولة في تعزيز قيم التسامح والسلام العالمي، حيث قدمت للجمهور باقة من أحدث الإصدارات الفكرية والتراثية التي توثق هذا النهج.

وبرزت رسالة السلام كقيمة جامعة في قلب المشاركة الإماراتية، حيث عرض منتدى أبوظبي للسلم، تحت شعار “إرث زايد: البحث الدائم عن السلام”، مجموعة من وثائقه الأساسية التي تُرجمت إلى لغات متعددة، وفي مقدمتها النسخة الصينية من “وثيقة الأخوة الإنسانية”.

وأوضحت الدكتورة آمنة الشحي، مدير مكتب المنتدى، أن الجناح ضم أيضا إصدارات محورية مثل “إعلان مراكش التاريخي”، و”إعلان أبوظبي للمواطنة الشاملة”، و”ميثاق حلف الفضول الجديد”، التي تُجمع على ترسيخ السلام كقيمة عليا للإنسانية.

ولم تقتصر المشاركة على عرض الكتب، بل تحول الجناح، بالتعاون مع وزارة الثقافة وجمعية الناشرين الإماراتيين، إلى ملتقى تفاعلي حيوي، وشهد الجناح عقد جلسات حوارية بارزة، مثل الجلسة المهمة حول “الذكاء الاصطناعي وتشكيل المستقبل الثقافي والمعرفي” بمشاركة مفكرين إماراتيين وصينيين.

واطلع زوار المعرض على فيلم وثائقي عن تجربة الإمارات الفريدة في التعايش السلمي، وشاركوا في ورش عمل حول تعزيز الحوار بين الثقافات، مما جعل جناح الإمارات نقطة جذب معرفي وحضاري، إذ قدم صورة متكاملة عن دولة تنطلق من تراثها الأصيل نحو مستقبل قائم على السلام والانفتاح المعرفي.

12