الإمارات تحض السوريين على تجنب الفوضى بعد سقوط الأسد

أنور قرقاش يؤكد أن مبعث القلق الرئيسي في سوريا هو التطرف والإرهاب، مشددا على عدم السماح للأطراف غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي.
الأحد 2024/12/08
أنور قرقاش: لا أعرف إن كان الأسد في الإمارات أم لا

المنامة - حضّ المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش السوريين الأحد على التعاون لتجنّب حصول "فوضى"، مؤكدا أن مبعث القلق الرئيسي في سوريا هو التطرف والإرهاب، بعد إعلان فصائل معارضة دخول دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد.

وقال قرقاش خلال مداخلة في منتدى المنامة المقام في البحرين "نأمل في أن يعمل السوريون معا لكي لا نشهد حلقة أخرى من الفوضى".

وأعلنت فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام السبت سيطرتها على العاصمة دمشق بعد هجوم مباغت، منهية خمسة عقود من حكم حزب البعث مع هروب الرئيس بشار الأسد.

وبخصوص التكهنات عن مكان وجود الأسد، رفض قرقاش تأكيد أو نفي احتمال أنّ يتخذ الأسد من الإمارات ملاذا له.

وأفاد قرقاش خلال المنتدى "عندما يسأل الناس، إلى أين يتجه بشار الأسد؟، فهذا في نهاية المطاف مجرد معلومة على الهامش في التاريخ".

وحين طرح الصحافيون السؤال مجددا، أضاف المسؤول الإماراتي "لا أعتقد أن هذا مهم. وكما قلت، في نهاية المطاف هذه مجرد معلومة على الهامش في التاريخ بالنسبة للأحداث الأكبر".

وقال قرقاش إن سوريا ليست في مأمن بعد ولا يزال وجود التشدد والإرهاب مصدرا أساسيا للقلق.

وأضاف أن "الأحداث المتكشفة في سوريا هي أيضا مؤشر واضح على الفشل السياسي والطبيعة المدمرة للصراعات والفوضى".

وشدد على أن "الأدوار الدفاعية والعسكرية ينبغي ألا تكون تحت سيطرة الجماعات المسلحة، يجب عدم السماح للأطراف غير الحكومية باستغلال الفراغ السياسي".

وعزا قرقاش سقوط الأسد إلى الفشل السياسي وقال إنه لم يستغل "شريان حياة" قدمته له عدة دول عربية من قبل.

وتابع "كان هناك فشل كبير في الأساس، بشكل جوهري في الإدارة والسياسات لأن الأسد لم يستغل حقا نوعا من شريان الحياة قدمته مختلف الدول العربية ومنها الإمارات، ولم يستغله للمضي قدما في المناقشات الدستورية التي كانت تجري".

وكانت الإمارات تأمل في إبعاد الأسد عن إيران، ولعبت دورا قياديا في استئناف علاقاته مع دول عربية ذات أغلبية سنية كانت قد نأت بنفسها عنه بعد أن قبل مساعدة إيران الشيعية وروسيا لقمع المعارضة التي تقودها السنة.

وأفادت مصادر لرويترز في وقت سابق هذا الشهر بأن الولايات المتحدة والإمارات ناقشتا سويا إمكانية رفع العقوبات عن الأسد بشرط القطيعة مع إيران ووقف طرق الأسلحة إلى حزب الله اللبناني.

وقال قرقاش "علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في سوريا بعد ذلك، الحل هو دولة يمكن الوثوق بها".

ولفت المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن مصدر الخوف الرئيسي هو سلامة أراضي سوريا التي لا تزال تحت التهديد.

وقال قرقاش إن "تفكير الردع الإيراني تحطم بسبب الأحداث في غزة ولبنان وسوريا، لكن إيران لا تزال طرفا مهما بالمنطقة". مضيفا "علينا أن نستغل هذه اللحظة للتحدث مع إيران بشأن المنطقة".

وأشار إلى أن الصورة فيما يتعلق بسلامة أراضي سوريا لا تزال "ضبابية" للغاية.

وقال إن سوريا خاضت تاريخا طويلا من العذاب والآلام والمعاناة الانسانية مؤكدا ان سوريا مليئة بالموهوبين والطاقات والقدرات والتاريخ العريق.

وأوضح قرقاش أن السياسة الاماراتية تجاه سوريا منذ البداية كانت عملية وقائمة على دعم التطور والتنمية في سوريا وبالعودة الى 2011 طلب منا النظام حينها المساعدة للسيطرة على المظاهرات ولكن كان رأينا أنه يجب ان تحل القضية داخليا من خلال الحوار والنقاش".

وأضاف "حين ننظر للمستقبل فنحن قلقون على السيادة المناطقية في سوريا ونتمنى أن يكون هناك مساعدة لتوجه ايجابي ونأمل أن يكون التغيير نحو الأفضل لسوريا وشعبها".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الأحد، أن الرئيس بشار الأسد "غادر البلاد إلى وجهة غير معلومة".

ويتناغم إعلان المرصد مع ما قاله ضابطان كبيران بالجيش السوري لـ"رويترز"، الأحد، أن الأسد غادر البلاد على متن طائرة.

وأعلنت الجماعات المسلحة سيطرتها على العاصمة دمشق فجر الأحد بعد ساعات من سيطرتها على حمص.