الإمارات تربط أول وحدة بمحطة براكة النووية بشبكة الكهرباء

دعم خطط الدولة في تنويع مزيج الطاقة الصديقة للبيئة وتقليل الاعتماد على النفط.
الخميس 2020/08/20
أكبر مشاريع الطاقة النووية في العالم

عززت الإمارات خططها في توفير الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة من خلال ربط أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة نقل الكهرباء في دولة الإمارات بشكل آمن والتي تندرج في قلب خطط الدولة في تنويع مصادر الطاقة المتجددة.

دبي - أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن ربط أول وحدة بمحطة براكة للطاقة النووية بشبكة الكهرباء الرئيسية لدولة الإمارات والتي تهدف إلى تغطية نسبة كبيرة من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية طيلة الأعوام الستين المقبلة ودعم خطط الدولة في دعم مزيج الطاقة المتجددة والتقليل من الاعتماد على الطاقة الأحفورية.

والمحطة المشيدة في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات أول محطة نووية في العالم العربي وجزء من جهود الدولة المنتجة للنفط لتنويع مزيج الطاقة.

وشيدت المحطة شركة الطاقة الكهربائية الكورية وبدأت عمليات التشغيل لوحداتها في الشهر الماضي.

وقال محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان “ربط أولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة نقل الكهرباء في دولة الإمارات بشكل آمن، يمثل اللحظة التي بدأنا فيها بالفعل بتحقيق مهمتنا بدعم النمو في الدولة عبر إنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة على مدار الساعة”.

وتابع “كلنا ثقة بأن التكنولوجيا المستخدمة في المحطات ستكون قادرة على مواصلة التقدم نحو تحقيق الهدف المتمثل في توفير قرابة 25 في المئة من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية طيلة الأعوام الستين المقبلة”.

وعند استكمال محطة براكة ستضم أربعة مفاعلات بطاقة إجمالية 5600 ميغاواط. والمحطة مقامة في منطقة الظفرة بأبوظبي.

وأعلنت الإمارات مطلع أغسطس الجاري عن نجاح تشغيل الوحدة الأولى من محطة “براكة” للطاقة النووية السلمية.

وكانت الإمارات بهذا الإنجاز الأولى في العالم العربي ورقم 33  على مستوى العالم، التي تنجح في تطوير محطات للطاقة النووية لإنتاج الكهرباء على نحو آمن.

محمد إبراهيم الحمادي: بدأنا بالفعل دعم النمو بإنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة
محمد إبراهيم الحمادي: بدأنا بالفعل دعم النمو بإنتاج طاقة كهربائية صديقة للبيئة

ويعد هذا الإنجاز الأهم في مسيرة البرنامج النووي السلمي الإماراتي ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.

وتتمثل عملية بداية تشغيل مفاعل المحطة الأولى، في إنتاج الحرارة داخل المفاعل للمرة الأولى بشكل آمن من أجل توليد البخار الذي يعمل بدوره على دوران التوربين لإنتاج الكهرباء، حيث ركز خبراء فريق تشغيل المفاعلات المعتمد في “نواة” على التحكم الآمن بهذه العملية وكذلك التحكم بمستوى الطاقة الناتجة عن المفاعل.

وستكون المحطة الأولى جاهزة للربط مع شبكة كهرباء الإمارات وإنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة للمنازل والقطاعات التجارية في الدولة.

وتمت كافة الاختبارات تحت إشراف الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، الجهة الرقابية المستقلة للأنشطة النووية في الدولة، وبعد إتمام مراجعة ما قبل بداية التشغيل للمحطة الأولى من قبل الرابطة العالمية للمشغلين النوويين في يناير الماضي، وقبيل الحصول على رخصة تشغيل، والتي أكدت أن المحطة ملتزمة بأفضل معايير الأداء في قطاع الطاقة النووية.

وتملك الإمارات احتياطات كبرى من الطاقة. وقامت أيضا باستثمارات كبرى في تطوير مصادر بديلة من الطاقة بينها الطاقة الشمسية.

وفي 17 فبراير، أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات إصدار رخصة تشغيل للوحدة الأولى من محطة “براكة” للطاقة النووية التي ستكون الأولى في العالم العربي.

وعند اكتمال تشغيلها، فإن مفاعلات الطاقة الأربعة ستؤدي إلى توفير نحو 25 في المئة من احتياجات الإمارات من الكهرباء، بحسب مؤسسة الإمارات للطاقة النووية.

وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت حديثا عن اكتمال الأعمال الإنشائية في المحطة الثانية في براكة وتسليم المحطة لشركة نواة للطاقة تمهيدا لبدء مرحلة الاستعدادات التشغيلية، بينما وصلت الأعمال الإنشائية في المحطتين الثالثة والرابعة إلى مراحلها النهائية، فيما وصلت النسبة الكلية للإنجاز في المحطات الأربع إلى أكثر من 94 في المئة.

وتتطلع دولة الإمارات إلى أن يسهم البرنامج النووي في إنتاج الكهرباء، لكنّها تأمل أيضا في أن يعزز هذا البرنامج الطموح موقعها كدولة مؤثرة على الساحتين الإقليمية والدولية.

ويقول خبراء إن اكتمال أول مفاعل نووي إماراتي سيؤدي إلى تعزيز الدور الجيوستراتيجي للإمارات في المنطقة، باعتبارها أول قوة نووية عربية، كما سيخلق تراكما في الخبرات، قد يشكل رصيدا في كوادر ستحتاجها دول عربية أخرى في تنفيذ مشاريع مماثلة.

ويشير محللون إلى أن نجاح الإمارات في الابتعاد التدريجي عن الاعتماد الكلي على النفط سيحولها إلى قوة مرنة،، ويمنحها حصانة ضد التقلبات في أسعار النفط.

وأشار محللون إلى أنه “مع اكتمال المفاعل النووي، ستكون الإمارات أول دولة عربية لديها برنامج طاقة نووية سلمية متطور”، معتبرين أن “هذا جزء من مسعى الإمارات لتنويع اقتصادها المعتمد على الطاقة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وتقديم نفسها كرائد إقليمي في مجال العلوم والتكنولوجيا”.

وتلعب أبوظبي دورا محوريا في الجهود العالمية للبحث عن خيارات طاقة المستقبل، وهي تحتضن مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ولديها استثمارات كبيرة في هذا المجال في أنحاء العالم.

11