الإفراج عن مدير مجموعة إعلامية جزائرية بعد تدخلات سياسية

الجزائر - أعلنت قناة “الشروق نيوز” الجزائرية الخميس، عن الإفراج عن مدير عام مؤسسة “الشروق” الإعلامية الخاصة، علي فضيل، الخميس، بعد اعتقاله لمدة ساعات من قبل جهات أمنية، وذلك بعد تدخل وكيل الجمهورية.
وقالت القناة في وقت سابق من اليوم إن علي فضيل تم اعتقاله على أيدي “قوى غير دستورية”.
وذكر موقع المجموعة الإعلامية، أن “اعتقال المدير العام علي فضيل، جاء بعد التصريحات التي أدلى بها حول قضايا فساد في الجزائر”، في تقرير بثته القناة الإخبارية ليلة الأربعاء.
وكان فضيل قد أدلى بتصريحات نارية، حول شقيق الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الأصغر، سعيد بوتفليقة، واتهمه بتسيير البلاد بطريقة غير دستورية.
وأفاد ياسين فضيل (شقيق علي فضيل) بأنّ “شهود عيان اتّصلوا به ليؤكّدوا أن شقيقه تم توقيفه صباحا وهو متّجه بسيّارته نحو العمل”.
ويعاني مجمع “الشروق” الذي يضم ثلاث قنوات تلفزيونية وصحيفة يومية من أزمة مادية بسبب التضييق عليه من قبل السلطة، لبرامجه السياسية الناقدة للحكومة، وتناوله الرئيس بوتفليقة في البرامج الفكاهية.
وتأتي هذه الحادثة بعد أيام قليلة على إقالة مدير التلفزيون الوطني الجزائري توفيق خلادي في خضم احتجاج الصحافيين ضد “الرقابة” في تغطية المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
مئات الموظفين والعاملين في التلفزيون الرسمي الجزائري تظاهروا احتجاجا على إقالة خلادي، وتعيين لطفي شريط خلفا له
وفي الآونة الأخيرة يشهد التلفزيون والإذاعة الرسميان بالجزائر موجة احتجاجات من قبل صحافيين يطالبون برفع القيود عن عملهم في تغطية المظاهرات ضد بوتفليقة.
وتظاهر مئات الموظفين والعاملين في التلفزيون الرسمي الجزائري، الثلاثاء؛ احتجاجا على إقالة خلادي، وتعيين لطفي شريط خلفا له.
ورفع الموظفون وعمال التلفزيون الجزائري خلال وقفة أمام مقر التلفزيون شعارات تطالب بضمان الخدمة العمومية، ورفع القيود عن أداء مهامهم، وإزالة الضغوط التي تمارس ضدهم من قبل إداراتهم بسبب تغطيتهم للحراك الشعبي المطالب برحيل بوتفليقة.
وتأتي التظاهرات بالتزامن مع تسلم المدير الجديد، لطفي شريط، مهامه بحضور وزير الاتصال، جمال كعوان، وإطارات المؤسسة ومديريها.
وبحسب بيان للمؤسسة أكّد لطفي شريط في كلمة مقتضبة “أنّ المؤسسة ستحافظ على المضامين الإعلامية، وستسعى للارتقاء بالشبكة البرامجية، بهدف الانفتاح على جميع شرائح المجتمع، في ظل خدمة عمومية راقية”.
ووفق ما نقلت وسائل إعلام محلية فقد أضاف المدير العام الجديد “سنسعى إلى رفع التحديات والرهانات المطروحة أمامنا اليوم بالتعاون مع الجميع”.
وواجه الإعلام الجزائري انتقادات حادة بسبب أدائه في تغطية المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ 22 من فبراير الماضي. إذ أدى تجاهل أغلب وسائل الإعلام العامة وبعض القنوات التلفزيونية الخاصة لهذه الاحتجاجات أو محاولة اختزال مطالبها إلى استياء واسع داخل البلاد. كما دفع بعض الإعلاميين إلى الاستقالة من مناصبهم في مؤسسات عامة وخاصة.
وأفضى كل ذلك إلى ما يشبه ثورة ضمير مهني لدى عدد كبير من العاملين في هيئة الإذاعة ومؤسسة التلفزيون العامتين.