الإمارات تدعم مسار الاستدامة بتدشين محطة عملاقة لطاقة الرياح

برنامج الإمارات لطاقة الرياح يؤكِّد التزام الدولة بالتعامل مع تداعيات تغيُّر المناخ.
السبت 2023/10/07
خطوة تعزّز الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة

أبوظبي - دشنت الإمارات أول مشروع تجاري لطاقة الرياح مستفيدة من التكنولوجيا في استغلال السرعات المنخفضة، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة قبل استضافة مؤتمر المناخ (كوب 28) الشهر المقبل.

وجاء الافتتاح مع إطلاق ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان برنامج الإمارات لطاقة الرياح خلال فعالية أُقيمَت في جزيرة صير بني ياس في أبوظبي الخميس الماضي.

ويؤكِّد هذا البرنامج التزام دولة الإمارات بالتعامل مع تداعيات تغيُّر المناخ، وتطلُّعاتها لاستضافة مؤتمرٍ للأطراف يضمُّ الجميع ويرُكِّز على تحقيق نتائج ملموسة.

كما يعكس حرص المسؤولين بأهمية الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة، منذ إطلاق أوَّل مشروع من نوعه في البلاد ومنطقة الخليج من خلال إنشاء محطة توليد الطاقة بواسطة الرياح في جزيرة صير بني ياس عام 2004.

محمد الرمحي: المشروع يسهم في التخلص من 120 ألف طن من الانبعاثات
محمد الرمحي: المشروع يسهم في التخلص من 120 ألف طن من الانبعاثات

وسيسهم مشروع طاقة الرياح في إضافة إمدادات مشاريع طاقة الرياح بتكلفة مناسبة إلى شبكة الكهرباء المحلية، ما يُعزِّز مزيج الطاقة المحلي ويدعم جهود انتقال وتحوُّل الطاقة، ويمهِّد الطريق نحو المزيد من المشاريع الواعدة.

وذكرت شركة مصدر للطاقة المتجددة أن المشروع، الذي تديره وتبلغ طاقته 103.5 ميغاواط، من المقرر أن يزود أكثر من 23 ألف منزل بالكهرباء سنويا وسيقام في أربعة مواقع.

وقال محمد عبدالقادر الرمحي الرئيس التنفيذي لإدارة الهيدروجين الأخضر في شركة مصدر “هذا المشروع سيساعد في التخلص من حوالي 120 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا”. وأضاف “هذا يعادل إزالة حوالي 26 ألف سيارة من الطرق”.

وتؤكد مصدر، التي تعمل مع شركتي باور تشاينا وغولد ويند إنترناشونال، أن توربينات المشروع يمكنها الاستفادة من سرعات الرياح المنخفضة على نطاق واسع بفضل التقدم في علوم المواد والديناميكا الهوائية التي تجعل طاقة الرياح ممكنة رغم حرارة الجو والرطوبة.

وامتلكت ثلاثة كيانات تسيطر عليها حكومة أبوظبي في أواخر العام الماضي حصصا في مصدر بواقع 43 في المئة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) و33 في المئة لصندوق الثروة السيادية مبادلة، و24 في المئة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).

الإمارات رسَّخت لنفسها مكانةً رائدةً بصفتها إحدى الدول الأكثر استهلاكاً للطاقة الشمسية في العالم وفقاً للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية

وقالت دلال مطر الشامسي الأستاذة المشاركة في قسم علوم الأرض بجامعة الإمارات لرويترز إن “الإمارات تشتغل من الطاقة النووية، الطاقة الشمسية، والرياح”.

وأضافت “من المتوقع مستقبلا أن يكون الاعتماد عليها أكثر من الاعتماد على الوقود الحفري، بدل النفط والغاز. وهذه الخطوة لسنة 2071، السنة المئوية، ستكون النتائج إيجابية”.

ورسَّخت الإمارات لنفسها مكانةً رائدةً بصفتها إحدى الدول الأكثر استهلاكاً للطاقة الشمسية في العالم وفقاً للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية الصادرة عن معهد الطاقة خلال شهر سبتمبر الماضي.

وحتى وقت قريب، لم تكن مشاريع طاقة الرياح على مستوى المرافق مجدية من الناحية التجارية بسبب تدنّي مستويات سرعة الرياح في الدولة، إلا أنَّ الاعتماد على الخبرات المحلية والتقنيات المبتكَرة في مجال المناخ جعلا تنفيذ برنامج الإمارات لطاقة الرياح ممكناً.

وتمَّ استخدام توربينات بأحجام أكبر، والاستعانة بأجهزة متطورة بتكلفة أقل، واكتشاف ظاهرة مناخية فريدة تولِّد رياحاً شديدة في الليل، كل هذه العوامل جعلت المشروع قابلاً للتطوير ومجدياً من الناحية الاقتصادية.

ولأنَّ الرياح في الإمارات تصل إلى سرعة أعلى ليلاً، فإنّ ذلك يعدّ مصدرا إضافيا لتوليد الطاقة في الدولة إلى جانب الطاقة الشمسية، ما يدعم تنويع مزيج الطاقة المتجدِّدة في الإمارات.

11