الإفراج عن الظواهري هدفه خلط أوراق الاشتباك في سيناء

القاهرة – أطلقت مصلحة السجون المصرية، الخميس، سراح محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
ويأتي الإفراج على الظواهري في ظرفية أمنية دقيقة على خلفية تدهور الأوضاع في شبه جزيرة سيناء التي باتت عصية على السيطرة.
وكانت محكمة جنائيات الجيزة (غرب) قررت في جلسة 23 فبراير الماضي، إخلاء سبيل الظواهري مراعاة لظروفه الصحية، مع اتخاذ التدابير الاحترازية، بعدم مغادرة مسكنه، إلا بأمر الشرطة، وطعنت النيابة في القرار، ورفضت محكمة الاستئناف هذا الطعن، وأيدت إخلاء سبيله في القضية المتهم فيها بـ“تشكيل وتولي قيادة جماعة إرهابية”.
ويعد الظواهري أحد أبرز قيادات الجماعات الإسلامية بمصر، وأفرج عنه خلال إدارة المجلس العسكري للبلاد، عقب تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك في العام 2011 ثم عاد للسجن مرة أخرى بعد قيام ثورة 30 يونيو 2013 وسقوط حكم الإخوان.
وعرف عن محمد الظواهري علاقاته بالحركات الإسلامية في الداخل والخارج، وكان مقربا من الإخوان، وإحدى حلقات التواصل بين الجماعة وتيارات متشددة.
وقال ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية لـ“العرب” إن الإفراج عن الظواهري سيكون له تأثير واضح على سيناء، التي يرتبط فيها الظواهري بعلاقات واسعة مع المسلحين هناك، والإفراج عنه سيعطيهم أملا، وربما يدفعهم للقيام بمراجعات فكرية.
واتفق معه في الرأي هشام النجار القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، حيث قال لـ“العرب” إن “الإفراج عنه قرار جيد في الصراع المرير بين الدولة والجماعات الجهادية، لما يمثله في أوساط الجهاديين، وخروجه سيفيد في مسار اللعب بأوراق أخرى غير ورقة المواجهة العسكرية الشاملة والممتدة، وهي الإستراتيجية التي اعتمدتها الدولة المصرية طوال السنوات الماضية”.
وبوجه عام اتفق كثير من الخبراء على أن خطوة الإفراج تصب في صالح التهدئة والاحتواء على جبهتي سيناء وليبيا، وأن مرحلة جديدة من المناوشات وحرب الأعصاب السياسية، أوشكت على الظهور، وأن المواجهة المسلحة لن تكون هي الحاكمة بمفردها خلال المرحلة المقبلة.
بالمقابل يرى مصطفى زهران الخبير في الحركات الجهادية أن محمد الظواهري يمثل الحالة الناعمة من السلفية الجهادية، معتبرا أن الحديث عن نفوذ له على التيارات الجهادية في سيناء وخارجها، ينطوي على قدر من المبالغة.