الإقلاع عن التدخين بعد اكتشاف الإصابة بالسرطان يزيد احتمالات البقاء على قيد الحياة

خطر الإصابة بسرطان الرئة يزداد مع زيادة طول فترة التدخين وعدد السجائر التي يدخنها الشخص.
الأربعاء 2024/11/13
المدخنون أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الرئة

واشنطن- يجد بعض المدخنين الذين يتم تشخيص إصابتهم بمرض السرطان صعوبة في الإقلاع عن التدخين، ولكن دراسة أميركية حديثة كشفت أن التوقف عن التدخين في حالات الإصابة بالسرطان يزيد من فرص النجاة والبقاء على قيد الحياة.

وشملت الدراسة التي أجريت في مركز إم دي أندرسون لأبحاث السرطان التابع لجامعة تكساس الأميركية 450 مدخنا تم تشخيص إصابتهم بالسرطان، وكانوا يتلقون علاجا يساعدهم في الإقلاع عن التدخين.

وأظهرت النتائج أن احتمالات الوفاة تتراجع بنسبة تتراوح ما بين 22 في المئة و26 في المئة في حالة الإقلاع عن التدخين في غضون شهور من اكتشاف الإصابة بالسرطان. وتبين أيضا أن أفضل النتائج تتحقق أيضا في حالة الإقلاع عن التدخين خلال ستة شهور من اكتشاف الإصابة بالسرطان، ثم الاستمرار في الامتناع عن التدخين لمدة ثلاثة أشهر بعد ذلك.

وأكدت الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية “جاما أنكولوجي” المتخصصة في علاج السرطان أن فترة البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان الذين يقلعون عن التدخين تزيد لفترة تتراوح ما بين عامين إلى أربعة أعوام تقريبا مقارنة بالمرضى الذين يستمرون في التدخين.

ونقل الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية عن رئيس فريق الدراسة قوله: “يؤكد هذا البحث الدور المهم الذي يلعبه الإقلاع المبكر عن التدخين بالنسبة للمرضى الذين يتلقون علاجا من مرض السرطان”.

فترة البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان الذين يقلعون عن التدخين تزيد لفترة تتراوح ما بين عامين إلى أربعة أعوام تقريبا مقارنة بالمرضى الذين يستمرون في التدخين

ويشير السرطان إلى أي مرض ضمن عدد كبير من الأمراض التي تتميز بتطور خلايا شاذة تنقسم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها ولديها القدرة على التسلل وتدمير أنسجة الجسم الطبيعية. وتكون للسرطان في كثير من الأحيان القدرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

السرطان هو السبب الرئيس الثاني للوفاة في العالم. لكن معدلات البقاء على قيد الحياة تتحسن لأنواع كثيرة من السرطان بفضل التحسينات التي تشهدها طرق الكشف عن السرطان وعلاجه والوقاية منه.

يحدث السرطان بسبب حدوث تغيّرات أو طفرات في الحمض النووي داخل الخلايا. يتجمع الحمض النووي الموجود داخل الخلية في عدد كبير من الجينات الفردية، ويحتوي كل منها على مجموعة من التعليمات التي تخبر الخلية بالوظائف التي يجب أن تؤديها، بالإضافة إلى كيفية نموها وانقسامها. ويمكن أن تؤدي الأخطاء في هذه التعليمات إلى توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعية، وقد تسمح للخلية بأن تصبح سرطانية.

وسرطان الرئة نوع من السرطان يبدأ على هيئة نمو للخلايا في الرئة. الرئتان عضوان إسفنجيان يوجدان في الصدر ويتحكمان في التنفس. وسرطان الرئة سبب رئيسي لحالات الوفاة بالسرطان حول العالم.

المُدخنون أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الرئة. ويزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة طول فترة التدخين وعدد السجائر التي يدخنها الشخص. الإقلاع عن التدخين، حتى بعد سنوات من التدخين، يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بسرطان الرئة بشكل كبير. يمكن أن يصيب سرطان الرئة أيضًا الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدًا.

ويرى الباحثون أن التدخين يسبب سرطان الرئة من خلال إتلاف الخلايا المُبطّنة للرئتين، حيث أن دخان السجائر مليء بالمواد المسببة للسرطان والتي تسمى المواد المسرطنة. وعند استنشاق دخان السجائر، فإن المواد المسرطنة تُحدث تغيرات في أنسجة الرئة على الفور تقريبًا.

في البداية، قد يكون الجسم قادرًا على ترميم هذا الضرر. ولكن مع كل تعرض متكرر، تتلف الخلايا السليمة المبطنة للرئتين بشكل متزايد. وبمرور الوقت، يسبب التلف تغيرًا في الخلايا وفي النهاية قد ينشأ السرطان.

16