الإمارات تتصدر أسواق النقل الجوي في المنطقة العربية

أبوظبي - تمكن قطاع النقل الجوي لدولة الإمارات مرة أخرى من تصدر بقية الأسواق العربية، بفضل السياسات التي يتبعها مسؤولو البلد الخليجي لإعادة الحركية لنشاط السفر بعد عامين من الأزمة الصحية التي كبدت شركات المنطقة خسائر غير مسبوقة.
ويأتي الإعلان عن هذه المؤشرات بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة الخامسة والخمسين للاتحاد العربي للنقل الجوي، التي تعقد في العاصمة أبوظبي.
وأكد عبدالوهاب تفاحة الأمين العام للاتحاد أن الإمارات تلعب دورا محوريا ورئيسيا في قطاع الطيران العالمي، حيث تحتل المرتبة الثالثة في قائمة أكبر الدول في نشاط حركة الطيران الدولية والنقل الجوي.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية عن تفاحة قوله على هامش أعمال الجمعية إن البلد الخليجي “يستحوذ على حوالي 8 في المئة من نشاط النقل الجوي وحركة الطيران على مستوى العالم”.
وتمتلك الإمارات أكبر شركتي طيران على مستوى العالم، وهي طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي، ويشكل البلد مركزا رئيسيا لعملياتها المتعلقة بالترانزيت والرحلات الطويلة.
والشركتان في منافسة قوية مع الخطوط الجوية القطرية، فيما تأتي بقية الشركات العاملة بالقطاع ببقية الدول في المراكز الموالية، وثمة منها من يعاني من مشاكل تشغيلية وتهالك في الأسطول.
وتسببت جائحة كورونا في انهيار الطلب على السفر نتيجة إجراءات مشددة لمكافحة انتشار الفايروس وهذا الأمر جعل الشركات تدخل في دوامة من الركود الإجباري، وهي تحتاج لأشهر وربما سنوات حتى تتعافى وتبدأ في جني الأرباح.
وتصل مساهمة قطاع النقل الجوي والصناعات المرتبطة بها في الناتج المحلى الإجمالي للإمارات إلى قرابة 12 في المئة، وهو أكثر من ضعف المتوسط العالمي.
وهذه الأرقام تؤكد أهمية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي وتعزيز بنيته التحتية بمشاريع عملاقة وضخمة.
ويعتقد تفاحة أن الحكومة الإماراتية ستواصل العمل على دعم القطاع مع التركيز بشكل رئيسي على البعد الاقتصادي له، خاصة أنه أحد القطاعات التي تساهم بشكل رئيسي في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وقال “تعد الإمارات مركزا رئيسيا في الوصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وهو امتداد لتاريخها في كونها نقطة تلاق بين البشر في العالم”.
ويتوقع الاتحاد العربي للنقل الجوي عودة نشاط النقل الجوي لمستويات عام 2019 وتخطي ذلك المستوى خلال العام القادم 2023، بعد أن كانت التوقعات تشير في السابق إلى استعادة النشاط في العام 2025.
وأشار تفاحة إلى أن الأزمات الناتجة عن جائحة كوفيد لم يسبق لها مثيل منذ بداية النقل الجوي التجاري في العالم.
وأوضح أن العام الحالي أظهر الإقبال المرتفع على السفر بعد رفع قيود الإغلاق، ما يؤكد أنه لا غنى عن أن يستمر النقل الجوي بكونه وسيلة النقل المفضلة للسفر.
ويرجح الخبراء أن يعزز القطاع مساهمته الاقتصادية الكبيرة في التنمية المستدامة للدول العربية إن أحسنت الاستفادة منها على نطاق أوسع.