الإعلان عن تأجيل الانتخابات الليبية "كرة لهب" بين المفوضية والبرلمان

عماد السايح يؤكد أن لا وجود لمشاكل فنية لإجراء الاقتراع في موعده، مشيرا إلى أنه في حال تأجيل الاستحقاق الانتخابي فمجلس النواب هو من يعلن ذلك.
الأحد 2021/12/19
السايح: ليس من اختصاصنا الإعلان عن تأجيل الانتخابات

طرابلس - أكد رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الليبية عماد السايح الأحد أن قرار تأجيل الانتخابات من اختصاص البرلمان، مشيرا إلى عدم وجود أي مشاكل فنية في إجراء عملية الاقتراع في موعدها، في وقت لم تعلن المفوضية حتى اللحظة القائمات النهائية للمرشحين لمنصب الرئيس، ولم تكشف موعد طرحها أو التوقيت الزمني لإجراء الاستحقاق المرتقب.

وقال السايح "في حال تأجيل الانتخابات فإن مجلس النواب هو من يعلن وليس المفوضية"، مضيفا "ليس من اختصاصنا الإعلان عن التأجيل، ومن أصدر أمر التنفيذ هو من يصدر أمر الإيقاف، وهو من يقرر يوم الاقتراع فما بالك بقرار التأجيل"، دون إضافة تفاصيل.

وفي الوقت الذي لم يكشف السايح عن سبب إرجاء موعد إعلان القوائم الانتخابية، ملقيا بكرة التأجيل في ملعب البرلمان، أكد عضو مجلس النواب الصادق الكحيلي أنه من مسؤوليات المفوضية ومن خلال تواصلها مع بقية شركائها في العملية الانتخابية، الخروج والإعلان عن تأجيل الانتخابات.

وقال الكحيلي في تصريحات صحافية إن أعضاء المجلس لم يتلقوا حتى اليوم دعوة رسمية من مجلس النواب لمناقشة سيناريو التأجيل، متوقعا تحديد موعد الجلسة، بعد تاريخ الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن تأجيل الانتخابات أصبح ككرة لهب تتقاذفها الجهات المعنية، خوفا من تبعات الغضب الشعبي، لاسيما وأن أغلب تصريحات السياسيين الليبيين تتجه إلى أن موعد الرابع والعشرين من الشهر الحالي بات من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الالتزام به.

وكان رئيس اللجنة البرلمانية المكلفة بمتابعة العملية الانتخابية الهادي الصغير أعلن السبت أن "تأجيل الانتخابات أمر محسوم، لكن لا أحد يملك الشجاعة للإعلان عن ذلك بشكل رسمي".

وقال الصغير إن "المفوضية العليا للانتخابات هي من ستحدد مدة التأجيل، والموعد الجديد لإجراء الانتخابات بالتنسيق مع مجلس النواب"، مشيرا إلى أن "البرلمان الليبي سيعقد جلسة في السابع والعشرين من الشهر الجاري للنظر في المعوقات التي أدت إلى تأجيل الاستحقاق الدستوري".

واعتبر إبراهيم قرادة، السفير السابق في الدنمارك والسويد ورئيس اللجنة التنفيذية ‏للمؤتمر ‏الليبي للأمازيغ، أن "تأخر الإعلان الرسمي عن تأجيل الانتخابات يعكس عدم مهنية المفوضية العليا للانتخابات، وفشلها في إتمام الإجراءات والاشتراطات".

وأضاف في تصريحات نقلها موقع "أصوات مغاربية" أن "تأخر إعلان تأجيل الانتخابات يبيّن عدم تحمل مجلس النواب مسؤوليته السياسية والقانونية".

وأكد أن عدم المصارحة بتأجيل الانتخابات ليس تجنبا فقط لردة فعل الشعب، بل هو أيضا للبحث عن قربان يتم إلباسه أسباب التأجيل، وهو ما يفسر الإشكاليات الأمنية الأخيرة في كل من طرابلس وسبها.

وذكر أن تأجيل الانتخابات يتم استخدامه حاليا كسلاح لتصفية الخصوم عند البعض، ومحاولة أطراف سياسية تجهيز طبخة سياسية جديدة تتجه نحو تشكيل حكومة جديدة وربما حتى رئاسة بديلة، بالتوازي مع تصاعد تجميد النشاط السياسي لرئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة.

ومع هبوب رياح تأجيل الانتخابات الليبية، خرجت العديد من القوى الوطنية والأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني ونقابة عمال ليبيا الأحد في مظاهرات بمدينة بنغازي، رفضا لتأجيل الانتخابات المحدد موعدها في الرابع والعشرين من ديسمبر 2021.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بمعاقبة المعرقلين لتنظيم الاستحقاق الانتخابي في هذه المرحلة الهامة من تاريخ البلاد، مطالبين السلطات بالسير بعجلة الانتخابات إلى الأمام للخروج بليبيا من النفق المظلم والمضي بها قدما نحو مستقبل أفضل.