أبوظبي - تتجه دولة الإمارات إلى بناء أكبر شبكة للجيل الخامس للاتصالات (5 جي) في صناعة الطاقة، وذلك في سياق إستراتيجية موسعة لتطبيع الرقمنة في كافة مناحي الحياة الاقتصادية في البلاد.

وأعلنت أدنوك وإي آند، المجموعة العالمية للتكنولوجيا، الأربعاء عن المشروع الإستراتيجي على مساحة 11 ألف كيلومتر مربع.

وستوفر الشبكة الجديدة الاتصال ضمن النطاق الترددي العالي في جميع مواقع عمليات أدنوك البرية والبحرية وستدعم جهود شرطة الطاقة الإماراتية المستمرة لتوظيف ودمج حلول الذكاء الاصطناعي المتطورة على امتداد المنشآت الواقعة خارج نطاق الشبكة العامة.

كما أن تقنية 5 جي ستسهم في خفض التكاليف من خلال أتمتة العمليات، ورفع الكفاءة وتقليل الانبعاثات، وتعزيز سلامة الكوادر البشرية.

ومن المتوقع أن يحقق المشروع، المقرر استكماله في عام 2025، قيمة تجارية تبلغ 1.5 مليار دولار خلال السنوات الخمس الأولى من تاريخ تشغيله.

وأكد سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لأدنوك أن الشركة تواصل التوسع في توظيف أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل، وتحقيق أكبر قيمة ممكنة من أصولها ومواردها.

ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الجابر قوله إن “هذا المشروع الإستراتيجي الذي ننفذه بالتعاون مع مجموعة إي آند يعد ممكّنا أساسيا ضمن جهود أدنوك لترسيخ مكانتها بوصفها شركة الطاقة الأكثر اعتمادا على الذكاء الاصطناعي في العالم”.

وأضاف “كلّنا ثقة بأن هذه الشراكة الإستراتيجية ستسهم في تعزيز وزيادة القيمة، وستُمكّن الشركة من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر ذكاء في جميع جوانب الأعمال، بدءا من غرف التحكم وصولا إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية”.

وأوضح أنه بالتزامن مع النمو في الطلب العالمي على منتجات الطاقة والذكاء الاصطناعي تُركز الشركة على تعزيز الاستثمار في حلول الاتصال المتطورة لربط مواقع عملياتها، وضمان استمرارها بتوفير إمدادات طاقة آمنة وموثوقة لزبائنها حول العالم.

وتسعى أدنوك إلى رفع كفاءة عملياتها، وتعزيز أمن وسلامة كوادرها وحماية البيئة في كافة مواقع العمل بالتوازي مع مواصلة توسعة وتطوير محفظة أعمالها المتنوعة في قطاع الطاقة.

وقال جاسم الزعابي رئيس دائرة المالية – أبوظبي رئيس مجلس إدارة إي آند “يتيح التعاون بين إي آند وأدنوك إنشاء شبكة خاصة متطورة للجيل الخامس، ما يؤكد التزامنا بتسخير قوة التكنولوجيا لدفع عجلة التحول المستدام والذكي في قطاع الطاقة”.

وأضاف “نظرا إلى الدور المحوري الذي تلعبه شبكات الاتصالات بصفتها ركيزة أساسية للتقدم التكنولوجي، فنحن حريصون على مشاركة خبراتنا، لتعزيز مسار التطور والابتكار في قطاع الطاقة، وتحفيز النمو والنجاح لبقية القطاعات”.

وأشار إلى أنه إلى جانب هذه الشراكة “نواصل العمل والتعاون مع أدنوك وقطاعات مختلفة وذلك بهدف المساهمة في تعزيز جهود التحول التكنولوجي لمختلف الصناعات”.

وستكون شبكة الاتصالات من الجيل الخامس، عند اكتمالها، قادرة على نقل المعلومات من أكثر من 12 ألف جهاز استشعار على امتداد آبار وخطوط أنابيب النفط والغاز وإيصالها إلى غرف التحكم ذاتية التشغيل.

ويساعد هذا الأمر في تقديم توصيات في الوقت الفعلي تسهم في زيادة العمر الافتراضي للأصول وضمان تعزيز السلامة في حقول النفط.

كما ستتيح الشبكة أيضا استخدام التقنيات الرقمية في رؤوس الآبار، وتوفر رؤية شاملة للعمليات تساهم في زيادة الإنتاجية من أعمال الشركة على امتداد سلسلة القيمة.

ويستند بناء شبكة الاتصالات من الجيل الخامس إلى إستراتيجية أدنوك طويلة الأمد لتطوير ونشر التقنيات الرائدة، ويمثل جزءا من برنامج متعدد السنوات لتسريع توظيف استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي المتطورة على امتداد سلسلة القيمة لأعمالها.

وعلاوة على ذلك، سيدعم هذا التحول مساعي أدنوك لتصبح شركة الطاقة الأكثر اعتمادا على الذكاء الاصطناعي في العالم.